علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. طوفان الأقصى وإعلام الغرب المنحاز
لم يكن تحيز الإعلام الغربي وعدم مصداقيته بعيدًا عن أذهان الشعب العربي وأولهم العاملين في مجال الصحافة والإعلام، ومع التأكيد أن لكل مؤسسة إعلامية رسالة خاصة تسعى للوصول اليها بشتى الوسائل حتى إذا تطلب الأمر عند الكثير من المؤسسات الإعلامية الغربية تحريف الحقيقة وتشويهها من أجل مصالح وأجندات الجهات التابعة لها أو التي تمولها والشواهد كثيرة عبر عشرات السنين وخاصة ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني وأحداث الوطن العربي.
ولكنها، أي هذه المؤسسات الاعلامية قد كشفت عن وجهها القبيح والمنحاز الى جانب الكيان الصهيوني بشكل أفقد هذه المؤسسات ما تبقى من ماء الوجه فقد تعرت من خلال إنحيازها وكذبها في تلفيق الاخبار وفبركتها ونشر صورا لضحايا القصف الصهيوني من الفلسطينيين على إنهم ضحايا صهاينة لقد سقطت أخر ورقة توت كانت تتستر خلفها كل من التايمس والبي بي سي اللندية والسي ان ان الامريكية والكثير من الصحف والوكالات الاخرى التي تدور في الفلك الامريكي والبريطاني.
وكانت هناك مواقف تدين هذه الوكالات من خلال ما تسرب من قيام توجيه فريق السي أن أن بالتظاهر أنهم مستهدفون بالقصف الفلسطيني وغيرها من هذه الحوادث وهنا لابد لي من الاشارة الى موقف حدث في احتفالية اليوبيل الماسي لإذاعة صوت العرب قبل سنوات حيث كنت مدعوا مع زميلين عزيزين واحد من العراق واخر من سوريا وكان يجلس على نفس الطاولة مدير مكتب اذاعة البي بي سي العربية والذي تحدث باسهاب عن حيادية إذاعة لندن العربية مما حرك في داخلي الرغبة في الرد على هذا الافتراء والادعاء الكاذب بالحيادية فطلبت الحديث وقلت بالحرف الواحد إن الزميل اطرى كثيرا على حيادية البي بي سي العربية.
وكنت أتمنى لو كانت فعلا بهذه الحيادة لكني سأذكر واحدة من الحالات التي تعكس حيادية هذه المحطة العريقة فقد تناولت إذاعة لندن الحيادية خبر قرار تأميم العراق للنفط في الاول من حزيران ١٩٧٢ بعنوان أول في نشرتها الرئيسة) العراق يستولي على شركات النفط الاجنبية!!) هكذا عندها ضجت القاعة بالتصفيق وعندما طلب الزميل مدير مكتب اذاعة لندن الحديث رد عليه راعي الاحتفال وأعتقد كان أسمه السيد علي الدين هلال باللهجة المصرية (بترد أيه مالرجل أفحمك) اسوق هذه الحادثة أو الموقف وما قامت به هذه المحطات والوكالات الاعلامية من إنحياز كامل الى جانب القتلة والمجرمين الذين شنوا وما زالوا يشنون حرب إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في غزة وبهذا يؤكد الاعلام الغربي انه لا يحمل أخلاق وتقاليد العمل المهني وإنما تحركه مصالح الدول والدوائر التي ينتمي اليها فلا حيادية في أعلام الغرب ولهذا هناك الكثير من الاستقالات الفردية والجماعية من الصحفيين الذين يحملون شرف الكلمة ولا يريدون ان يكونوا شهود زور على هذه المجازر الصهيونية.
وأخيرا أقول الاعلام الغربي إعلام عاهر لا مصداقية ولا حيادية ولا شرف مهنة. فهو منحاز للقتلة والمجرمين على مر التأريخ.