غزة بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان الانحياز الأمريكي إلى جانب الاحتلال
في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة الشعب الفلسطيني المتزامنة مع الحصار التام المفروض على قطاع غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، فقد ازداد الوضع تأزمًا مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وصول أول دفعات المساعدات المقررة إلى تل أبيب، وهو ما يعكس انحياز الإدارة الأمريكية إلى جانب نظيرتها في إسرائيل.
نتنياهو: دمار غزة هو البداية فقط لما هو قادم
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صرح قائلًا بشكلٍ صريح، إن كل مكان ستتواجد فيه حركة حماس، سيتحول لساحة دمار، كما طالب الإسرائيليين بالصبر، قبل أن يتم تحقيق النصر الذي "سيترك صدى للأجيال المقبلة".
وفي كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار إلى أن "الخطوة الأولى كانت تطهير البلدات المحيطة بقطاع غزة من المسلحين".
وأشار نتنياهو إلى أن "صور الدمار في قطاع غزة وأماكن تواجد حماس"، هى البداية لما هو قادم.
وأضاف: "ما سنفعله بأعدائنا سيبقى صداه لأجيال مقبلة.. تنتظرنا أيام صعبة ومصممون على الانتصار".
وصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط
القيادة الأمريكية الوسطى، قالت إن حاملة الطائرات "جيرالد فورد" قد وصلت بالفعل، إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ضمن المساعدات الأمريكية المقرر إرسالها إلى إسرائيل.
وفي ذلك السياق، أكد قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريلا، أن "وصول هذه القوات ذات القدرات العالية إلى المنطقة يعد إشارة قوية للردع، إذا فكر أي طرف معادٍ لإسرائيل في محاولة الاستفادة من هذا الوضع".
كذلك أكد الجيش الإسرائيلي، وصول أول طائرة أميركية تحمل ذخائر إلى إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "هبطت ليلا طائرة تحمل ذخيرة متطورة في قاعدة نباطيم، تم تصميم الذخيرة للسماح بضربات كبيرة والتحضير لسيناريوهات إضافية، نحن ممتنون للدعم والمساعدة الأمريكية لجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل خاص، ولدولة إسرائيل بشكل عام، خلال هذه الفترة الصعبة. يعلم أعداؤنا المشتركون أن التعاون بين الجيوش أقوى من أي وقت مضى، وهو جزء أساسي من ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين".
وفي وقتٍ سابق، وجه الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسا الوزراء البريطاني ريشي سوناك والإيطالية جورجيا ميلوني، نداءً إلى إيران، بعدم توسيع نطاق النزاع إلى أبعد من غزة بعد هجمات حماس المباغتة على إسرائيل.
وقال القادة في بيان مشترك نشره قصر الإليزيه: "ندعو المجموعات المتطرفة الأخرى، وكلّ دولة قد تسعى للاستفادة من الوضع، خصوصاً إيران، إلى عدم السعي لاستغلال هذا الوضع لغايات أخرى، وعدم توسيع نطاق النزاع إلى أبعد من غزة".
كما تعهّد قادة الولايات المتّحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك "دعم جهود إسرائيل للدفاع عن نفسها".
وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ القادة أشاروا إلى "اعترافهم بالتطلّعات المشروعة للشعب الفلسطيني"، لكنّهم شدّدوا على أنّ حماس "لا تقدّم للشعب الفلسطيني سوى مزيد من الإرهاب وسفك الدماء".
وهو ما استدعى إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضها لما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، من مُغالطات، مُستنكرة بشدة تصريحاته التحريضية، مُؤكدة "على حق الشعب في المقاومة وإنهاء الاحتلال".
وقالت الحركة في بيان صحفي: نرفض في حركة المقاومة الإسلامية حماس ونستنكر بشدة التصريحات التحريضية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تزامنت مع استمرار وتصاعد العدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وباقي أراضينا المحتلة، ونعتبر هذه التصريحات محاولة للتغطية على إجرام وإرهاب الحكومة الصهيونية التي أوغلت في دماء شعبنا، حيث لم يقم بالإشارة مطلقا في كلمته إلى المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية ضد شعبنا بدم بارد وعلى مرأى ومسمع من العالم".
وأضافت: "لقد حمل خطاب الرئيس بايدن مغالطات سياسية وقانونية بانحيازه الفاضح لأبشع احتلال عنصري بغيض عرفته منطقة الشرق الأوسط، وبمنحه الغطاء الكامل لمواصلة مجازره بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزل، وبفرضه أبشع أشكال العقاب الجماعي على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في انتهاك صريح لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي زعم التمسك بها".
وأوضحت: "إن حركة حماس حركة تحرر وطني ، تقاتل على أرضنا المحتلة ضد احتلال صهيوني بشع، وتدافع عن شعبنا وحقه في الحرية وتقرير المصير.. وعملية طوفان الأقصى جاءت للدفاع عن شعبنا وعن المسجد الأقصى، والأسرى ووقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدور شعبنا".
وأكدت: "إننا في حركة حماس، ندعو الإدارة الأمريكية إلى مراجعة موقفها المنحاز، والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الصهيوني، ونؤكد حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك حتى تحقيق تطلعاته المشروعة في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".