الصين: العالم مُقبل حاليًّا على حرب باردة جديدة
أكد رئيس الصين شي جين بينج، أن العالم يدخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحولات ويمر بتعديلات واستقطابات كبرى وزخم قوي لإعادة التشكيل، حيث تزداد العوامل غير المؤكدة وغير المستقرة والصعبة للتوقع، جاء ذلك خلال قمة اجتماعات مجموعة «بريكس» في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.
وأضاف رئيس الصين، إن دول البريكس تعد قوة مهمة لتكوين المعادلة الدولية، وتابع: نحن نختار الطرق التنموية بإرادتنا المستقلة، وندافع سويا عن حقوقنا التنموية، ونتوجه سويا نحو التحديث، وذلك يمثل الاتجاه التقدمي للمجتمع البشري، وسيؤثر حتما على عملية التطور العالمي تأثيرا عميقا، كما نلتزم دوما بروح البريكس المتمثلة في الانفتاح والتسامح والتعاون والكسب المشترك، ونواصل الارتقاء بالتعاون في إطار البريكس إلى مستويات جديدة لدعم التنمية في الدول الخمس.
وأكد رئيس الصين أن التعاون في إطار البريكس يعيش الآن مرحلة حاسمة لمتابعة أعمال الماضي وشق طريق للمستقبل، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي، بما يسهم في التنمية الاقتصادية، كما تعد التنمية حقا غير قابل للتصرف لجميع الدول، وهي ليست «براءة اختراع» لحفنة من الدول، وفي الوقت الراهن، ليس زخم التعافي للاقتصاد العالمي صامدا، وقد لا تتجاوز نسبة النمو للاقتصاد العالمي في العام الجاري 3% وفقا لتنبؤات الوكالات الدولية، كما تواجه الدول النامية تحديات أكثر خطورة ومهام أكثر مشقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في هذا السياق، ينبغي أن تكون دول البريكس رفاقا في طريق التنمية والنهضة، وأن ترفض «فك الارتباط» أو «قطع السلاسل» أو الإكراه الاقتصادي. كما ينبغي أن تركز دول البريكس على التعاون العملي، وخاصة في مجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء وسلاسل الإمداد وغيرها، وتعزز التواصل والتبادل في مجالات الاقتصاد والتجارة والمالية.
وتابع رئيس الصين: ستنشئ الصين «حضانة الابتكار العلمي للصين ودول البريكس في العصر الجديد»، بهدف دعم تحول نتائج الابتكار العلمي والتكنولوجي، وستبحث الصين في إقامة «منصة التعاون العالمي للمعطيات والتطبيقات للأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد لدول البريكس»، استنادا إلى آلية التعاون للكوكبة الافتراضية من لأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد لدول البريكس، بما يوفر دعما من حيث البيانات لتعزيز التنمية للدول الأعضاء في مجالات الزراعة والإيكولوجيا والحد من الكوارث الطبيعية. ويحرص الجانب الصيني على التعاون مع كافة الأطراف في إقامة «آلية التعاون والتواصل للقطاعات المستدامة لدول البريكس»، بما يوفر منصة للمواءمة بين القطاعات والتعاون في المشاريع في إطار تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن التعاون السياسي والأمني للحفاظ على السلام والأمان، كما أن الحكم الرشيد أكبر نفع، والاضطراب أكبر ضرر، في الوقت الراهن، يخيم شبح عقلية الحرب الباردة على العالم، وتكون الأوضاع الجيوسياسية خطيرة، وتتطلع شعوب العالم إلى بيئة أمنية جيدة. إن الأمن الدولي لا يمكن تقسيمه، إذ أن من يسعى إلى الأمن المطلق لنفسه على حساب الدول الأخرى سيتضرر من عمله في نهاية المطاف، هناك حيثيات معقدة وراء ما وصلت إليه الأزمة الأوكرانية اليوم، فتكون الأولوية الأولى هي الدفع بمفاوضات السلام وتهدئة الأوضاع ووقف القتال وتحقيق السلام، ولا يجوز «صب الزيت على النار» لزيادة تدهور الأوضاع على الإطلاق.
توطيد العلاقات بين دول “بريكس”
وأكد رئيس الصين، ضرورة أن تتمسك دول البريكس بالتنمية السلمية كالاتجاه العام، وتوطّد علاقات الشراكة الاستراتيجية بين دول البريكس، ومن المطلوب تسخير الآليات بما فيها اجتماع وزراء الخارجية واجتماع الممثلين الرفيعي المستوى للشؤون الأمنية بشكل جيد، لتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للدول الأخرى، وتعزيز التنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية الهامة، والعمل على الوساطة للقضايا الساخنة، والدفع بإيجاد حلول سياسية لها، بما يخفف حدة القضايا الساخنة. بما أن الذكاء الاصطناعي يمثل مجالا جديدا لتنمية البشرية، فقد وافقت دول البريكس على إطلاق عمل الفريق البحثي للذكاء الاصطناعي في أسرع وقت ممكن من خلال تفعيل دور الفريق البحثي بشكل واف، لمواصلة توسيع التعاون في الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التبادل المعلوماتي والتعاون التكنولوجي، والعمل سويا على الوقاية من المخاطر، وتكوين إطار حوكمة ومعايير وقواعد ذات توافقات واسعة النطاق حول الذكاء الاصطناعي، بما يواصل تعزيز أمن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وموثوقيتها والقدرة على سيطرتها والوصول المنصف إليها.