70 ألف مشارك في "COP28".. الإمارات تستعد لاستقبال العالم 30 نوفمبر
تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال ممثلي دول العالم المشاركين في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، في مدينة إكسبو دبي، الذي يسعى لتحقيق أعلى الطموحات المناخية.
وتحتضن مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر مؤتمر "COP28"، الذي سيكون أكبر مؤتمر دولي تستضيفه دولة الإمارات، وأهم مؤتمر عالمي يركز على التصدي لتداعيات تغيّر المناخ.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي والرئيس المعين للمؤتمر سلطان الجابر: "تماشياً مع رؤية القيادة في الإمارات، نركز على مد جسور التواصل والتعاون ليكون COP28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل".
تماشياً مع رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بأهمية قيام كافة شرائح المجتمع بدور فاعل للمساهمة في بناء مستقبل مستدام والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، ندعو كافة شرائح المجتمع في دولة الإمارات إلى المساهمة في إنجاح استضافة مؤتمر "COP28" والقيام بدور فاعل في دعم العمل الجماعي سعياً للحد من تداعيات تغيّر المناخ.
وقال الجابر إن "COP28" سيكون مؤتمراً استثنائياً ومحطة حاسمة لنتَحد، ونعمل، وننجز من أجل بناء مستقبلنا المشترك.
وتوصل العالم لاتفاق باريس قبل 8 سنوات، وحان الوقت لإعادة الأمل من خلال التكاتف والعمل، حيث يبدأ اليوم العد التنازلي لانطلاق "COP28" الذي يُمثل محطة حاسمة ومحورية لنتَحد، ونعمل، وننجز من أجل صياغة مستقبلنا المشترك، وحشد الجهود والسعي لتحقيق توافق في آراء القادة والأفراد من مختلف أنحاء العالم لإيجاد حلول ملموسة وفعالة تحقق أهداف العمل المناخي.
واوضح الجابر أن خطة العمل تركز على وضع خريطة طريق لبناء مستقبل مستدام ومرن للعالم عبر أربع ركائز تشمل: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير أداء التمويل المناخي، والحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام.
ويسعى "COP28" لإعادة تشكيل مسار العمل المناخي الدولي بحضور أكثر من 70 ألف مشارك، بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلين عن المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب.
وستقوم دولة الإمارات بدور ريادي لتسهيل توصل كافة الأطراف المعنية إلى توافق في الآراء حول خريطة طريق واضحة لتسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة وتطبيق نهج "عدم ترك أحد خلف الركب" لضمان احتواء الجميع في العمل المناخي.
ويهدف المؤتمر إلى إنجاز تغيير ملموس والانتقال بمؤتمر الأطراف من كونه منصةً للحوار والتفاوض، إلى اتخاذ إجراءات فعلية لإحداث التغيير الإيجابي على كافة المستويات، حيث يعكس المؤتمر نشاط دولة الإمارات واسع النطاق لتعزيز مشاركة مختلف شرائح المجتمع في دعم العمل المناخي بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس وفعال ودائم.
70 ألف مشارك من كافة أنحاء العالم
كما تسعى دولة الإمارات للترويج للسياحة من خلال مؤتمر المناخ "COP28" الذي سيحضره أكثر من كما سيكون محط اهتمام وسائل الإعلام، وهي فرصة للاطلاع على الوجهات السياحية المتنوعة من الفنادق الفخمة إلى المحميات الطبيعية التي تعد رافدا من روافد السياحة المستدامة.
ورسّخت الإمارات مكانتها كوجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وغدت جسراً يربط بين الشرق والغرب وواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في هذا النوع من السياحة.
وتبنت الإمارات استراتيجيات رائدة لتعزيز الاستدامة في قطاع السياحة، وتبرز في هذا الخصوص "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031" التي أطلقتها العام الماضي بوصفها واحدة من أهم أهداف السنوات المقبلة. وتهدف الإستراتيجية إلى ترسيخ مكانة الإمارات كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال جذب استثمارات سياحية إضافية، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليونا.
ويعد مؤتمر المناخ فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم إلى الوجهات السياحية الصديقة للبيئة في الإمارات، والمحميات الطبيعية المتفردة على مستوى العالم، وكذلك تسليط الضوء على قصة نجاح الدولة في الانتقال من بيئة صحراوية إلى وجهة سياحية عالمية تجمع بين عراقة الجذور وحداثة البنى التحتية والخدمات العصرية التي تنافس أهم الدول على مستوى العالم.
وتجلى ذلك في وجهاتها السياحية الفاخرة، وهندستها المعمارية المذهلة واحتضانها لـ"برج خليفة"، أعلى برج في العالم، وكذلك احتضانها لمتحف اللوفر - أبوظبي ومتحف دبي ومتحف المستقبل، وتقديمها خيارات متنوعة للإقامة والزيارة والسياحة على امتداد التنوع الجغرافي بين الصحاري والجبال والشواطئ المميزة، فضلاً عن موروثها الثقافي الذي يقدم رسالة إنسانية جسدتها قيم التسامح والتعايش التي تنعم بها وتدعو إليها دولة الإمارات.
