حرب السودان.. حميدتي يطرح رؤيته لحل الأزمة ويُطالب بـ"تأسيس جيش جديد" (تفاصيل)
اندلع القتال في "السودان"، في 15 أبريل، بسبب الصراع على السُلطة، ما أشاع وأذاع الدمار في العاصمة الخرطوم وتسبب في زيادة حادة في العُنف العرقي في دارفور، وفي هذا الصدد، طرح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، "حميدتي"، رؤيته للحل الشامل لأزمة السودان، مُطالبًا بـ"تأسيس جيش جديد"، بعد أشهر من الحرب التي أدت إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين من ديارهم.
وقوات الدعم السريع أحد طرفي الصراع الدائر في السودان مُنذ منتصف أبريل الماضي، إذ تُقاتل الجيش في مُدن العاصمة الثلاثة، وفي مناطق أخرى غربي البلاد.
حل أزمة السودان
ونشر دقلو على حسابه بمنصة "إكس"، "تويتر" سابقًا، اليوم الأحد، بيانًا مُطولًا عن رؤيته لحل أزمة السودان في عدة نقاط، أبرزها:
- ضرورة البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونًا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يُعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان.
- حرب الخامس عشر من أبريل يجب أن تكون الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان.
- نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطيًا مدنيًا، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، ويُمكن جميع السودانيين من المشاركة الفاعلة والحقيقية في تقرير مصيرهم السياسي، ومحاكمة الذين يديرون شؤونهم البلاد على كافة المستويات.
- الضروري أن تعكس الحكومة المدنية في تشكيلها بحق وعدالة كل أقاليم السودان، وذلك عبر آليات أو أسس يتم الاتفاق عليها بين جميع الأقاليم.
- بسبب التعدد والتنوع الباهر في السودان، فإن النظام الفدرالي غير التماثلي أو غير المتجانس، الذي تتفاوت فيه طبيعة ونوع السلطات التي تتمتع بها الوحدات المكونة للاتحاد الفدرالي، هو الأنسب لحكم السودان.
- الاعتراف بأن المدخل الصحيح لتحقيق السلام المستدام في السودان هو إنهاء وإيقاف العنف البنيوي، الذي تُمارسه الدولة ضد قطاعات واسعة من السودانيين، لا سيما في أطراف السودان.
- السلام لا يعني إسكات أصوات البنادق أو إيقاف الاعتداءات المستمرة من مؤسسات الدولة القهرية وغير القهرية على المواطنين وأراضيهم أو ممتلكاتهم، وإنما كذلك إنهاء التفاوتات البائنة للجميع في المشاركة السياسية وتوزيع الثروة والفرص المتاحة للمجتمعات والمجموعات والأفراد.
- العمل على إشراك أكبر وأوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة والمرأة من كافة مناطق السودان.
- الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة.
- الإقرار بضرورة احترام وتطبيق مبدأ محاربة خطاب الكراهية والاتفاق على حزمة إصلاحات قانونية.
وصارت مدينة بورتسودان الساحلية في السودان التي يُسيطر عليها الجيش ملاذًا من الحرب المستعرة في غرب البلاد، لكن المنظومة الصحية على شفا الانهيار بسبب انقطاع الكهرباء وشح الإمدادات، ويزيد إضراب الأطباء الآن الوضع سوءًا.
ويقول أطباء وممرضون في المدينة المطلة على البحر الأحمر، إنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ 4 أشهر، إذ أتى القتال الدائر بين الجيش وقوات «الدعم السريع» على ميزانية الحكومة.
وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من 100 ألف فروا إلى بورتسودان، ما أدى إلى زيادة الضغط على المستشفيات ومراكز الإيواء المكتظة بالفعل في المدينة، بينما يتركز القتال في الخرطوم وغرب البلاد.
أزمة إنسانية كارثية
وحذر مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من أن الحرب تُؤجج «أزمة إنسانية كارثية» في السودان، ومن ازدياد الإصابات بالعديد من الأمراض مثل الملاريا والحصبة وحمى الضنك.
وتُعاني المستشفيات في السودان منذ فترة طويلة من نقص التمويل، كما تكررت إضرابات الطواقم الطبية.
وأدى النزاع إلى إصابة المنظومة الصحية بالشلل تقريبًا، إذ لحقت أضرار بالكثير من المستشفيات في مناطق القتال.
ويقول مسؤولو المستشفيات إن الأطباء في بورتسودان يعملون في ظل انقطاع التيار الكهربائي، والرطوبة الشديدة، ونقص الأدوية، بينما يرقد المرضى على أسرة متجاورة رغم أن العديد منهم يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان، "مصطفى محمد إبراهيم"، إنَّه يتوقع التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك برعاية سعودية أمريكية.
من جانبه، قال قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، أمس: «لن تُغرينا أي انتصارات مهما عظُمت عن أن نتقدم بشجاعة لقبول خيار الحل السياسي الشامل لمعالجة جذور الأزمة السودانية التاريخية، والحرب ليست غاية، وخضناها مكرهين»، مُؤكدًا أنه «لا مكان للنظام البائد وفلول الإسلاميين بيننا، ولن نسمح لهم بالاستيلاء على السلطة من جديد، ولا بد من اجتثاثهم من القوات المسلحة».
وأدانت "وزارة الخارجية الأمريكية"، تقارير وقوع انتهاكات وحالات عُنف "مُروعة" ضد النساء في السودان الغارق في الحرب الطاحنة مُنذ أشهر.