علي الطواب يكتب: لابد للعرب أن يتعلموا كيف يكون الصيد في الماء العكر
ربما يظن الكثيرون أن الماء العكر هو المكان المفضل للصيد لكن الحقيقة تقول إنه ليس المكان الصحيح بل هو مون الفتنة بأنواعها المختلفة الأخلاقية والمجتمعية والسياسية وربما الأخيرة هي الأشهر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
بدأت القصة معي في ١٧ مارس ٢٠٠٣ حيث اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة واختلاف وجهات النظر واستخدام المفردات الشائكة وغيرها من الأمور التي حكمت وسيطرت وانتهي المطاف بها بالفشل حتى جاء عام ٢٠٢٣ واكتوبر شهر الانتصارات العربية ومنها المقاومة الفلسطينية التي سطرت لنفسها فصلا جديدا في الانتصارات علي إسرائيل عدو العرب الي يوم الدين نصرا كان ذا طعم جديد فريد وله مذاق سياسي قبل الأمني اقتحام من البر وخروج من الجو ومشهد حقيقي للاعتداء المنظم واذاقة الآخر جزء من كأس المرار والمتربصون الجاهزون للانضمام كثر.
لكن على الجانب الآخر وليست هذه أمور تفاجئت بها بل اعلمها واعرفها كما اعرف اسمي عشتها صحفيا ومررت بها إعلاميا وحضرت مؤتمراتها مراسلا محترفا قرابة الأربعة والعشرين عاما.
الغرب يا سادة وقادته لن يغفر لك أنك صاحب حضارة ورقي ومال وثروة وموقع جغرافي جي استراتيجي عبقري جمع كل المحاسن حتي الأطعمة حتي الفواكه انت محظوظ بها أي منا يسافر الي هذه الدول تبهر بالرقي والنظام والمرور لكن تصاب بالاختناق من بقية الاشياء ومنها دخول الحمام مثلا في برلين أمر معقد وصعب.
عودة إلى المشهد السياسي الفلسطيني الإسرائيلي
الغرب تكاتف معا لصالح إسرائيل وضرب عرض الحائط فلسطين واهلها الطيبين في غزة هاشم الأبية وسميت غزة هاشم لوجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف فيها وهي كذلك مسقط رأس الامام الشافعي.
غزة العظيمة اهانتها إسرائيل وعاقبتها، لكنها لا تزال صامدة وقوية وهنا علينا نحن العرب تم نستغل الظرف الحالي في تعلمنا كيف نصطاد في الماء العكر شئنا ام أبينا، التعامل مع الغرب لابد له أن يكون بالندية والقوة والعزم الذي لا يلين.
اعجبني رد فعل الدولة المصرية رغم الهدوء الحذر لكنه رد قوي خاصة بعدما تقول عليها نتياهو وله من اسم نصيب وهو أستاذ في فن الصيد العكر بيبي (وهو اسم الدلع في اسرائيل) محترف في المسائل السياسية القذرة وتحويلها إلي صالحه ها هو يهرب مرة أخري من مقصلة القضاء ويهرب من المأزق السياسي الملتهب ويتواري خلف هجومه المسعور علي غزة الجريحة التي ستنتصر بفضل الله ليس مجرد كلام لكنه واقع نعيشه واتذكره خاصة مع الرابع والعشرين من ديسمبر ٢٠٠٨ وعملية الرصاص المصبوب علي القطاع وأهله اكبر كثافة سكانية في العام في مساحة تكاد تكون متواضعة.
يا ايها العرب تعاملوا بمنطق المصلحة وليس العاطفة حاولوا أن تتعلموا فن إدارة الأزمة وحدوا جهودكم تعلموا أنه أكلت يوم اكل الثور الابيض.
اليهود الصهاينة الإسرائيليون طبعا لكل كلمة معني ومدلول لكنها ضربت وانصهرت في بوتقة واحدة وخرج منها منتج بشري سياسي هو الاردئ، والاحقر من نوعه قس علي ذلك إنسانيا وسياسيا، وينتج عنها حكومة طوارئ إسرائيلية، وليس هناك ادني ولا اقل من ذلك، ونحن لا زلنا نحن العرب في مرحلة الشجب والادانة وقبلها بأيام كانت الايادي ممدودة بمشروع عملاق من بومباي الي منطقتنا بحريا وبريا وسككا حديدة.
يا سادة يا كرام يا عرب المنطقة اخشوشنوا وتعاملوا بمنطق الصيد العكر، اعلن غضبك افرض قرارك هدد روع اغضب انفعل قل ما تقل ولا تخشي في الله لومة لائم، تحرك في اطار دبلوماسي وارفض ما يدور ويدير لك بليل كما كان البيان المصري وملف التهجير الي سيناء رد قاطع وافي شافي وكذلك عندما هم النتياهو في توريط مصر كان الرد والفعل.
ما حدث هو أحد أنواع الحق المشروع في الدفاع وليس من منطلق الدفاع عن حماس ولا غيرها ولكن من منطلق الدفاع عن الأهل والعرض والشرف وبعيدا عن العصبية أو التشدد مواجهة هذه العصابة في اسرائيل فريضة عربية ووطنية وقومية وقبلهم دينية إسلامية مسيحية.
وتعلم فنون الصيد العكر ضرورة سياسية مع هؤلاء المرتزقة الذين كانوا قبل مائة عام فقط لا مأوي ولا وطن ولا بيت يؤويهم.
لذاك كان حقا علينا نصر المرابطين المدافعين عن الأرض والعرض وكان حقا أن نتعلم أن مواجهة الأزمات والتصدي لها هي إدارة وعلم وفن وليست فهلوة.
حمي الله الوطن وبارك شعبه الطيب وعاشت غزة مرفوعة الرأس والهامة.