علي الزبيدي يكتب: تونس على الطريق الصحيح
الشعوب الحية لابد لها أن تنهض من كبوتها ولو بعد حين وشعبنا التونسي الشقيق من تلك الشعوب الحية بقيمها وارثها الحضاري فكما قام الشعب المصري الشقيق بإنهاء حكم المرشد بعد عام ونزل إلى الشوارع والميادين لرفض تسلط الإخوان المسلمين ومنهجه الظلامي واستطاع ومعه جيش مصر العروبة بأنها تلك الحقبة المتاحة في تاريخ مصر وانطلقت في عملية بناء وتقدم عمراني وحضاري وصناعي وهي تسعى للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة فاليوم قد حسم الشعب التونسي الشقيق الموقف فكان مع الانعتاق من فكر الإخوان وحركة النهضة التي سيطرت على مقاليد الامور لعقد من السنوات.
إن الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الرئيس قيس سعيد، والمساندة إلى الشرعية الدستورية وإلى الشرعية الشعبية والتي ترتقي إلى الشرعية الثورية لأن الجماهير التونسية هي التي خرجت مطالبة بالتغيير بعد أن دب الفساد في كل مؤسسات الدولة ووصل الوضع الاقتصادي إلى حالة التردي مما جعل المواطن التونسي يتطلع إلى شخصية وطنية معقدة تستطيع اتخاذ قرارات جريئة من أجل حرية وكرامة توني وشعبها الأبي وهذا ما حدث بالفعل لكن الأيام حبلى والمفاجأة وعلى الشعب التونسي أن يبقى يقظًا متحسبا لكل عملية غايتها تقويض عملية التصحيح التي قادها الرئيس قيس سعيد لمؤازرة ودعم القوى الوطنية التونسية لأن أعداء الأمة الظلاميين لن يهون عليهم خسارة حركة النهضة في تونس فسيتحركون بكل الوسائل من أجل إفشال هذا المنجز الكبير.
وهذا يتطلب أن تتضافر الجهود العربية لدعم إرادة الشعب التونسي وعدم الانجرار إلى الفوضى التي يريدها أعداء الشعب التونسي وأن من الواجب أن تعقد الجامعة العربية اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين وتعلن لكل العالم تأييد ودعم الجامعة لإرادة الشعب التونسي وتشجب وبقوة كل محاولات التدخل بالشؤون الداخلية للقطر التونسي، ولندع الإرادة الوطنية التونسية من خلال قوى الشعب التونسي والانطلاق إلى مرحلة الوحدة الوطنية والنهوض الحضاري والإنساني بعد عشر سنوات من الخراب والتخلف والظلام.