فلسطين.. تاريخ من تهجير القصري.. هل يترك أهل غزة مدينتهم؟
في كل فترة يجبر الاحتلال الإسرائيلي أهل فلسطين على التهجير القصري من مناطقهم، وبعد الهجمات الأخيرة جاءت بعض الدعوات هنا وهناك تدعوا ابناء غزة لترك مدينتهم مع بداية العمليات العسكرية منذ انطلاقها يوم السبت 7 ـكتوبر الحالي.
ولاقت هذه الدعوات استهجان ورد فعل كبير لدى الشارع في غزة، والذي أكد انهم لن يتركوا غزة وانهم سيموتون ويدفنون في غزة.
أول مرحلة للتهجير مابين 1947 و 1949
بدأت هجرة الفلسطينيين في أول مرحلة للتهجير مابين 1947 و 1949،حيث قدّر عدد الذين أجبروا على الهجرة في حينه 750 ألف مواطن فلسطيني، وقد هجروا على أربع دفعات.
كانت البداية من يونيو 1947 – مارس 1948، حيث نشطت خلال هذه الفترة المنظمات الإرهابية الصهيونية وقامت بمجموعة من عمليات القتل الجماعي، وإحراق البيوت والمزارع، وكانت حصيلة هذه الموجة هجرة ما يزيد عن 30 ألف مواطن.
ومن مارس 1948- مايو 1948، نتج عن الهجمة الأولى للعصابات الصهيونية، والتي اتبعت بهجمات أخرى، اشد شراسة وقسوة، خلال الفترة الثانية، حيث كان قد سبقها مذبحة دير ياسين، وتبعها احتلال أجزاء من القدس وطبريا، وحيفا، ويافا، وبيسان وصفد، وقيام هذه العصابات بمجموعة إضافية من المذابح، وبلغ عدد المهجرين ما بين 200-300 ألف فلسطيني.
ممارسات تعسفية وهمجية من العصابات الصهيونية
وكانت الحملة الثالثة خلال نفس الفترة السابقة، وهي الفترة التي تعرضت فيها مدينة الكد والرملة إلى ممارسات تعسفية وهمجية من العصابات الصهيونية، وتم خلالها ترحيل ما يزيد عن 100 ألف مواطن إلى شرق الأردن.
وفي المرحلة الرابعة، شتاء 1948 – حتى منتصف 1949، اقترنت هذه الفترة باشتداد هجمات العصابات الصهيونية وتقطيع سبل وطرق الاتصال والتواصل بين الفلسطينيين، وانهزام جيش الإنقاذ، وغيرها من العوامل، حيث اضطر إلى الهجرة من البلاد ما يزيد عن 200 ألف مواطن.
فيما يتوزع اللاجئون الفلسطينيون وأسرهم في الشرق الأوسط في البلدان التالية: قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سوريا، لبنان، إسرائيل، مصر، العراق.
أشتيه: تهجير الاحتلال الإسرائيلي لسكان «عين سامية» إجراءً عنصريًا
وفي تصريح سابق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان تجمع «عين سامية» شرق محافظة رام الله بوسط الضفة الغربية، هو إجراء عنصري، وتطهير عرقي.
وأضاف اشتية، في بيان اليوم، أن هذا الأمر يندرج ضمن سياسة استيطانية مُمنهجة للتوسع الاستيطاني، الذي ترمي سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلاله إلى الاستيلاء عليها لتوسيع المستوطنات المقامة على أراضي القرية، والقرى والبلدات المستهدفة في جميع الأراضي المحتلة، التي باتت تعيش تحت وطأة الإرهاب المتنقل لجنود الاحتلال والمستوطنين.
وأكد رئيس وزراء فلسطين حق سكان التجمع في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم، ووقف مخططات التهجير التي تطال نحو 250 تجمعا على امتداد السفوح الشرقية للضفة الغربية.
الاحتلال الإسرائيلي يجبر مئات السكان من مخيم جنين على مغادرته
وكان قد أجبر الاحتلال الإسرائيلي، مئات الفلسطينيين من سكان مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أجبرت مئات المواطنين على إخلاء منازلهم، في المنطقة القريبة من دوار الحصان، وذلك بعد أن طالبتهم عبر مكبرات الصوت بإخلاء المنازل، مؤكدين لجوء العائلات لساحات المستشفيات وقاعة بلدية جنين.
وكانت قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بعد منتصف الليلة الماضية، بقصف منزل وسط مخيم جنين، كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.
وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم، وجرفت وحرثت بعض الشوارع بالجرافات و"البلدوزرات" العسكرية.