جرائم حرب ارتكبتها قوات الاحتلال في حربها ضد غزة (تفاصيل)
منذ يوم السابع من أكتوبر المنقضي، واشتعلت الأجواء في قطاع غزة، فبعد عملية "طوفان الأقصى" والخسائر الضخمة التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي، جاء ردهم قاسيًا دون أدنى احترامًا للقانون والمواثيق الدولية.
وعلى الرغم من استنكار الدول لجرائم الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال إلا أنهم عمدوا على استخدام أسلحة محرمة دوليًا دون وجه حق، ليستمر استخدامها في القوة في أرض غير أرضهم لإبادة الشعب الأصلي.
وفيما يلي نستعرض بعض الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال في حربه ضد غزة
- القنابل الإسفنجية
نوع من الأسلحة التي تستخدم لسد الفجوات أو مداخل الأنفاق، وهي مصنوعة من مادة إسفنجية سميكة، وتحتوي على سائل كيميائي يتفاعل مع الهواء ليشكل مادة هلامية، وعند انفجار القنبلة، تطلق المادة الهلامية لتسد الفجوة أو المدخل.
وأثارت القنابل الإسفنجية جدلًا كبيرًا، حيث يرى البعض أنها سلاح غير قاتل يمكن استخدامه لتجنب وقوع إصابات في المدنيين، بينما يرى البعض الآخر أنها سلاح خطير يمكن أن يتسبب في إصابات بالغة.
تتكون القنبلة الإسفنجية من عدة أجزاء، وهي:
- الهيكل الخارجي: وهو عبارة عن غلاف معدني أو بلاستيكي يحمي القنبلة من التلف.
- المادة الإسفنجية: وهي المادة الرئيسية التي تتكون منها القنبلة.
- سائل كيميائي: وهو السائل الذي يتفاعل مع الهواء ليشكل المادة الهلامية.
- مفجر: وهو الجهاز الذي يفجر القنبلة.
وهذه القنابل تشكل خطراً على من يستخدمها أيضا، حيث أشار تقرير التلغراف إلى أن بعض الجنود الإسرائيليين فقدوا بصرهم بسبب سوء التعامل مع الخليط الذي بداخلها.
- قنابل الفسفور الأبيض
هو مادة كيميائية منتشرة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، تشتعل عند تعرضها للأكسجين. وينتج عن هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، وضوء ودخان كثيف يستخدم في الأغراض العسكرية، إلا أنه يسبب أيضا إصابات مروعة عندما يتلامس مع جسم الإنسان.
ولا يعتبر الفوسفور سلاحا كيميائيا لأنه يعمل بشكل أساسي بالحرارة واللهب وليس بخصائصه السمّية، ويمكن توصيل الفوسفور الأبيض عبر قطع من اللباد المنقوعة بالفوسفور، تنبعث منها رائحة "الثوم" المميزة.
و يستخدم الفوسفور الأبيض في المقام الأول للتعتيم على العمليات العسكرية على الأرض، حيث يصدر عنه ستارة من الدخان ليلا أو نهارا لإخفاء الحركة البصرية للقوات.
كما أنه يتداخل مع بصريات الاشعة تحت الحمراء، وأنظمة تتبع الأسلحة، وبالتالي يحمي القوات العسكرية من الأسلحة الموجهة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
وعند الانفجار الجوي، يغطي الفوسفور الأبيض مساحة أكبر من التي يغطيها عند الانفجار الأرضي، ويكون مفيدا لإخفاء تحركات القوات الكبيرة.
ومع ذلك، فإن ذلك يؤدي في الوقت نفسه إلى نشر التأثيرات الحارقة على مساحات أوسع، وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل قطاع غزة، فإن ذلك يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
وعندما ينفجر السلاح أرضا، تكون منطقة الخطر أكثر تركيزا، ويظل ستار الدخان لفترة أطول، فيما تعتمد سحابة الفوسفور الأبيض، عند الانفجار الجوي، على الظروف الجوية، لهذا لا يمكن تعميم المدة التي يبقى فيها ستار سحابة الفوسفور الأبيض في الهواء.
كما يمكن كذلك استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق، حيث استخدمته القوات الأمريكية أثناء معركة الفالوجا الثانية في العراق عام 2004، "لإخراج" المقاتلين المختبئين، الذين تعرضوا بعد ذلك للهجوم.
أضرار استخدام الفسفور الأبيض
يسبب الفوسفور الأبيض حروقا شديدة، غالبا ما تصل إلى العظام، وتكون بطيئة في الشفاء، ومن المحتمل أن تتطور إلى التهابات، وإذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفوسفور الأبيض، فإنها من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الجروح بعد العلاج، وتشتعل مجددا عند تعرضها للأكسجين.
وحروق الفوسفور الأبيض التي لا تتجاوز 10% من جسم الإنسان غالبا ما تكون قاتلة، ويمكن أن تسبب كذلك تلفا في الجهاز التنفسي، وفشلا في الأعضاء.