وسيحتضن مؤتمر "COP28" أكثر من 70 ألف مشارك من كافة أنحاء العالم، وسيطّلعون بلا شك على قصة نجاح البلاد في تبني الاستدامة ضمن أجندتها السياحية نظراً لما تحظى به السياحة المستدامة من أهمية كبيرة ضمن الرؤية المستقبلية للإمارات، وبرهنت على ذلك من خلال بنيتها التحتية المستدامة وفنادقها الخضراء. وتبرز أهمية استضافة مؤتمر “كوب 28” في لفت أنظار العالم إلى الإمارات، وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، ومناقشة قضايا التغير المناخي ووضع التصورات والحلول لها.
وجاء اختيار مدينة إكسبو دبي لاحتضان فعاليات المؤتمر ليربط بين القضايا العالمية الملحة والمعطيات الإنسانية التي جسدها "إكسبو 2020 دبي" في جمع العالم في بقعة واحدة على مدى 6 أشهر، وقدمت من خلاله الإمارات مثالاً ساطعاً عن إمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة البشرية، كما تقدم مدينة إكسبو دبي ترجمة واقعية بشأن مفهومها للاستدامة وتحقيق أفضل طرق العيش التي تجمع بين الرفاهية وحماية الأرض.
كذلك تمثل دبي إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، لاسيما بعد فوزها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع تريب أدفايزر للعام الثاني على التوالي، وذلك بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة وبنية تحتية متطورة وما تقدمه من تجارب فريدة وخدمات راقية.
ويظهر الدور المميز لمؤتمر المناخ في التعريف بالوجهات السياحية في الإمارات نظراً للأهمية الكبيرة لسياحة المعارض والمؤتمرات بشكل عام بوصفها أحد أهم أنماط السياحة التي تعد فرصة لتوجيه أنظار العالم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى البلد المضيف والوقوف على أبرز المعالم السياحية فيه، الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة لتشجيع الزوار للتعرف على معالم الإمارات، لاسيما مع وجود شبكة واسعة نشطة من الناقلات الجوية التي تربط الإمارات بمختلف دول العالم.
في الوقت ذاته يفسح المؤتمر المجال لتقديم حلول عملية لآليات تكيف صناعة السفر مع أزمة المناخ العالمية، إذ وفقاً لدراسات وأبحاث دولية يتسبب قطاع السياحة والسفر بما نسبته 9 إلى 12 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم، 8 في المئة منها لقطاع الضيافة ونحو 2.8 في المئة لقطاع الطيران، الأمر الذي يتطلب تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 66 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2050.
وتحافظ الإمارات في جميع خططها السياحية على الاعتبارات البيئية للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية. وشهدت السياحة البيئية في الإمارات خلال العقدين الأخيرين نمواً كبيراً، كونها تستهدف فئة السياح الذين يبحثون عن تجارب سياحية تساهم في المحافظة على البيئة والإرث الوطني.
وتعتبر المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية. ويعد مؤتمر "كوب 28" إحدى المحطات الداعمة لقطاع الطيران وانتعاش الرحلات الجوية بين الإمارات ودول العالم، لاسيما مع استضافة المؤتمر لأكثر من 70 ألف مشارك يستفيدون من شبكة واسعة نشطة للناقلات الوطنية التي تفوقت بجدارة على العديد من نظيراتها إقليميا وعالمياً من حيث عدد الوجهات والأداء التشغيلي والخدمات المقدمة للمسافرين.
ومن المتوقع أن يترافق مع مؤتمر "COP28" ازدياد طلبات الحجز على الفنادق وزيادة نسبة الإشغال سواء من المشاركين أو من الزوار في المنطقة للوقوف على الحدث العالمي الكبير. وتشجع الإمارات الفنادق على تبني استراتيجيات صديقة للبيئة والعمل على تقليل التلوث البيئي، لاسيما في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة المؤتمر وذلك من خلال تطبيق ممارسات خضراء في أعمال الإنشاء، والصيانة، والخدمات، وتقليل إهدار الطعام، وتوفير الطاقة النظيفة، وإدارة استهلاك المياه، والحد من الانبعاثات الكربونية.
في المقابل، أبدى القطاع الفندقي التزامه الكبير بالسعي نحو تعزيز وترسيخ الممارسات الواعية بيئياً، حيث تعمل الفنادق داخل البلاد على مضاعفة جهودها لتحقيق استراتيجية الحياد المناخي بحلول 2050، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري عبر اعتماد حلول مبتكرة وسياسات واستراتيجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.