مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الأوبئة تُثير الرعب في "السودان" وسط اشتداد المعارك بين الجيش والدعم السريع

نشر
الأمصار

تحوّلت الأزمة الصحية التي كان "السودان" يُعانيها إلى كارثة حقيقية بكل معنى الكلمة، إزاء تواصل المعارك بين "الجيش والدعم السريع"، في ظل نقص كبير بين العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار "الأوبئة والأمراض"، وتعرّضت المستشفيات والمراكز الصحية في "أحد أفقر بلدان العالم"، إلى قصف مُتكرّر وقوي واحتل بعضها مُقاتلون من طرفي النزاع، أو أصبحت خالية من العاملين أو الأدوية والمستلزمات.

واندلعت المعارك بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، وشهد "السودان" سلسلة من النزاعات "الطاحنة" على مدى الأعوام الماضية، وعانى حظرًا دوليًا على مدى عقدين من الزمن.

حرب السودان

وفي هذا السياق، سجلت "وزارة الصحة السودانية"، 13 ألف إصابة بـ"الملاريا" البرداء، بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور مع تفشي المرض بالولاية وسط "نقص كبير" في الأدوية، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، مساء الإثنين.

وأوضح نائب مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور أحمد الدومة أن هناك زيادة "كبيرة" في عدد المصابين بالملاريا في الفاشر.

وأضاف الدومة أن النقص الكبير في أدوية الملاريا وقلة الدعم من المنظمات لمواجهة الأوبئة وعدم صرف مستحقات العاملين لفترة طويلة "فاقم" الوضع الصحي بالولاية.

كذلك قال المسؤول السوداني إن توقف المصارف عن العمل "يحول دون التزام المنظمات بتعهداتها المالية تجاه دعم القطاع الصحي".

 فتح 4 مراكز للعلاج:

 وذكر أن منظمة (أطباء بلا حدود) الفرنسية تخطط لفتح أربعة مراكز بمدينة الفاشر لعلاج حالات الملاريا.

 يُذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت منذ بداية الصراع من تفشي الملاريا وحمى الضنك والحصبة في السودان، مشيرة إلى أن ملايين الأطفال والسيدات الحوامل يعانون من سوء التغذية الحاد.

وتنجم الملاريا عن لدغة بعوضة مصابة بالعدوى. ولا ينتقل المرض من شخص إلى آخر، لكن الحشرات تلتقطها من الأشخاص المصابين، وهكذا تستمر دورة المرض.

وتنتشر الملاريا في مناطق واسعة من أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية ولكن ليس في الولايات المتحدة.

ويُمكن أن تنقل بعوض الأنوفيلة، الموجودة في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة، الملاريا، إذا تغذى على دماء شخص مصاب.

 وتزداد المخاطر في المناطق التي:

  • يعني فيها المناخ بقاء الحشرات على قيد الحياة خلال معظم أيام السنة
  • وجود مسافرين من المناطق الموبوءة بالملاريا

ويُمكن أن يعاني الأشخاص المصابون من الحمى والتعرق والقشعريرة. والملاريا حالة طارئة ويجب معالجتها بسرعة بالأدوية لقتل الطفيل المسبب للعدوى.

ويُمكن أن يساعد استخدام طارد الحشرات والتغطية على الحماية من لدغات البعوض.

الملاريا:  

الملاريا من الأمراض التى تُصيب الإنسان من خلال نواقل المرض وهي البعوض وهو مرض مهدد لحياة البشر ويمكن الوقاية منه وعلاجه طبقًا لمنظمة الصحة العالمية "WHO".

السودان

وتنتقل العدوى بسبب طفيلي وليس من شخص لآخر، كما انه من الممكن أن تكون الأعراض خفيفة، أو مهددة للحياة.

وتشمل الأعراض الخفيفة للإصابة بمرض الملاريا وهي الحمى والقشعريرة والصداع، وتشمل الأعراض الشديدة التعب والارتباك والنوبات وصعوبة التنفس.

