جهود مصرية لاتنتهي لدعم غزة والشعب الفلسطيني
تعيش فلسطين في قلب ووجدان مصر منذ الالاف السنين، وتظل كل رصاصة تطلق في جسد أي فلسطيني تطلق في وقتها في كل قلب مصري تجعله ينزف ويتألم نفس الألم.
ويشهد على ذلك التاريخ ، فمنذ عام 1948، تحملت مصر فاتورة باهظة بسبب مواقفها وتحركاتها الداعمة لحقوق أبناء الشعب الفلسطيني بسبب سعيها لحماية الفلسطينيين من الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب على مدار العقود الماضية، وقدمت مصر حوالي 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية.
مصر كأكبر دولة عربية لم ولن تتخلي عن دورها في مناصرة قضية فلسطين
تعد الدولة المصرية أكبر دولة عربية لم ولن تتخلي عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينة، حيث اتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة قضية فلسطين منذ نشأتها وتمثل ذلك في مواقف رؤسائها والمسئولين بها في المحافل والمؤتمرات الاقليمية والدولية وكذلك في مواجهة العدوان الاسرائيلي علي الشعب الفلسيطيني خلال العقود الماضية.
ومنذ 2002، كثفت مصر جهودها من خلال استضافتها لجولات متكررة من أجل فتح الحوار من جديد لمحاولة حل الأزمة الفلسطينية، وبهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطيني ، وقد استهدف مصر تحقيق الاهداف التالية خلال رعايتها هذه الحوارات: منها ضرورة وضع برنامج سياسي موحد بين كل الفصائل ركيزته الأساسية تخويل السلطة الفلسطينية إجراء مفاوضات مع إسرائيل في القضايا المصيرية، عدم قيام أي فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسي الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار، تدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
وبالرغم من سعى الدول العربية نحو إرساء الأمن والاستقرار وطرح مبادرة للسلام في قمة بيروت عام 2002 بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، عودة اللاجئين، ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروع كشريطة لتطبيع العلاقات بين العرب والجانب الإسرائيلي إلا أن تل أبيب لم تلتزم بمنح الفلسطينيين حقهم وترفض تفعيل القرارات الأممية ذات الصلة خاصة القرار 242.
وفي عام 2007، قامت مصر بدور تاريخى منذ قديم الأزل، فقد نجحت مصر العقود الماضية فى كسر الحصار عن شعب غزة وإيصال مساعدات الاغاثة، وقدمت 48 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية وأكثر من 40 مليون دولار مساعدات إنسانية وبرامج تدريب.
وفي يناير لعام 2008، أكدت مصر على التزامها بمواصلة مساهمتها في مد قطاع غزة بالكهرباء دون تأثر بالإجراءات الإسرائيلية، وقامت وزارة الكهرباء والطاقة بتركيب مكثفات للجهد على الخطوط الكهربائية الممتدة من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية لزيادة قدرة التيار الكهربائي.
في يناير 2008، قدمت مصر معونات غذائية للفلسطينيين وسمحت لهم بالدخول إلى الجانب المصري لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية نظرا لنقص الغذاء في غزة، كما فتحت مصر في يوليو 2008 معبر رفح البري لعبور الفلسطينيين في الجانبين لمدة 3 أيام خاصة من المرضى والمصابين والحالات الإنسانية.
وفى سبتمبر 2008، أعادت مصر تشغيل ميناء رفح البرى لإدخال المعتمرين والمرضى من قطاع غزة إلى مصر لمدة يومين.
وفي مايو 2021، جرى تدشين المبادرة الرئاسية المصرية بمنح 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، وجرى تأسيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على إعادة إعمار غزة، كما وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها، وفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة، كما أرسلت وزارة الصحة المصرية طن مساعدات طبية إلى غزة قيمتها 14 مليون جنيه (890 ألف دولار)، وقامت بتجهيز 11 مستشفى بينها 6 في القاهرة تضم 900 سرير ويعمل فيها 3600 من أفراد الطواقم الطبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، وعبرت 26 شاحنة تحمل مساعدات غذائية من رفح المصرية إلى قطاع غزة وأرسلت 50 سيارة اسعاف إلى المعبر لاستقبال الجرحى الفلسطينيين،
في يوليو 2021، بجانب إدخال شاحنات "تحيا مصر" المسؤولة عن توصيل المساعدات الإنسانية من أدوية وسلع غذائية، وتوجيه المجتمع المدني المصري لعلاج الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلى على غزة.
وفي 2 سبتمبر 2023، مثّلت القمة الثلاثية التي انعقدت بالقاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أحد أوجه التحركات المصرية لنصرة القضية الفلسطينية، والتي احتوت تاريخياً- أى هذه التحركات- على أنماط متعددة ما بين تحرك فردي وآخر إقليمي وثالث دولي.
ومنذ السابع من أكتوبر الجاري، يعيش الشعب الفلسطيني فترة من أسوأ الفترات في عمر القضية الفلسطينية، حيث يقف العالم بأكمله على قدم وساق، بعد أن فؤجئت الاستخبارات الإسرائيلية بهجوم المقاومة الفلسطينية "حماس" في عملية طوفان الأقصى، والتي تضمنت توغل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة إلى المستوطنات وتم إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحيطة.
وتلاه رد فعل عنيف من العدوان الإسرائيلي على فلسطين راح ضحيته العشرات من المواطنين، حتى بلغت الأحداث إلى قرار من الاحتلال الإسرائيلي بقطع المياه والكهرباء والغذاء وغيرها من الخدمات الأساسية عن قطاع غزة في الثامن من أكتوبر الجاري.
مما دعا الأمم المتحدة بالقول: إنه «لم يتم السماح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر وقود إلى قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية»، مشيرا إلى أنه لم يعد للزملاء في الأونروا بقطاع غزة قادرين على تقديم المساعدة الإنسانية لسكان القطاع الفلسطيني.
والاثنين الماضي، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، السبت المقبل، وهو ما لاقى دولي ترحيب واسع.
وخلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيس السيسي مع المستشار الألماني أولف شولتس بمقر رئاسة الجمهورية المصرية، اليوم الأربعاء، قال الرئيس السيسي بلهجه شديدة التحذير: إن ملايين المصريين مستعدون للتظاهر تعبيرا عن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة.
أضاف الرئيس السيسي: "مصر فيها 105 ملايين والرأى العام المصري والعربي يتأثر ببعضه البعض، وإذا استدعى الأمر أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصرى".
كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو أى محاولات لتهجير الفلسطينين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب المنطقة، لافتا إلى أن مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.
وأوضح الرئيس السيسي، أن تصفية القضية الفلسطينية في غاية الخطورة، ونرى أنّ ما يحدث في غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكري ضد حماس، وإنما محاولة لدفع السكان المدنين إلى اللجوء للهجرة إلى مصر.
وتابع: نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه، ونسعى لأن يكون هذا المسار داعما لدول أخرى للانضمام إليه.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى، من استمرار العمليات العسكرية فى قطاع غزة، وبأنه سيكون لها تداعيات أمنية وعسكرية يمكن أن تخرج عن السيطرة
السيسي: القصف المتعمد لمستشفى المعمداني انتهاك صريح للقوانين الدولية
استنكر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأشد العبارات القصف الذي طال مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة واصفًا إياه بأنه انتهاك صريح للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية.
وفي بيان، قال السيسي: "تابعت ببالغ الأسى القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني مساء الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر 2023 في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة."
وأضاف البيان: "أدين بأشد العبارات، هذا القصف المتعمد الذي يعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية."
وأكد الرئيس المصري موقف مصر دولة وشعباً رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالباً بوقفها بشكل فوري.