رغم الخسار الكبيرة.. كيف يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لإجتياح غزة
اعترف تل ليف رام، المتحدث السابق باسم الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه مر يوم قتال شاق على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث لا يتوقع أن يكون القتال سهلا، فضلا عن القصف الجوي في قطاع غزة في الأيام الأولى للقتال، متوقعًا أثمانًا باهظة من حيث الخسائر البشرية والإنجازات العملياتية لحماس التي تستعد منذ سنوات وتبني أنظمة دفاعية تحت وفوق الأرض، كجزء من مفهوم دفاعي منظم، في مواجهة قوى كبيرة.
وأكد رام في مقاله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي ستدخل القطاع للقيام بعملية كبيرة، تواجه معوقات لأنه أمس سُمح بالفعل بالنشر عن مقاتلين آخرين قُتلا في المعارك – الرقيب روي وولف والرقيب لافي ليفشيتز من دورية جفعاتي، واللذان قُتلا بصاروخ آر بي جي أصاب المبنى الذي كانت تتواجد فيه القوة. - ويبلغ عدد القتلى في معارك داخل قطاع غزة الآن 16 شهيدا.
وأوضح المتحدث السابق باسم الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بمناورات في شمال قطاع غزة، مع العلم أن الخطط المعدة مسبقًا لم تعد ذات أهمية، وإلى جانب إدارة الحرب، تم وضع خطط جديدة لضرب حماس بأشد الطرق وأكثرها عدوانية، ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الواقع الأمني فيما يتعلق بغزة يجب أن يتغير بشكل جذري، والطريقة لتغييره هي أن حماس لن تكون ذات سيادة في غزة، ولن يكون لها قوة عسكرية كبيرة - وهو أمر لا يمكن القيام به إلا من خلال المناورات البرية..
وأردف رام، أنه في إطار المناورة، يشارك كبار قادة أيضًا من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مداخل غزة، مشيرًا إلى أن أحد الضباط الذين يتم الحديث عنهم في جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الرائد يوسي باشر، الذي يشغل منصب نائب قائد القيادة الجنوبية ويعيش في قطاع غزة والذي قُتلت والدته في إحدى المستوطنات في اليوم الأول من القتال، صعد مع قائد القيادة اللواء يارون فيلكمان، لمدة استراحة مدتها خمس عشرة دقيقة، ومنذ ذلك الحين واصلت الحرب دون توقف.
وأردف المتحدث السابق باسم الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، في إجلاء أكثر من مليون من سكان غزة من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، ولا تزال الجهود لإجلاء السكان مستمرة من خلال نشر الإعلانات وشبكات التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية التي يتم إجراؤها لسكان الشمال.
وأشار رام، أنه تستعد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي لأشهر طويلة من القتال، الذي سيحدث بمعدلات مختلفة، اعتمادًا على تقييمات الوضع والواقع على الأرض.، ويأخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا في الاعتبار الأنشطة التي ستستمر لفترة طويلة من الزمن. وحتى بعد الحرب، سيواصلون عملياتهم المستهدفة في مناطق مختلفة في نموذج ملائم لغزة، كما فعل الحلفاء مع جدار ماجن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وشدد رام، على أنه لا توجد حروب سهلة، ستكون مؤلمة وبطيئة، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يتحدث عن أربعة أشهر على الأقل في حرب غزة، وليس من المؤكد أن هذا هو ما يريده الأمريكيون من الحملة الإسرائيلية خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية هناك.
وأضاف المتحدث السابق باسم الجبهة الجنوبية لجيش الاحتلال، أن دخول قوات الجيش إلى غزة لم يتم تأجيله بسبب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإنما لمجموعة من الاعتبارات المختلفة وتتعلق بالاعتبارات العملياتية وموافقات الخطط والأوامر في ظل تغير المهام العسكرية.
وأوضح المحلل العسكري والأمني الإسرائيلي، أنه بالنسبة لإسرائيل، يبدو الأمر كما لو أن هناك تحالفًا دفاعيًا فعليًا بين أعظم قوة في العالم وإسرائيل وإلى جانب الفوائد، فمن الواضح جدًا أن استعراض القوة الأمريكية فى الأزمة، يشكل محاولة من الولايات المتحدة لتشكيل الحملة الانتخابية القادمة للرئيس بايدن، خاصة حكومة بنيامين نتنياهو، وأعضاء كنيست لم يتوقفوا عن انتقاد إدارة بايدن خلال الفترة الماضية.
واشنطن تريد هزيمة حماس وليس احتلال قطاع غزة
وبين رام، أنه في غزة يفهم الأمريكيون جيدًا حاجة إسرائيل لهزيمة حماس، وأنه لا توجد حروب سهلة، وستكون مؤلمة وبطيئة و"قبيحة"، لأنه في جيش الاحتلال يتحدثون عن أربعة أشهر على الأقل.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أن الأمريكيين يدركون جيدًا طبيعة الحملة المقبلة وعواقبها على قطاع غزة والانتقادات المتوقعة في العالم وفي الولايات المتحدة، ولكنهم قبل كل ذلك يحتاجون إلى نصر إسرائيلي حاسم، يتركهم مع حليف في المنطقة وليس راعيا، أي أن واشنطن تريد هزيمة حماس وليس احتلال قطاع غزة.
مبينًا أن هذه الحرب والطريقة الصعبة التي بدأت بها تنطويان على إمكانات هائلة للتأثير على استقرار المنطقة برمتها، وقد أدرك الأمريكان ذلك قبل وقت طويل من كثير من وزراء الحكومة والمسؤولين في إسرائيل.