بوتين يُطلق تصريحات نارية بشأن حرب غزة ويُوجّه رسائل لـ "حماس وإسرائيل"
أطلق الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، تصريحات نارية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مُعلقًا على الحرب المُستمرة في قطاع غزة، واصفًا "سياسة الاستيطان" الإسرائيلية بأنها أحد أسباب اندلاع أعمال العنف الجديدة، مُشيرًا إلى أن: "القضية الفلسطينية هي في قلب كل مسلم ويعتبرونها ظلمًا"، جاء ذلك ردًا على سؤال حول الأوضاع في فلسطين.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنه خلال إنشاء دولة إسرائيل كان هناك حديث أيضًا عن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، لكن هذا لم يحدث أبدًا.
ووفقًا للرئيس بوتين، حاولت الولايات المتحدة استبدال حل المشاكل السياسية بـ"الصدقات" المقدمة إلى فلسطين.
ودعا "فلاديمير بوتين"، إسرائيل وحركة حماس إلى "ترك النساء والأطفال وشأنهم، وليُتقاتل الرجال فيما بينهم"، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، مساء الأربعاء.
وقال بوتين: "يجب علينا أن نسعى جاهدين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وترك الأطفال والنساء وشأنهم".
وأبدى الرئيس الروسي، استغرابه من إرسال حاملات طائرات أمريكية إلى الشرق الأوسط، مُؤكدًا أن هذا يُؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة.
وأشار بوتين: "لا أعلم لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، ثم أعلنت عن إرساله حاملة أخرى، هل سيقصفون لبنان؟".
وتابع الرئيس الروسي: "أم أنهم قرروا فقط تخويف شخص ما؟ لكن هناك أشخاصًا لم يعودوا خائفين من أي شيء. ومن الضروري عدم حل المشكلة بهذه الطريقة، بل البحث عن حلول وسط".
وأردف: "الآن نسمع أن إيران متهمة بكل الذنوب، كالعادة، بلا دليل لا يوجد دليل".
وأشار بوتين مُعلقًا على تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: "ما يحدث فظيع". يجب علينا أن نسعى جاهدين لتقليل الخسائر بين السكان المدنيين، أو خفضها إلى الصفر.
وصرح بوتين في المنتدى الدولي "أسبوع الطاقة الروسي": "إذا قرر الرجال القتال فيما بينهم، فليتقاتلوا فيما بينهم. اتركوا النساء والأطفال وشأنهم. وهذا ينطبق على كلا الجانبين".
وحذر "فلاديمير بوتين"، من أن اتساع نطاق الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، قد يُؤدي إلى عواقب وخيمة وخطيرة، مُؤكدًا ضرورة بذل كل الجهود لتهدئة الوضع.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوتين خلال مشاركته في الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي في موسكو الأربعاء.
وقال بوتين: "من غير المعروف ما إذا كان من الممكن تهدئة الوضع بطريقة، أو بأخرى في المستقبل القريب، لكن يجب علينا أن نسعى جاهدين لتحقيق ذلك، لأن توسيع رقعة الصراع يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك لقطاع الطاقة".
آليات التسوية في الشرق الأوسط:
وأشار بوتين إلى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أهملت الولايات المتحدة آليات التسوية في الشرق الأوسط وحاولت استبدال حل المشاكل السياسية بـ"هبات مادية" لسكان الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: "بالطبع، هذا مهم جدًا للناس الذين لديهم مستوى معيشة منخفض، ومن المهم حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. لكننا قلنا دائمًا أن هذا لن يكفي من دون حل القضايا السياسية الأساسية، وأهمها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، من المستحيل حل المشكلة برمتها".
وأكمل الرئيس الروسي أن "سياسة الاستيطان، بالإضافة إلى عدد من العناصر الأخرى، أدت في النهاية إلى مثل هذا الانفجار للعنف".
وذكر بوتين أن موقف روسيا ليس وليد اليوم، ولم يتبلور على وقع الأحداث المأساوية الأخيرة، بل إنه تطور على مدى عقود، و"هذا الموقف معروف لدى الجانب الإسرائيلي ولدى أصدقائنا في فلسطين، لقد دعونا دائمًا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، مع التركيز بالدرجة الأولى على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
وواصل أنه في الولايات المتحدة، أو في إسرائيل أيضًا هناك الكثير من الشخصيات السياسية والخبراء الذين يعتقدون أنه يجب اتباع طريق طريق إنشاء دولة (فلسطينية) مستقلة، لكن للأسف تبقى اليد العليا لأولئك الذين يحاولون منذ عقود من الزمن حل هذه المشكلة بالقوة، وذلك يأتي بنا لسوء الحظ، إلى مثل هذه الحوادث المأساوية التي نشهدها الآن".
وصرح الرئيس الروسي، بأن الدعوات المُوجهة للفلسطينيين للمُغادرة إلى سيناء، ليست أمرًا يُمكن أن يُؤدي إلى السلام، مُضيفًا، أن غزة جزء من أرض فلسطين التاريخية.
وقال بوتين: "من الصعب إعطاء تقييمات. هذه هي الأرض التي يعيش عليها الفلسطينيون، وهذه أرضهم تاريخيا. كما أنه كان من المفترض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تشملها غزة. في رأيي، هذا ليس شيئا يمكن أن يؤدي إلى السلام".
وكانت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى قد صرحت بأن القضية الفلسطينية الآن تشهد منعطفا هو الأخطر في تاريخها.
وقالت المصادر في تصريحات لقناة "القاهرة" الإخبارية، إن "هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها، وإجبارهم على تركها بتخيرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم".
من جهتها، صرحت سفيرة إسرائيل في مصر، أميرة أورون، أمس الثلاثاء، أنه ليس لدى تل أبيب أي نوايا فيما يتعلق بسيناء، وأن السلطات لم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك.
كما ذكر "بوتين"، أنه من الضروري تجنب توسع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، واصفًا القضية الفلسطينية الإسرائيلية بـ "المُعقدة والحساسة"، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الخميس.
وقال بوتين: "وبالطبع من الضروري تجنب توسع النزاع. لأنه إذا حدث ذلك فسيكون له تأثير على الوضع الدولي، وليس على المنطقة فقط".
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية مُعقدة وحساسة، وعلينا الامتناع عن التصريحات الحادة.
وتابع الرئيس الروسي: حقيقة أن هذا فشل هو أمر واضح، لأن الولايات المتحدة ابتعدت عمليا عن الأطراف الدولية السابقة لحل هذه المشكلة. حيث يوجد العديد من البلدان، بما في ذلك روسيا. واحتكروا عمليا عملية التسوية.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة ستغير سياستها في الشرق الأوسط، قال بوتين: "لا أعرف، عليك أن تسألهم".
وأطلقت حركة حماس السبت الماضي عملية "طوفان الأقصى" تم خلالها استهداف إسرائيل بعدة آلاف من الصواريخ من قطاع غزة، كما نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية.
وردًا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو الفلسطينيين إلى مغادرة غزة، مُهددًا بتدمير حركة "حماس" وتحويل غزة إلى خراب.