علي أركان يكتب: من هي سميراميس ؟
هي سمورامات بالاكادية أو سميراميس بالاغريقية كما وقد اشتهرت كملكة وصيه على عرش الامبراطورية الآشورية بين 811 – 806 قبل الميلاد
فهي زوجة الملك الآشوري شمشي ادد الخامس الذي حكم بين عامي 823 – 811 قبل الميلاد وقد تولت الحكم بعد وفاته حتى بلغ أبنها ادد نيراري الثالث سن الرشد حيث سلمته مقاليد الحكم حينها
ظهرت سميراميس في الوقت نفسه في الآثار والسجلات التاريخية
وعندما تولت الحكم بعد وفاة زوجها شمشي ادد الخامس
وقد كانت قادرة على تأمين الاستقرار للبلاد حيث يعتقد المؤرخون بأنه ومنذ ذلك الزمن الذي يبدو غير واضح لأهل آشور فإن الحكم الناجح لامرأة قد ولد نوعاً من الرعب أكبر من ذلك للملك كونه أمرا غير مسبوق في الدولة الآشورية لكن رغم هذا فقد كانت سميراميس قوية بما يكفي ليكون لها شاهدة خاصة في مكان بارز من مدينة آشور ( الشرقاط حالياً )
حيث نقش عليها:
شاهدة سمورامات ملكة آشور ملكة شمشي ادد ملك الكون و آشور
والده ادد نيراري ملك الكون وملك اشور ملك الملوك
كنة شلمنصر ملك أقاليم العالم الاربع
ما فعلته سامورامات ( سميراميس ) خلال حكمها على ما يبدو أنها أنشأت عددا من المشاريع العمرانية وقد قادت حملات عسكرية بنفسها
فحسب المؤرخ ستيفن بيرتمان فإن سميراميس قد اتخذت خطوة استثنائية بأن رافقت زوجها قبل وفاته في إحدى حملاته العسكرية وقد ذكرت ذلك بشكل بارز في الحوليات الملكية الآشورية وبعد وفاة زوجها شمشي ادد الخامس
يبدو أنها استمرت بقيادة الحملات العسكرية بنفسها
مهما كانت قد فعلت فقد قامت بإرساء الاستقرار في الإمبراطورية الآشورية بعد الحرب الأهلية وضمنت لابنها دولة ضخمة آمنه حينما وصل إلى سدة الحكم
ومن المعروف أنها هزمت الميديين واستولت على مناطق حكمهم ومن الممكن أنها غزت بلاد الارمن وعلى المجال الثقافي قد أدخلت عبادة الاله البابلي نابو ( إله العلم والحكمة والادب) في الديانة الآشورية لتعزيزالعلم والمعرفة في المجتمع الآشوري
وبحسب هيرودوت قد تكون هي من أعادت إعمار السدود في بابل على نهر الفرات
وقد كان وصول سامورامات إلى السلطة صاعقا حيث تردد صداه بعيدا في الذاكرة التاريخية لأناس قد وصلوا لتوهم لمكان هذا الحدث تذكرها الاغريق واعطوها اسم سميراميس
قال عنها المؤرخ الإغريقي كتسياس: بأنها ابنة آلهة السمك التي ربتها الحمامات وتزوجت ملك آشور نينوس ( شمشي ادد الخامس) وانجبت ولداً يدعى نينياس ( ادد نيراري الثالث )
وهذه ليست القصة الأسطورية الوحيدة لسمورامات في التراث الإغريقي
حيث يخبرنا المؤرخ الإغريقي ديودوروس بأن سميراميس أقنعت زوجها نينوس بأن يسلمها السلطة لخمسة أيام فقط ليرى كم هي جيدة بإدارتها وعندما وافق على ذلك انقلبت عليه وأمرت بإعدامه واستولت على التاج بشكل دائم
ومن هنا يتضح بأن سامورامات ملكة آشور (سميراميس في التراث الإغريقي) كانت ملكة ذات شخصية قوية حافظت على وحدة الامبراطورية الآشورية ونفوذها وادت دورا مهما في السياسة الخارجية والداخلية كما كانت ذات ثقافة عالية استطاعت أن تفرض نفسها في المجتمع الآشوري الذي لا يتقبل حكم المرأة بسهولة وغدت إحدى أهم الشخصيات النسائية الفاعلة في التاريخ البشري