قبول الوساطة الجزائرية في أزمة النيجر.. كيف كان التحرك الدبلوماسي؟
وعلى مدار الـ3 أشهر الماضية، تطورات كبيرة شهدت التدخل الجزائري بوساطة من أجل حل أزمة النيجر، وذلك بعد عملية الانقلاب التي شهدتها النيجر في يوليو الماضي، وتم قبول هذه الوساطة الجزائرية لحل الأزمة وتسوية الأوضاع في النيجر، نقلًا عن الخارجية الجزائرية أمس الأثنين.
الجزائر وحل أزمة النيجر (تحرك دبلوماسي انتهى بالموافقة)
وبدأ التدخل من قبل دولة الجزائر لحل أزمة النيجر، مع الإعلان عن حدوث انقلاب في السلطة بدولة النيجر، إذ أن وزارة الخارجية الجزائرية ادانت بشدة محاولة الانقلاب الجارية في جمهورية النيجر، موضحة انها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في النيجر، كما أنها أكدت تمسكها بالمبادئ الأساسية التي توجه العمل الجماعي للدول الأفريقية داخل الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك على وجه الخصوص الرفض القاطع للتغييرات غير الدستورية للحكومات.
ومنذ هذا التوقيت، وقامت الجزائر بالدعوة لوضع حد فوري لهذا الاعتداء غير المقبول على النظام الدستوري وهذا الانتهاك الخطير لمقتضيات سيادة القانون.
وجددت الجزائر، تمسكها العميق بالعودة إلى النظام الدستوري في النيجر ودعمها للرئيس محمد بازوم كرئيس شرعي للبلاد، محذرة من نوايا التدخل العسكري الأجنبي، إذ أن الجزائر تجدد تمسكها العميق بالعودة إلى النظام الدستوري بالنيجر واحترام متطلبات دولة القانون.
الجزائر: اللجوء إلى القوة في النيجر يشكل خطرا على المنطقة
أكدت الجزائر على ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية وتجنب خيار اللجوء إلى القوة في حل الأزمة في النيجر، وجاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، للمبعوث الخاص للرئيس النيجيري باباجانا كينجيبي في العاصمة الجزائر، لبحث الأزمة في النيجر.
وفي أغسطس الماضي، بحث وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، مع نظيره النيجيري يوسف مايتما توجار، الأزمة في جمهورية النيجر وتطوراتها وآفاق تعزيز الجهود الرامية لبلورة حل سلمي لها؛ بالشكل الذي يضمن العودة إلى النظام الدستوري في البلاد، ويجنبها مخاطر التدخل العسكري التي لا يمكن التنبؤ بها”.
وتبادل الطرفان المعلومات والتحاليل حول الجهود الدبلوماسية التي يبذلها البلدان للمساهمة في إنهاء هذه الأزمة في جوارهما المشترك، حيث تم التنويه على وجه الخصوص بالمبادرات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكذا نظيره النيجري بولا أحمد تينوبو بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا.
واتفق الوزيران على مواصلة وتعزيز التنسيق بين البلدين في قادم الأيام بغية استغلال كافة الفرص المتاحة لتفعيل الحل السياسي وعدم تفويت أي منها لضمان استعادة الأمن والاستقرار في النيجر بطريقة مستدامة.
واصلت الجزائر تحركاتها الدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، في محاولة لتغليب الحلول السلمية والسياسية بعيدا عن الخيار العسكري الذي تبنته مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية "إيكواس".
ودعم وموافقة دول العالم على حل الجزائر للأزمة في النيجر:
أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، دعم بلاده لجهود الجزائر بشأن التوصل إلى حلول للأزمة في النيجر.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها اليوم، إن الوزير أحمد عطاف تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإيطالي تاجاني أعرب خلاله عن دعم روما لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإيفاد مبعوثين إلى النيجر ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "إيكواس"، بغية توفير الشروط الضرورية لتغليب منطق الحل السياسي للأزمة في النيجر.
وفي نفس السياق، أشار "تاجاني" إلى أن إيطاليا تشاطر تماما قلق الجزائر بشأن تداعيات خيار اللجوء إلى استعمال القوة، مؤكداً استعداد بلاده لمساندة جهود الجزائر ودعم مساعيها لتهدئة الأوضاع والعمل على تحقيق العودة إلى النظام الدستوري في النيجر عبر السبل السلمية.
ومن جانب أخر، بحث الأمين العام لوزارة الخارجية في الجزائر، لوناس مقرمان، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، جوشوا هاريس، مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي، لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر.
جاء ذلك خلال استقبال مقرمان، اليوم بمقر الخارجية الجزائرية بالعاصمة، للمسئول الأمريكي الذي وصل إلى الجزائر في زيارة عمل تندرج في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة.
أول رد من أمريكا على قبول النيجر للوساطة الجزائرية لحل الأزمة:
علّق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، "ماثيو ميلر"، على قبول الوساطة الجزائرية في أزمة النيجر، داعيًا الجزائر إلى العمل مع منظمة "إيكواس" التي تقود الجهود لحل الأزمة السياسية في البلد الأفريقي، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الثلاثاء.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية خلال مؤتمره الصحفي اليومي، إن: "الولايات المتحدة والجزائر تتشاركان عن قرب وبانتظام في أولويات إقليمية وثنائية، بما في ذلك الجهود المشتركة لخفض تصعيد الصراع وتعزيز الاستقرار الإقليمي بما في ذلك منطقة الساحل".
وأضاف ماثيو ميلر: "من المفترض أن الجزائر ستأخذ مقعدها في مجلس الأمن العام المقبل ونتطلع إلى مواصلة العمل معها على ذلك وعلى أولويات إقليمية ودولية أخرى".
وشهدت النيجر في 26 يوليو الماضي، انقلابا عسكريا ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، وأدانت عدد من الدول والمنظمات الدولية، الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الرحمن تشياني رئيس الحرس الرئاسي في النيجر.