مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

دكتورة غادة أشرف تكتب: خيارات الحرب للحفاظ على المياه.. استراتيجية مصر في التعامل مع أزمة سد النهضة

نشر
الأمصار

البعض يرمي باللوم على القيادة السياسية في التعامل مع ملف سد النهضة، ويتساءلون لماذا لا تحارب مصر للحفاظ على حقها في البقاء، خاصة بعد امتلاك مصر لقوة ردع عسكرية قوية منذ ثورة الثلاثين من يونيو، بعد أن عملت مصر على تنويع مصادر السلاح وخاصة بعد قرار أمريكا قطع المعونات للجيش المصري 2014 ، فنحن نصنع السلاح ونشتريه من عشرة دول مختلفة ونتمتع بكافة أشكال السيادة على القرار الاستراتيجي المصري ؟!.

وهنا دعوني أتحدث إلى حضراتكم في أن الطريق الذي اتخذته مصر في التعامل مع أزمة سد النهضة، هو سلاح الدبلوماسية الذي لا يقل أهمية عن قوة السلاح العسكري، فهو يعمل معه جنبا إلى جنب؛ ويبقى استخدام القوة الصلبة هو الخيار الاستراتيجي الأخير في الحفاظ على الأمن القومي المصري.

إن تراجع دور القوة العسكرية لتحتل موقعاً خلفياً في استراتيجية مصر في التعامل مع ذلك الملف لا يعني تراجعاً في الوظيفة الدفاعية الأولى للقوات المسلحة المصرية وهي “حماية أمن واستقرار وسيادة الدولة ” ولكنه يعني أن الاستراتيجية الوطنية قد تحولت إلى معادلة تتحقق فيها الأهداف الوطنية بدون استخدام القوة المسلحة بطريقة تدمج فيها كافة عناصر القوة الوطنية الأخرى وهو نجاح كبير لكل من أمن الدولة والتنمية الشاملة فيها وهذا هو القصد الكبير من هذه الإستراتيجية غير المباشرة؛ خاصة وأنه إلى الآن لم يتحقق ضرر على حصة مصر المقررة من المياة، وأن فكرة الدخول في حروب لا يضر فقط بمصر وأنما أثره على الإقليم بأكمله، كما أشار الرئيس السيسي في هذا الشأن .

وفي مقامي هذا أعزائي القراء أريد أن أبعث برسالة إطمئنان، وأقول لكم بأن مصر لم ولن تتنازل عن قطرة ماء واحدة فلنا درع وسيف وإرادة صادقة في حب الوطن وصون حقوقة لتحقيق الغايات القومية العليا في الحفاظ على بلادي؛ أياً كانت الطريقة وأياً كان الأسلوب المتبع في الدفاع عن ذلك الملف وغيره من الملفات التي تتعلق بشكل مباشر بدائرة الأمن القومي المصري.