احتياطيات الغاز بإفريقيا.. هيمنة عربية و7 دول صاعدة ستغير الخريطة
توجد احتياطيات الغاز بأفريقيا في نصف دول القارة البالغ عددها 55، إذ تبلغ الاحتياطيات في جميع أنحاء المنطقة نحو 17.5 تريليون متر مكعب، وتشكل نحو 9% من إجمالي احتياطيات الغاز في العالم.
الدول الأربع الكبرى
وتستحوذ دول شمال أفريقيا على 45% من احتياطيات الغاز بأفريقيا ، خاصة في الجزائر ومصر وليبيا، أما غرب القارة فتمتلك 32% من احتياطيات الغاز في أفريقيا، على وجه الخصوص.وفي السابق، كانت 4 دول فقط من المنطقة مراكز رئيسة لإنتاج الغاز الطبيعي و احتياطيات الغاز بأفريقيا : نيجيريا (بإجمالي احتياطيات غاز 5.8 تريليون متر مكعب)، والجزائر (4.5 تريليون متر مكعب)، ومصر (2.2 تريليون متر مكعب)، وليبيا (1.5 تريليون متر مكعب).
وتمثل هذه الدول الـ4 نحو 78% من احتياطيات الغاز بأفريقيا في عام 2021، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
7 دول صاعدة
ومع ذلك، فإن 7 دول أفريقية -موزمبيق والسنغال وتنزانيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والمغرب- ليس لها تاريخ في استغلال الغاز الأحفوري، فتحت الآن أبوابها أمام مشروعات الغاز واحتياطيات الغاز بأفريقيا.
من ناحية ثانية، يوجد نحو 84% من احتياطيات الغاز في أفريقيا الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج في هذه الدول، ويبلغ إجمالي الاحتياطيات الجديدة 5.1 تريليون متر مكعب.
وتمتلك موزمبيق احتياطيات قابلة للإنتاج تبلغ 2.3 تريليون متر مكعب، والسنغال 779 مليار متر مكعب، وموريتانيا 575 مليار متر مكعب، وتنزانيا 512 مليار متر مكعب، وجنوب أفريقيا 96 مليار متر مكعب، وإثيوبيا 42 مليار متر مكعب، والمغرب 39 مليار متر مكعب.
واكتُشِفت احتياطيات كبيرة غير مستغلة في أنغولا، والكاميرون، وغانا، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو، وكينيا، وأوغندا.
ويعمل عدد من هذه الدول، بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا وموريتانيا والسنغال، على تسويق الغاز الطبيعي للاستفادة من الاكتشافات الأخيرة. وفي الواقع، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن أفريقيا هي "الحدود الجديدة" في مجال النفط والغاز العالمي.
من ناحيتها، ستستمر الدول الـ4 الكبرى المنتجة للغاز في الهيمنة على إنتاج الغاز على المدى القريب، لكن الخبراء يقدرون أن موزمبيق والوافدين الجدد الآخرين سيسهمون بأكثر من 50% من إنتاج الغاز في المنطقة بحلول عام 2038.
استعمالات الغاز في أفريقيا
يمكن استعمال الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء والصناعة والاستعمال المنزلي في دول القارة السمراء. ومن الأهمية بمكان أن تسخير الغاز في أفريقيا يمكن أن يوفر الكهرباء الأساسية اللازمة لتعزيز قدرة القارة على معالجة موادها الخام محليًا.
ويمكن لهذا الوقود أن يوفر ما يكفي من الطاقة للعمليات الصناعية، بما في ذلك إنتاج الصلب والأسمنت وتصنيع الورق. ويمكن استعماله أيضًا لصنع الأسمدة لزيادة المحاصيل الزراعية.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لا تستطيع توفير الكهرباء الكافية لهذه الأغراض حتى الآن.
ويمكن أن تؤدي احتياطيات الغاز في أفريقيا دورًا مهمًا في تحول الطاقة في القارة؛ إذ إن للغاز الطبيعي بصمة كربونية أقل بكثير من النفط والفحم.
ومن الأهمية بمكان أن تطوير الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة لا يستبعد أحدهما الآخر، وإذا تمكنت أفريقيا من مضاعفة استعمالها للغاز الطبيعي إلى 3 أمثاله، بحسب تقديرات اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، ستتمكن من زيادة استعمالها للطاقة المتجددة 8 أضعاف.
من ناحية ثانية، يمكن استعمال أشكال موثوقة من الطاقة مثل الغاز لتحقيق الاستقرار في شبكة تعمل بمصادر متقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية. ويمكن أن تؤدي دورًا رئيسًا في تحول الطاقة "العادل".