أردوغان يُوجّه رسالة تحذيرية للغرب بشأن ما يجري في غزة
صرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال تجمع لدعم فلسطين في "إسطنبول"، مُتوجها بكلامه للدول الغربية، بأن الغرب إذا كان يُريد إشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط فعليه أن لا ينسى عزيمتنا، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الأحد.
وقال أردوغان: "أيها الغرب، أخاطبكم! هل تريدون إشعال حرب جديدة بين الصليب والهلال؟ إذا كنتم تبذلون مثل هذه الجهود من أجل ذلك، فاعلموا: هذا الشعب لم يمت، إنه واقف على قدميه بقوة. نحن مليئون بنفس التصميم كما كان الحال في ليبيا، في قره باغ، أعلموا أننا كذلك أيضا في الشرق الأوسط".
وبحسب الرئيس التركي، فإن الدول الغربية هي المسؤولة عما تشهده غزة، لأنها "حشدت كل القوى، بما في ذلك وسائل الإعلام، لإضفاء الشرعية على جرائم الحرب الإسرائيلية" وفقا لتعبيره.
ووصف الرئيس التركي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإرهابي الحقيقي.
وفي وقت سابق حمل الرئيس التركي، مجلس الأمن الدولي المسؤولية عن تفاقم الأزمة في قطاع غزة بسبب موقفه "المنحاز" في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي، إن حركة "حماس" ليست تنظيما إرهابيا، بل مجموعة من المجاهدين ومنظمة تحررية تقوم بالكفاح من أجل الدفاع عن شعبها وأرضها.
وعلى خلفية الموقف التركي أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم السبت أنه أصدر أوامره بعودة الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا بهدف إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية.
تركيا ترد بقوة على الهجوم الإسرائيلي ضد أردوغان
أكدت "وزارة الخارجية التركية"، في بيان رسمي، رفضها بشكل قاطع الافتراءات والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة التي يُطلقها بعض مسؤولين الاحتلال الإسرائيلي ضد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الأحد.
وأضافت وزارة الخارجية التركية: "نرد الاتهامات (المسؤولين الإسرائيليين) بمعاداة السامية والتشهير والإهانات ضد رئيسنا وبلدنا بالمثل إلى مخاطبيهم".
وأكملت الخارجية: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى الاستجابة بشكل عاجل لدعوات وقف إطلاق النار من أجل إنهاء الهمجية التي تهدف إلى التدمير الكامل لسكان غزة".
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أنه اصدر أوامره بعودة الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا بهدف إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية.
وقال الوزير كوهين ذلك بعد التصريحات التي صدرت اليوم السبت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشكلت هجوما لاذعا على تل أبيب بسبب ما قال عنها "مجازر ومذابح تنفذها إسرائيل في غزة وسط صمت كامل من المجتمع الدولي والدول الغربية التي أصبحت عمياء عن رؤية من تقتلهم إسرائيل".
وصرح كوهين بحسب بيان صادر عن المكتب الصحفي للخارجية الإسرائيلية: "تستدعي إسرائيل دبلوماسييها من تركيا لإعادة تقييم العلاقات الثنائية في ضوء التصريحات الأخيرة للقيادة السياسية التركية، ولا سيما رئيس البلاد رجب طيب أردوغان".
وأضاف: "على خلفية اللهجة المتصاعدة للتصريحات التركية، أمرت باستدعاء ممثلينا الدبلوماسيين من تركيا من أجل إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية".
غزة عزيزة علينا
وفي وقت سابق من اليوم السبت، قال أردوغان خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين أقيم في مدينة إسطنبول: "نقف إلى جانب غزة وأخوتنا الفلسطينيين كما وقفنا إلى جانب المظلومين سابقا، وبالنسبة لتركيا ولشعبنا، فإن غزة عزيزة علينا تماماً كما أضنة (جنوب تركيا) عزيزة علينا.. لقد كانت هي وباقي أراضي المسلمين جزءا من أراضي الدولة العثمانية".
وأضاف: "كنا نعلم أن إسرائيل ستنزعج من قولنا إن حماس ليست منظمة إرهابية ومع ذلك عبرنا عن موقفنا بوضوح". وقال: "عزم شعب غزة يتصدى بقوم لوحشية إسرائيل وما حدث في غزة من (روح انتصار)، يُسجل في التاريخ".
الغرب سينسحب من دعم إسرائيل
واعتبر الرئيس التركي أن الجميع يعلم، أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة، سيتم التضحية به عندما يحين الوقت، موضحا "أن الغرب هو أكبر مسؤول عن المذبحة في غزة، وأن الغرب سينسحب من دعم إسرائيل، حينما تدخل الحرب إلى الأراضي المحتلة".
وكان الرئيس أردوغان قد قال في وقت سابق إن حركة حماس ليست تنظيما إرهابيا، بل مجموعة من المجاهدين ومنظمة تحررية تقوم بالكفاح من أجل الدفاع عن شعبها وأرضها.
تركيا تدعم غزة وتُرسل طائرة شحن تحمل أجهزة ومساعدات طبية
أعلن وزير الصحة التركي "فخر الدين كوجا"، أن أنقرة ستُرسل اليوم 20 طبيبًا وطائرة شحن تحمل أجهزة ومساعدات طبية إلى قطاع غزة، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.
وجاء إعلان الوزير التركي عقب اتصال هاتفي بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أكد خلاله أردوغان سعي أنقرة جاهدة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإمكانية علاج الجرحى في تركيا عند الضرورة.
وذكر بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن أنقرة "تسعى جاهدة من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإمكانية علاج الجرحى في تركيا عند الضرورة، وأنها تبذل جهودا حثيثة لضمان وقف إطلاق النار في المنطقة في أقرب وقت".
كما شدّد على أنه "لا يمكن إيجاد حل دائم للقضية الإسرائيلية الفلسطينية دون إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس".
وأضاف أردوغان أن تركيا ستواصل مساعيها على الساحة الدولية من أجل إحلال السلام الدائم.
وتتواصل الحرب على غزة في يومها الـ15 منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، ومعها يتزايد عدد الضحايا ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع.
ومازال القطاع يتعرض لقصف إسرائيلي حيث بلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة 4475 قتيلا وأكثر من 14000 جريح، بالإضافة إلى دمار هائل بالمناطق السكانية والبنية التحتية وحالة نزوح جماعي.