سر توقيت المحاولات الأمريكية لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل "تفاصيل"
في خطوة غير مرتب لها ووصفها المراقبون بـ "الفخ"، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، بعد نجاح ترسيم الحدود البحرية.
تحاول واشنطن الضغط لتحقيق مصالح إسرائيل، كمدخل لإنهاء قضية احتلال بعض الأراضي اللبنانية، ودفع عملية ترسيم الحدود بين بيروت ودمشق.
وتحدث آموس هوكشتاين، المنسق الرئاسي الأمريكي لأمن الطاقة والبنى التحتية الدولية إلى استعداده للتوسط بين لبنان وإسرائيل لحل النزاع بينهما على الحدود البرية في الجنوب، مشدداً على حرص إدارة بلاده على الاستقرار في هذه المنطقة.
زيارة هوكشتاين إلى بيروت
وتأتي زيارة آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بيروت، في محاولة لتخفيف التوترات مع إسرائيل، وعرض التوسط في مسألة الحدود البرية مع لبنان، إلا أن إسرائيل ليست مهتمة حالياً باتفاق في هذا المجال.
وزار هوكشتاين بيروت الأسبوع الماضي، وأعلن أن الأمريكيين يبحثون إمكانية المساعدة في حل النزاع على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، معتبراً أنه "من الطبيعي أن ينظر الأمريكيون في الموضوع، بعد النجاح الذي حققوه في اتفاقية الحدود البحرية".
وقال هوكشتاين في مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت في ختام الزيارة: "نزلت إلى هناك لأرى بنفسي الخط الأزرق والمناطق المحيطة به، لأفهم ما هو المطلوب للوصول إلى حل"، مضيفاً: "إنه الوقت المناسب لنسمع من الجانب الآخر مواقفه ".
تمديد عمل القوات الدولية “اليونيفيل”
وتزامن قرار مجلس الأمن الدولي التمديد لعمل القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل" مع زيارتين شهدهما لبنان، الأولى للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، والثانية لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وتختلف الأولويات الأميركية والإيرانية في جولات هوكشتاين وعبد اللهيان، تبعاً للسياسات المتعلقة بالمنطقة والتوترات الإقليمية، خصوصاً في سوريا.
اهتمام أمريكي بترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
ويظهر من خلال زيارة هوكشتاين إلى بيروت، أنّ الاهتمام الأمريكي ينصبّ على الحدود البحرية والبرية وضمان استخراج الغاز، وتثبيت الاستقرار في هذه المنطقة، بصرف النظر عن الموقف المتشدّد من مسألة تعديل مهمّات "اليونيفيل".
وبقدر ما يضغطون الأمريكيون على "حزب الله" بالتزامن مع ضغوط إسرائيلية لمحاصرته، إلاّ أنّهم يضغطون لتجنيب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية أي تصعيد أمني يؤدي إلى حرب شاملة، لاسيما بعد التهديدات التي أطلقتها إسرائيل وقابلها "حزب الله" بتصعيد واستنفار عسكري، فيما تهتم واشنطن بعملية التنقيب عن الغاز الذي شكّل الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل تقاطعاً أو صفقة غير مباشرة مع إيران، أدّت إلى اعتبار "حزب الله" الاتفاق إنجازاً تاريخياً، ومحيداً المنطقة البحرية عن أي تصعيد أو مواجهة.
تاريخ التوترات المحيطة بالحدود بين إسرائيل ولبنان
تعد التوترات المحيطة بالحدود بين إسرائيل ولبنان تتعلق بترسيم الخط الأزرق، وهو الخط الحدودي الذي حددته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وذلك في الوقت الذي يقول فيه حزب الله إن للبنان سيادة على مزارع شبعا".
وكانت منطقة جبل الروس عند الحدود بين سوريا ولبنان، ربما كانت جزءًا من سوريا، وبعد حرب 1967 أصبحت المنطقة، إلى جانب مرتفعات الجولان، تحت السيطرة الإسرائيلية.