حدث مثل هذا اليوم.. انتفاضة الخامس من أكتوبر الشعبية في الجزائر
يتزامن تاريخ اليوم 5 أكتوبر "تشرين الأول"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، ذكرى انتفاضة الخامس من أكتوبر 1988 في الجزائر، والتي راح ضحيتها 169 جزائريًا وفقًا للإحصاءات الحكومية الرسمية.
بداية الانتفاضة الجزائرية
انتفاضة 5 أكتوبر 1988 هى أحداث شهدتها الجزائر، بعدما خرج الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات عارمة عمت الولايات الجزائرية، لتتدخل على إثرها قوات الجيش لقمع المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة 169 جزائريًا، وهى الانتفاضة التي وقعت في مرحلة انتقال البلاد من الاستعمار إلى الاستقلال، وسط تراجع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، آنذاك، وهو ما أشعل نيران الانتفاضة داخل الجزائر.
بداية الأحداث كانت في الخامس من أكتوبر، حينما اعترضت مجموعة من الشباب سبيل حافلة وقاموا بإنزال كل ركابها وأضرموا فيها النار، وقد بلغ صدى الاحتجاجات إلى أحياء باش جراح والحراش والشراقة وعين البنيان، ثم حتى الأحياء الراقية كالأبيار وبن عكنون وحيدرة، وتحولت العاصمة، بأكملها، إلى بؤرة للاحتجاجات وأعمال التخريب والحرق ومحاولة اقتحام منازل عدد من الشخصيات التي كانت ترمز لنظام الحكم في الجزائر آنذاك·
وبحلول يوم الخميس 6 أكتوبر 1988، امتدت التظاهرات إلى كل الأحياء الشعبية، وانقطعت الدراسة في المدارس والثانويات خوفًا من امتداد المظاهرات إلى لثانويات ويلتحقون بالحركة، وذلك بأمر من وزارة التربية الوطنية·
وفي السابع من أكتوبر 1988، حاول بعض قادة التيار السلفي في الجزائر قيادة مسيرة في شوارع باب الوادي انطلاقًا من مسجد السنة، وعقب اشتعال الأحداث شيئًا فشيئًا، أعلن الرئيس الشاذلي بن جديد، في ذلك اليوم فرض حظر التجول ليلًا في العاصمة وضواحيها، وانتشرت قوات الجيش عبر كامل أحياء العاصمة حفاظًا على ما تبقى مما خربه المتظاهرون·
وفي الثامن من أكتوبر، بدأ عدد من الشخصيات والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومنهم علي يحيى عبد النور وعدد من ممثلي تيار اليسار، في التحرك للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين بعد أن تسربت معلومات عن تعرض العديد منهم للتعذيب، وامتدت هذه المطالبات إلى جامعة بن عكنون حيث عقد الطلبة والجامعيون جمعيات عامة تطالب بالإفراج عن الموقوفين، قبل أن تتسع حملة الاعتقالات يوم الأحد 9 أكتوبر.
وفي العاشر من أكتوبر، قام الآلاف من الشباب ببلكور الآتون من أحياء سوستارة والقصبة وباب الواد وبولوغين بمسيرة سلمية وصامتة باتجاه باب الواد، لكن لدى مرورهم بالمديرية العامة للأمن، أطلَقَ مجهول النار، فرد الجيش على إثر ذلك بالمثل، وكان عدد الضحايا وقتها 43 ضحية.
وهو ما استدعى الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، لإلقاء خطابًا تلفزيونيًا، حيث دعى المواطنين للتعقل، ووعدهم بغد أفضل، وبإصلاحات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وكان الهدوء قد عاد إلى كل أحياء العاصمة وما جاورها وفهم الجزائريون أن ثمة تلميح لتغيير في نظام الحكم، وأن الجزائر مقبلة على الانفتاح، وهو ما تم فعلا، حيث رحل شريف مساعدية عن جبهة التحرير الوطني ليخلفه عبد الحميد مهري، وأقر الرئيس الشاذلي دستورًا جديدًا أقر التعددية السياسية والإعلامية في الجزائر، وفتح مجال النشاط واسعا لكل التيارات السياسية مهما كانت انتماؤها، وأقر حرية التعبير أيضًا، كما فتح المجال الاقتصادي للقطاع الخاص·