فيلم مغربي يعالج المثلية ومعاناة الأمهات العازبات يلقى الإشادة بمهرجان طنجة
في إطار فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ23 في المغرب، احتضنت قاعة سينما روكسي العريقة عرض شريط “المحكور ماكيبكيش”، للمخرج المغربي البريطاني فيصل بوليفة، الذي ينافس هذه السنة إلى جانب مجموعة من الأعمال السينمائية ضمن فئة الفيلم الروائي الطويل.
يعالج الفيلم قصة امرأة لفظها المجتمع وابنها إلى الشارع، حيث كانت تعيش في وسط ينخره الفقر واللاوعي، فكافحت الأم بطلة الفيلم كي تظهر في خضم هذا الوسط الاجتماعي المليء بالمتناقضات بأنها الأفضل والأجمل والمرغوب فيها عند الآخر، وباتت تبحث عن حنان مفقود ظنت أنها ستجده بدون مقابل بين ذراعي رجل، لكن أحلامها ستتكسر على أولى صخور واقعٍ مرير، وسيتم اغتصابها، ثم ستحتفظ بالطفل الذي أخفت عنه هوية والده، فعاش بدوره في كذبة استمرت أعواما طويلة، حتى بلغ العشرين من عمره وانكشفت الحقيقة بكل تجلياتها.
وأمام صدمة الحياة هذه ودواماتها وهروب الأم والابن من واقع حيث الأهل والمحاسبة، سيسافران إلى مكان آخر حيث تبيع الأم جسدها كي تكسب قوت يومها، وسيفعل الابن الشيء ذاته كي يكسب قوته، وهكذا ستتعقد المشكلة أكثر ولن يستطيع الابن الخروج من الوحل الذي زاد تعقيدا.
مواضيع متعددة من صلب المجتمع
ويسلط الفيلم بين طياته الضوء على مواضيع متعددة من صلب المجتمع، أبرزها المثلية الجنسية، الفساد، الاغتصاب، معاناة الأمهات العازبات في المجتمع والحرمان العاطفي، إضافة إلى العلاقة القوية التي تجمع بطلة العمل بطفلها، والتي تظهر بشكل كبير خاصة على مستوى قوة أداء الممثلين اللذين يجعلان الجمهور يندمج في مشاعر حياة يعيشها آلاف الأمهات العازبات وأبناؤهن في المغرب.
وكشف كريم الدباغ، منتج الفيلم، خلال المناقشة، أن المخرج فيصل بوليفة يعتمد دائما في الأفلام التي يقدمها على ممثلين هاوين، وليسوا محترفين، لذلك بدأ “الكاستينغ” ثمانية أشهر قبل الشروع في التصوير، وتجول في مدن مغربية عدة للبحث عن وجوه تقنعه على مستوى التشخيص.
وأضاف أن المخرج اشتغل لمدة شهر مع الطاقم الفني والتقني بحب وفرح وطاقة هائلة، فهو من أصول شمالية وابن البيئة الشعبية، لذلك ركز على بعض التفاصيل الدقيقة في تصوير المشاهد، موردا أن العمل هو إنتاج مشترك لأول مرة بين كل من فرنسا وبلجيكا والمغرب، وحظي بدعم من بريطانيا كذلك.