مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب: في الصميم… المخدرات تحصد أرواح الشباب

نشر
الأمصار

مرة أخرى أعود لأكتب للتذكير بمخاطر إنتشار تجارة وتعاطي المخدرات في العراق حتى وصلت لمستوى الوباء والظاهرة بل هي كارثة بحد ذاتها  فالمخدرات التي كنا نسمع عنها ونشاهدها في أفلام  المافيات الايطالية  أصبحت اليوم واقع حال معاش تجارة وترويجا وتعاطيا حتى لا تكاد نشرة اخبار يومية تخلو من أخبار القاء القبض أو ضبط كميات كبيرة من المخدرات وصلت الى عشرات الكيلو غرامات من مادة الكرستال وملايين من الحبوب المخدرة والضحايا هم شباب في أعمار الزهور فقد قرأت إحصائيات رسمية إن المخدرات وصلت الى المدارس والكليات وإن عصابات الجريمة المنظمة لتجارة المخدرات يستهدفون الشباب من أعمار ١٥ الى ٣٠ سنة يعني أعمار الشباب المنتج والقادر على العمل والعطاء وإن أخر إحصائية بهذا الخصوص تقول إن نسبة تعاطي النساء للمخدرات زادت بنسبة ٧ بالمائة عن العام الماضي وإن العام الماضي شهد القاء القبض على ١٥ اكثر  الف متعاطي ومروج وتاجر مخدرات !!..
نعم انه رقم كبير يشكل علامة خطرة في بنية المجتمع ويدق ناقوس الخطر فرغم كل الجهود التي تبذلها الجهات الامنية إلا إن تجارة المخدارت يبدو انها لازالت رائجة ونشطة ولها رؤوسها الكبيرة من متنفذين ووسطاء وهناك مساعدين وعيون لهم في كل الدوائر المعنية.
فلو نظرنا  الى كمية المواد المخدرة المضبوطة من قبل الجهات الامنية  وزنا وعددا لوجدنا إنها تجارة على مستوى كبير وبرؤوس  أموال بمليارات الدولارات  لا تقدر عليها إلا جهات متنفذة ومقتدرة ولديها من يحميها أو يسندها أبتداء من تسهيل عملية دخول هذه الكميات الكبيرة  عبر الحدود ووصولها الى مناطق الترويج والبيع في المدن وفي المدارس والجامعات  إن أهداف هذه العمليات وان كان ظاهرها الربح المادي والتجارة القذرة إلا إن من وراء  ذلك  أهداف أخرى أبعد واكبر واولها تدمير عناصر القوة في المجتمع العراقي من خلال إستهداف فئة الشباب فيه وجعله معتل وتائه لا يدري ماذا يعمل وتعطيل مسيرة التعليم في العراق  أكثر مما اصابه من ضرر وبالتأكيد إن كل ذلك تقف وراءه  جهات سياسية داخلية وخارجية  لا تريد بالعراق واهله الخير.
وأمام  هكذا تحدي لابد أن تكون هناك خطط علمية وعملية لمكافحة آفة المخدرات في المجتمع تقوم بها كل الجهات المعنية مراكز بحوث ودراسات ومؤسسات اجتماعية وصحية اضافة الى الجهات الامنية فالخطر داهم ولابد من تكاتف الجهود للوقوف ومحاربة المخدرات وأسباب إنتشارها وحماية ارواح شبابنا.