وغالبًا ما يعاني أولئك الذين ينجون من إصاباتهم الأولية من معاناة مدى الحياة، حيث يواجهون أعراضا مثل التقلصات والشد الدائم للعضلات والأنسجة الأخرى وإعاقة الحركة، في حين أن صدمة الهجوم الأولى والعلاجات المؤلمة والندوب متغيرة المظهر تؤدي إلى ضرر نفسي واستبعاد اجتماعي.
كذلك يمكن للحرائق الناجمة عن الفوسفور الأبيض أن تدمر المنشآت والممتلكات المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتقتل الماشية.
علاوة على ذلك، فإن عدم كفاية الموارد المتاحة لمقدمي الخدمات الطبية في مناطق النزاع المسلح يؤدي إلى تفاقم العملية الصعبة بالفعل المتمثلة في علاج الحروق الخطيرة.
- غاز الأعصاب
غاز الأعصاب هو مادة كيميائية شديدة السمية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للجسم، مما يؤدي إلى شلل العضلات والاختناق والوفاة.
وتم تطوير غازات الأعصاب كأسلحة كيميائية في القرن العشرين، وقد تم استخدامها في العديد من النزاعات المسلحة، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية وحرب العراق.
تعريف غاز الأعصاب
غاز الأعصاب هو مادة كيميائية عضوية تعمل عن طريق منع عمل إنزيم الأسيتيل كولين استراز، هذا الإنزيم مسؤول عن تحطيم الأسيتيل كولين، وهو مادة كيميائية تنقل الإشارات من الأعصاب إلى العضلات.
وعندما يتم منع عمل هذا الإنزيم، تتراكم مستويات الأسيتيل كولين في الجسم، مما يؤدي إلى فرط نشاط العضلات والشلل.
أنواع غاز الأعصاب
هناك العديد من أنواع غازات الأعصاب، بما في ذلك:
- السارين: وهو أخطر أنواع غازات الأعصاب، ويمكن أن يسبب الموت في غضون دقائق إذا تم استنشاقه.
- تابون: وهو أقل سمية من السارين، ولكنه لا يزال خطرًا كبيرًا.
- سومان: وهو أضعف أنواع غازات الأعصاب، ولكنه يمكن أن يسبب الموت إذا تم استنشاقه بكميات كبيرة.
- في إكس: وهو غاز أعصاب شديد السمية يمكن أن يسبب الموت في غضون ساعات إذا تم استنشاقه.
طرق التعرض لغاز الأعصاب
يمكن أن يتعرض الأشخاص لغاز الأعصاب بعدة طرق، بما في ذلك:
- الاستنشاق: وهو أكثر طرق التعرض شيوعًا.
- ملامسة الجلد: يمكن أن يسبب تهيج الجلد وتقرحات.
- ملامسة العينين: يمكن أن يسبب التهاب العينين وفقدان الرؤية.
أعراض التسمم بغاز الأعصاب
تظهر أعراض التسمم بغاز الأعصاب عادةً في غضون ثوان أو دقائق من التعرض. تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- سيلان الأنف
- تقبض الحدقة
- إفراز اللعاب
- صعوبة التنفس
- الغثيان والقيء
- التشنجات
- الغيبوبة
- الموت
علاج التسمم بغاز الأعصاب
لا يوجد علاج محدد للتسمم بغاز الأعصاب. يتم علاج الضحايا بشكل أساسي بدعم الوظائف الحيوية، مثل التنفس والقلب. قد يشمل العلاج أيضًا استخدام الأدوية لعكس تأثيرات غاز الأعصاب، مثل الأتروبين
ومن بين الأدوات أيضا تقنيه “الذئب الأحمر” والتي يستخدمها الإسـ.ـرائيلين في متابعة الفلسـ.ـطينيين .
تعد هذه التقنية هي نظام للتعرف على الوجه يستخدم لتحديد هوية الفلسـ.ُطينيين عند نقاط التفتيش الإسرائيلية.
استخدام تقنية الذئب الأحمر
تستخدم إسـ.ـرائيل تقنية الذئب الاحمر في عدة طرق لمراقبة الفلسطينيين، بما في ذلك:
تحديد هوية الفلسطينيين عند نقاط التفتيش الإسرائيلية.
تتبع تحركات الفلسـ.طينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مراقبة الفلسطينيين الذين تعتقد إسرائيل أنهم مرتبطون بحركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى.
استخدمت إسرائيل تقنيه الذئب الأحمر في أعقاب اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 فقد استخدمتها إسرائيل لتحديد هوية الفلسطينيين الذين يحاولون دخول إسـ.ـرائيل أو قطاع غزة، وذلك لتوقيفهم أو اعتقالهم.
كما استخدمت إسرائيل تقنية الذئب الأحمر لمراقبة الفلسطينيين الذين يعيشون في غز، . فقد استخدمت هذه التقنية لتحديد هوية الفلسطينيين الذين يعتقدون أنهم مرتبطون بحركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وتستمر قوات الاحتلال في جرائمها ضد المدنيين في شمال قطاع غزة، وعمدت على استهداف المستشفيات وغيرها من الأماكن التي تأووي المدنيين في حالة صمت تامة من جانب المجتمع الدولي حتى الآن.