مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

التفاصيل الكاملة لملف المُحتجزين لدى "حماس" بعد إطلاق سراح 4 رهائن

نشر
جوديث تاي رانان وابنتها
جوديث تاي رانان وابنتها ناتالي

أطلقت المُقاومة الفلسطينية "حركة حماس"، سراح الأمريكيتين "جوديث تاي رانان وابنتها ناتالي"، استجابة لوساطة قطرية، ما أبرز مُجددًا التساؤلات بشأن هذا الملف الشائك والصعب، وفي ظل شح المعطيات بشأن الموضوع والغموض الذي يلفه، يسعى عدد من الأطراف الدولية إلى التوصل لاتفاق يُمكن من إطلاق سراح المُحتجزين، الذين لا يعرف بدقة مكان تواجدهم.

وفي وقت سابق من أمس الإثنين، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المُقاومة الفلسطينية "حماس"، إطلاق سراح اثنين من الرهائن، يأتي ذلك استجابة لوساطة مصرية قطرية، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة.

ويقول مسؤولون في إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز ما لا يقل عن 200 رهينة بعد الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر الجاري على بلدات وقواعد عسكرية في جنوب إسرائيل.

وأسفر هجوم "حماس" عن سقوط نحو 1400 إسرائيلي، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة راح ضحيتها الآلاف، قائلة إنها ستعمل على "تحرير الرهائن" و "القضاء على حماس"، وذلك في ظل فرض السلطات الإسرائيلية حصاراً على القطاع يمنع الماء والغذاء والدواء والوقود مع قطع التيار الكهربائي.

واقترحت "حماس" تبادلاً للرهائن بحوالي 6 آلاف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، في حين قالت إسرائيل إن الحصار على القطاع لن ينتهي بدون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

رهينتين

ما عدد الرهائن؟

نقلت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، الخميس، عن مصادر عسكرية قولها إن ما يقدر بنحو 200 شخص، بينهم 30 قاصراً وطفلاً صغيراً و20 شخصاً فوق الـ 60 من عمرهم، محتجزين كرهائن في غزة، لكن "حماس" أعلنت أن لديها ما يتراوح بين 200 و250 رهينة، وقالت إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 20 رهينة، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى.

أين مكان احتجازهم؟

إسرائيل أشارت إلى أن الرهائن نُقلوا إلى غزة، لكن مكان وجودهم بالتحديد داخل القطاع غير معروف، ما يجعل عملية إنقاذهم "أكثر تعقيداً". ومن المرجح أن الكثيرين منهم يمكن أن يكونوا محتجزين في شبكة الأنفاق تحت الأرض في غزة والتي يطلق عليها الجنود الإسرائيليون اسم "مترو غزة".

ونشرت "حماس"، الاثنين، مقطع فيديو لامرأة فرنسية إسرائيلية تدعى ميا شيم (21 عاماً) تم أسرها، بينما كانت تشارك في حفل راقص. وظهرت الشابة بإصابة في ذراعها، وكانت تتلقى العلاج على يد مسعف فلسطيني.

ما جنسياتهم؟

من بين الرهائن أشخاص يحملون جنسيات دول أخرى، بينما يحمل العديد منهم أيضاً الجنسية الإسرائيلية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، إن هناك 20 أميركياً أو أكثر في عداد المفقودين، مضيفاً أنه "لا يستطيع تحديد كم منهم محتجزون رهائن"، لكن السيناتور الجمهوري جيم ريش قال إن "10 من الرهائن أميركيون".

في حين عدلت تايلندا عدد مواطنيها المحتجزين إلى 17 رهينة، وقالت ألمانيا إن 8 من الرهائن يحملون جنسيتها، وتم احتجاز نصفهم تقريباً في تجمع سكني، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز إن 16 من المحتجزين يحملون الجنسية الأرجنتينية، كما أفاد الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن 9 على الأقل من حاملي الجنسية البريطانية سقطوا وفُقد 7 آخرين.

وخلال زيارة لإسرائيل، الخميس، التقى سوناك مع عائلتي اثنين من المفقودين الذين يعتقد أنهم محتجزون ضمن الرهائن في غزة. ولم تذكر فرنسا تحديداً عدد من يحملون جنسيتها بين المحتجزين في غزة، لكن هناك 7 في عداد المفقودين بعد الهجمات، بعضهم محتجز كرهائن.

وقالت حكومة هولندا إن شاباً يحمل جنسيتها هو أوفير إنجل (18 عاماً)، تم خطفه من تجمع بيري السكني أيضاً ونقل إلى غزة، كما قالت البرتغال إنها تفترض أن 4 إسرائيليين يحملون جنسيتها مفقودين قد تم احتجازهم كرهائن.

وقال والد الإسرائيلية التشيلية دافنا جاركوفيتش إنها احتجزت رهينة مع زوجها الإسباني إيفان إيارامندي، فيما أعلنت إيطاليا فقدان إسرائيليين يحملان الجنسية الإيطالية، ويفترض أنهما مختطفان.

وقال الجناح العسكري لـ"حماس" في 16 أكتوبر إن المختطفين غير الإسرائيليين "ضيوف" وسيتم إطلاق سراحهم "عندما تسمح الظروف على الأرض بذلك".

ما موقف الحكومات؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عيّن الجنرال المتقاعد جال هيرش منسقاً إسرائيلياً لشؤون الرهائن والمفقودين.

وقال مصدر مطلع على المحادثات إن وسطاء قطريين قالوا إنهم "حاولوا التفاوض على إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلاً فلسطينيين من السجون الإسرائيلية"، وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى إمكانية التوصل لاتفاق.

وذكر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان، الجمعة، إنهم أطلقوا سراح محتجزتين أميركيتين، أم وابنتها، "لدواع إنسانية" استجابة لجهود وساطة قطرية.

من جانبه، ذكر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، أن تركيا تجري محادثات أيضاً مع "حماس" لضمان إطلاق سراح الأجانب والمدنيين والأطفال، وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء إن "دولاً، بينها الولايات المتحدة وألمانيا طلبت مساعدة أنقرة في إطلاق سراح مواطنيها".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تبذل أقصى جهد للعثور على الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى "حماس"، وأرسلت الولايات المتحدة فريقاً صغيراً من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة على الاستخبارات والتخطيط لأي عمليات لإنقاذ الرهائن في نهاية المطاف.

وأوضح سوناك أن الحكومة البريطانية تجري محادثات مع شركاء في المنطقة لمحاولة المساعدة في تأمين عودة الرهائن، فيما قال الرئيس الأرجنتيني إن حكومته تجري محادثات مع الاستخبارات الإسرائيلية لتحديد مكان الرهائن الأرجنتينيين.

وفتحت ألمانيا تحقيقاً بشأن عناصر من حركة "حماس"، بتهم ارتكاب جرائم قتل واحتجاز رهائن، وبموجب القانون الألماني، فإن ممثلي الادعاء العام ملزمون بالتحقيق في الجرائم المشتبه في ارتكابها في الخارج، إذا كانت تتعلق بمواطنين ألمان.

ماذا قالت عائلات الرهائن؟

حثت عائلات الفرنسيين الإسرائيليين المفقودين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المساعدة في تحديد مكانهم.

وقالت عائلات الرهائن الألمان إنها ستنظم مسيرة في برلين، الأحد، للمطالبة بالإفراج عنهم بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس في تل أبيب.

وحث أمريكيون في تل أبيب بايدن على استخدام جميع الموارد لتحديد مكان أقاربهم المختطفين وإنقاذهم.