كما انتشرت حمى الضنك بشكل واسع في ولايات شرق ووسط "السودان"، مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات، حسبما أفادت نقابة أطباء في البلاد.

وقالت النقابة في بيان، إن الإصابة بحمى الضنك استفحلت لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرًا صعبًا، مشيرة إلى أن مستشفيات منطقة القضارف في شرق السودان تكتظ بالمرضى وبعضهم لا يجد حتى مكانًا لتلقي العلاج.

ونقلت تقارير إعلامية عن وزارة الصحة الاتحادية وفاة 15 شخصًا في ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم، فيما أكد ناشطون مجتمعيون وفاة نحو 80 شخصًا في منطقة القضارف.

ورجحت مصادر صحيفة، أن يكون عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المعلن، نظرًا لأن الكثير من المرضى يواجهون صعوبات في إجراء الفحوص المعملية اللازمة ويلجأون مباشرة لأخذ جرعات الملاريا المنتشرة بكثرة في السودان والتي تتشابه أعراضها إلى حد ما مع أعراض حمى الضنك.

وتعد حمى الضنك مرضًا معديًا ينتقل عن طريق لدغة أنثى البعوض الحاملة لفيروس حمى الضنك. وتشمل أعراض المرض الحمى والطفح الجلدي والصداع وآلام العضلات والمفاصل. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي المرض إلى تلف الأعضاء والوفاة.

السودان

وهناك أربعة أنواع من فيروس حمى الضنك، ويمكن أن يصاب الشخص بجميع الأنواع الأربعة. ويعد الإصابة بأكثر من نوع واحد من الفيروس أمرًا نادرًا، ولكنه يمكن أن يكون أكثر خطورة.

وتنتشر حمى الضنك في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. وتعد آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من أكثر المناطق المتضررة.

أسباب تفشي حمى الضنك في السودان:

 هناك عدة عوامل ساهمت في تفشي حمى الضنك في السودان، منها:

  • التغير المناخي: يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار، مما يخلق بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.
  • الوضع السياسي والأمني: يعاني السودان من أزمة سياسية وأمنية منذ عام 2019، مما أدى إلى تدهور الخدمات الصحية وضعف قدرة الحكومة على السيطرة على انتشار الأمراض.
  • ضعف الوعي الصحي: يعاني الكثير من الناس في السودان من ضعف الوعي الصحي حول مخاطر حمى الضنك وطرق الوقاية منها.

طرق الوقاية من حمى الضنك:

 هناك عدة طرق يمكن من خلالها الوقاية من حمى الضنك، منها:

  • تقليل أماكن تكاثر البعوض: يمكن القيام بذلك عن طريق إزالة المياه الراكدة من حول المنزل، مثل المياه الموجودة في الأواني والأطباق والحاويات.
  • استخدام الناموسيات: يمكن استخدام الناموسيات للحماية من لدغات البعوض.
  • استخدام المبيدات الحشرية: يمكن استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على البعوض.
  • تلقي التطعيم: هناك تطعيم متاح لحمى الضنك، ولكن ليس متاحًا على نطاق واسع في السودان.

جهود الحكومة السودانية للتصدي لحمى الضنك:

 أعلنت الحكومة السودانية عن اتخاذ عدة إجراءات للتصدي لحمى الضنك، منها:

  • إطلاق حملة توعية صحية: تهدف الحملة إلى زيادة الوعي الصحي حول مخاطر حمى الضنك وطرق الوقاية منها.
  • توفير الأدوية والعلاجات: تهدف الحكومة إلى توفير الأدوية والعلاجات اللازمة للمرضى المصابين بحمى الضنك.
  • مكافحة البعوض: تهدف الحكومة إلى مكافحة البعوض عن طريق إزالة أماكن تكاثره واستخدام المبيدات الحشرية.

ومن المتوقع أن تستمر جهود "الحكومة السودانية" للتصدي لحمى الضنك "الحمى المؤلمة للعظام" خلال الأسابيع والأشهر القادمة.