غزة تصرخ تحت معاناة الدم والحصار.. تحذير عربي وتنديد أممي شديد اللهجة
بينما تتصاعد وتيرة المجازر الإسرائيلية المُرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وسط نفاد مصادر الطاقة والغذاء، المُتزامن مع القصف المُروع لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على منازل المدنيين والمستشفيات التي تأوي الأطفال واللاجئين، برزت في الآفاق لهجة تنديد أممي شديد اللهجة في جلسة مجلس الأمن، فيما أطلقت الحكومات العربية، تحذيرًا من استمرار الوضع الراهن، بما يُنذر بكارثةٍ مُحققة لا يمكن تجنب آثارها على المدى القريب.
جوتيريش يُندد بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ندد بالأمس الثلاثاء بـ"انتهاكات للقانون الدولي" في غزة ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري، في حين تواصل إسرائيل قصف القطاع رداً على هجمات حماس، وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي.
وفي مستهل جلسة مجلس الأمن الدولي قال جوتيريش: "لا شيء يبرر الهجمات المروعة من قبل حماس"، في إشارة إلى عمليات شنّتها الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل، لكنّه حذّر من "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأعرب جوتيريش عن "القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة"، وأكد أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون"، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل.
وقال جوتيريش إن "الشعب الفلسطيني خضع مدى 56 عامًا للاحتلال الخانق"،كما شدّد أمام الهيئة الأممية على أهمية الإقرار بأن "هجمات حماس لم تأتِ من فراغ".
أبو الغيط: ما يجري في غزة حرب انتقامية مسعورة
بدوره، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: أن الأولوية الآن تكمن في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة.
وأضاف خلال كلمته أمام مجلس الأمن: نرفض أي دعوات للتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة.
كما شدد أبو الغيط على أن ما يجري في غزة هو حرب انتقامية لا هدف لها سوى إنزال العقاب الجماعي بملايين البشر ذنبهم الوحيد أنهم يسكنون قطاع غزة.
ولي العهد السعودي يُجدد رفض استهداف المدنيين ويدعو لخفض التصعيد في غزة
أكد ولي العهد السعودي "الأمير محمد بن سلمان"، العمل بشكل فوري لبحث سبل وقف العمليات العسكرية في غزة التي راح ضحيتها الأبرياء، مُجددًا رفض استهداف المدنيين بأي شكل أو استهداف البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية أو التهجير القسري، حسبما أفادت وسائل إعلام سعودية، اليوم الأربعاء.
وتلقى ولي العهد السعودي "الأمير محمد بن سلمان"، اتصالاً هاتفيًا، من الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إذ جرى خلال الاتصال بحث التصعيد العسكري الذي تشهده غزة حاليًا والجهود المبذولة بشأنها.
وشدد محمد بن سلمان على ضرورة التهدئة ووقف التصعيد وعدم انفلات الأوضاع بما يؤثر على أمن واستقرار المنطقة وضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني ورفع الحصار عن غزة والحفاظ على الخدمات الأساسية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
كما أوضح ولي العهد أهمية العمل لاستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والشامل.
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي، عن شكره لولي العهد على ما يبذله من جهود لخفض وتيرة التصعيد وعدم اتساعه في المنطقة.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم.
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن بايدن وولي العهد السعودي اتفقا خلال المكالمة الهاتفية على الحفاظ على تنسيق مباشر وثيق وعبر فريقيهما خلال الفترة القادمة.
وأضاف البيت الأبيض، أن بايدن وولي عهد السعودية أكدا أهمية العمل من أجل سلام دائم بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين فور انحسار الأزمة.
العراق.. المندلاوي يدعو إلى إنقاذ الوضع الصحي في غزة
دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب في العراق محسن المندلاوي، الثلاثاء، منظمات الأمم المتحدة إلى ممارسة دورها في غزة، فيما شدد على ضرورة انقاذ الوضع الصحي بالقطاع.
وقال المندلاوي في بيان: "إننا نستثمر الذكرى السنوية ليوم الأمم المتحدة، لحث منظماتها ومؤسساتها الإنسانية وجميع المنظمات الدولية إلى ممارسة دورها الإنساني التي انشأت لأجلها بحسب التخصص"، موضحاً أن "العالم أجمع يرى السكان الآمنين في غزة وهم يتعرضون لجميع أنواع الانتهاكات على يد الكيان الصهيوني الغاصب من إبادة جماعية وتهجير جماعي واستخدام أسلحة محرمة دولية وحصار لا إنساني وشح في الغذاء والدواء وقتل لأطفال ونساء وقصف لمستشفيات ودور عبادة".
وذكر أن "إعلان وزارة الصحة في غزة بانهيار المنظومة الصحية وانهيار المستشفيات، كارثة إنسانية يندى لها جبين العالم في جميع بقاع الأرض"، داعياً الأمم المتحدة "لممارسة دورها لإنقاذ ملايين السكان في غزة من براثن همجية الكيان الدموي المحتل".
وطالب المندلاوي جميع البلدان العربية والإسلامية بـ"التدخل العاجل لإنقاذ الوضع في غزة والضغط بجميع الوسائل بهدف ادخال مواد طبية ومواد طوارئ بأسرع وقت، وإيقاف الهجمات الدموية لعصابات الكيان الصهيوني الغاصب والوقوف ضده من خلال توحيد الصفوف".