علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. حق نريد وحق لا نعطي !
أول مرة سمعت هذا المثل قبل ٥٣ عاما بالكمال والتمام حين كنت لازلت شابا عشرينيا وحضرت مع والدي رحمه الله جلسة صلح وتراضي بين شقيقين أختلفا على تركة والدهم وأثناء الجلسة والحديث للشقيق الاكبر قال إن اخاه (حك يريد وحك ما ينطي) فظل هذا المثل الشعبي راسخا في ذاكرتي أتذكره كلما تمر قصة خلاف مالي بين الاخوة والاشقاء والاقارب وما أكثر ما صادفت في حياتي من أناس يعرفون الحق ويميلون عنه سعيا للغلبة وطمعا في مال حرام حتى لو كان ذلك على حساب أقرب الناس وفي الحقيقة إنها صور معاشة من خلال المجتمع في كل السنين والايام مادام هناك مطامع في حقوق الاخرين.
إن مناسبة إيرادي لهذا المثل الشعبي هو ما جاء في بيان المتحدث بأسم مجلس الوزراء السيد باسم العوادي من إن الحكومة المركزية قد نفذت التزاماتها المالية كاملة تجاه الاقليم ذاكرا إن الاموال التي بذمة الاقليم بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف حصة الاقليم حسب الانفاق الفعلي للدولة ومؤكدا على إن حكومة الاقليم لم تسلم الايرادات النفطية وغير النفطية كما أوجب تسليمها قانون الموازنة .
من جانبه رد المتحدث بأسم حكومة الاقليم بيشوا هوراماني على بيان المتحدث بأسم الحكومة المركزية وبلغة الأرقام أيضا ويبقى السجال مستمرا بين حكومة الاقليم وحكومة المركز كل يوم حول الحقوق والمستحقات وإن المواطن يبقى بانتظار ما ستسفر عنه التصريحات المتقابلة وفي النهاية إن الحقيقة هي أن هناك طرفا يعرف نفسه جيدا إن عليه التزامات لكنه لا ينفذها ويطالب بحقوق وكأنما حقوق الاخرين لا تعنيه .
وهنا يصح قول المثل الشعبي من إن هناك أناس .
(حك تريد وحك ما تنطي)!!!