اتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة بسبب الأمن الجماعي
القي السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، بعض الأتهامات على الولايات المتحدة بالتحايل علنًا على القيود المفروضة بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية وعدم التخطيط لإجراء حوار مع روسيا حول مسألة الأمن الجماعي.
وقال أنطونوف في بيان، نقلته وكالة أنباء "نوفوستي" اليوم الأربعاء: "لم يكن الحديث حول الأسس الموضوعية للأمن الجماعي في خطط واشنطن، حيث آمن الأمريكيون بإفلاتهم من العقاب وقاموا بتسريع عملية توسيع حلف "الناتو"، وتجاوزوا علنا القيود الجماعية المفروضة بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ثم انخرطوا في حرب هجينة ضد روسيا باستخدام الأوكرانيين".
وأضاف السفير الروسي لدى واشنطن: "في مثل هذه الظروف، لم تعد مشاركة روسيا في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا مقبولة من وجهة نظر المصالح الوطنية لروسيا"، لافتا إلى أن انسحاب بلاده من المعاهدة المذكورة يرسل إشارة واضحة مفادها أن محاولات بناء الأمن العسكري في أوروبا دون مراعاة شواغلنا محكوم عليها بالفشل، وداعيا واشنطن ومن يدور في فلكها بالكف عن المبالغة في تقدير قوتها.
يُذكر أن دول حلف "الناتو" أعلنت أمس الثلاثاء تعليق العمل بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا الموقعة في 1990 ردا على انسحاب روسيا منها.
ما هو حلف الناتو
تحالف عسكري دولي يتكون من 31 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا، وتشارك 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي. تأسس الحلف عام 1949م بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 ابريل سنة 1949. يشكل حلف الناتو نظاما للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية. ثلاثة من أعضاء الناتو (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة) هم أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي يتمتعون بـ حق الفيتو وهم رسميا دول حائزة للأسلحة النووية. ويقع المقر الرئيسي لحلف الناتو في هارين، بروكسل، بلجيكا، في حين أن مقر عمليات قيادة حلف الناتو يقع بالقرب من مونس، بلجيكا.
كان حلف شمال الأطلسي ما يزال حديثا ولا يغدو كونه أكثر من منظمة سياسية إلى أن حلَّت الحرب الكوريَّة التي رفعت أعداد الدول الأعضاء في المنظمة. إذ حرَّكت تلك الحرب أعضاء هذا التنظيم، وتم بناء هيكل عسكري متكامل تحت إشراف اثنين من القادة الأمريكيين. وأدى مسار الحرب الباردة إلى التنافس مع أمم حلف وارسو، الذي شكل في عام 1955. ثارت الشكوك حول قوة العلاقة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الشكوك حول مصداقية دفاع حلف الناتو ضد الاحتلال السوفيتي المستقبلي.
مما أدى إلى تطوير الردع النووي الفرنسي المستقل وانسحاب فرنسا من الهيكل العسكري لحلف الناتو في عام 1966 لمدة 30 عاما. بعد سقوط جدار برلين في ألمانيا في عام 1989، شاركت المنظمة في تفكك يوغوسلافيا، وأجرت أول تدخلاتها العسكرية في البوسنة من 1992 إلى 1995 ثم في وقت لاحق يوغوسلافيا في عام 1999. ومن الناحية السياسية، سعت المنظمة إلى تحسين العلاقات مع بلدان حلف وارسو السابقة، التي انضم العديد منها إلى التحالف في عامي 1999 و2004. وقد تم الاستعانة بالمنظمة، عن طريق المادة 5 من معاهدة الشمال الأطلسي، التي تطلب من الدول الأعضاء أن تأتي لمساعدة أي دولة عضو تخضع لهجوم مسلح، للمرة الأولى والوحيدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي تم بعدها نشر القوات في أفغانستان تحت قيادة ايساف التابع للناتو في أفغانستان. وقد قامت المنظمة بشغل مجموعة من الأدوار الإضافية منذ ذلك الحين.
بما في ذلك إرسال مدربين إلى العراق والمساعدة في عمليات مكافحة القرصنة وفي عام 2011 قام حلف الناتو بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973. أمّا المادة 4 الأقل فعالية، التي تستشهد بالتشاور بين أعضاء حلف الناتو، فقد استند إليها خمس مرات: من قبل تركيا في عام 2003 على حرب العراق؛ مرتين في عام 2012 من قبل تركيا في الحرب الأهلية السورية، بعد إسقاط طائرة استطلاع تركية من طراز F-4 التركي، وبعد إطلاق قذيفة هاون على تركيا من سوريا في عام 2014 من قبل بولندا، بعد التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم، ومرة أخرى من قبل تركيا في عام 2015 بعد تهديد الدولة الإسلامية في العراق والشام بسلامتها الإقليمية.