د. تحسين الشيخلي يكتب: الإنترنت وحياتنا
الإنترنت عالم كبير يتحكم فى كل ما يحيط بنا وبدقه متناهية ونحن فى هذا العالم إما تابع أو متابع أو ناقل أو محلل للمعلومات... فمن أنت من هؤلاء؟ وما هو الفرق بين كل هذه المسميات؟
كل لحظه يتم تداول الآخبار التى يطلق عليها عدة مسميات لا نهائيه منها العاجله ومنها المثيرة ومنها الحصريه كل هذا يتم تناقله على مواقع التواصل مابين الفيس بوك وتويتر وغيرهم.
قف للحظه أمام هذا الكم من الأخبار وأسأل نفسك من أنت.. ما تصنيفك كمتلقي.. هل تتلقى الخبر كمجرد تابع أى تقرأه بلا أكتراث منك أو أهتمام ولا تعي ما يقال ولا لديك الأهتمام لتعي مايقال ... هل أنت مجرد متلقي؟
هل قمـت بتشغيل عقلك يوماً ووقفت عند أحد الأخبار وبدأت تنتقل من مرحلة التابع للمتابع فتهتم بما تسمع وتشترك في أكبر عدد ممكن من المصادر وتتابع أخبارها حتى وإن كنت لا تهتم كثيراً بحجم مصداقيتها ولا تبحث وراء أخبارها ولكنك صرت متابع ينتبه حين يقرأ كلمة حصرياً ويقرأ العاجل ويهتم بالخبر الهام .
هل أصبحت أكثر وعياً.. هل أصبحت تستهويك المتابعه حتى تعديتها وأصبحت تسأل عن المصدر هل أصبحت تنتقى مصادرك وتفلترها وتختار منها وتستغني عن من فقد مصداقيته.. والأهم هل أصبحت تهتم أن تكون أنت نفسك ممن يلجأ اليه البعض لمعرفة الأخبار حتى وإن كانت منسوخه أو ببساطه منقوله .. هل ترقيت لتصبح ناقل معلوماتي؟
الإدراك البحثي والوعيي
هل زادك البحث إدراكاً ووعياً؟.. هل أصبحت تسأل كثيراً؟.. هل أصبحت تبحث وراء الخبر ؟.. هل أصبحت تنتقي المصادر بحكمة ؟ .. هل أصبحت ترفض الغش والمزايدات والعروض الإعلاميه؟.. هل أصبحت خبير في التفرقه بين الإشاعات والحقائق بمجرد سماعها ؟ .. هل أصبحت تشك ؟
إذن هنيئاً لك فقد أصبحت محللاً معلوماتياً .. نعم .. فالمحلل المعلوماتي هو الشخص الوحيد المؤهل ليكون مصدر للمعلومة خاصة إن كان محلل استطاع أن يثبت مصداقيته مع الوقت وحقق أعلى نسبة نقاط من نقاط الثقه بداخلك .
المحلل المعلوماتى لا يتسرع .. يسأل عن المصدر .. يبحث .. يناقش .. يربط الخيوط بعضها ببعض ..يترجم الأحداث من حوله وفق معطيات لا تقبل الشك .. يبحث عن المستندات والأدله ولا يبنى رأي إلا بناء على ثوابت وقناعات .. فالمحلل المعلوماتي هو من يعرف يقيناً أن الأجهزه السيادية لها صفحات و تابعين لها على الفيسبوك لا سيما الصفحات الرسميه المعلنة ..
المحلل المعلوماتي يعرف يقيناً أن غالبية من يعمل على مواقع التواصل الإجتماعي كناقل معلوماتي هم غالباً يعملون لدى أجهزه إستخباراتية وما أكثرها وأكثر إنتشارها على الإنترنت ..
المحلل المعلوماتي يعرف أن غالبية المصادر الخبرية تدس السم فى العسل ولا تنقل كل الحقيقة بل تكتفي بجزء من الحقيقه لتبني عليه الأكاذيب التى تخدم أهدافها ومصالحها ومصالح من تخدمه فلكل مصدر خبري ووكاله إخبارية سيد تخدمه والمصالح تتصالح .