الصومال.. "إيغاد" تدعو لتعزيز الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ
دعا خبراء الأرصاد الجوية الإقليميون في الصومال الحكومات الوطنية والمنظمات الإنسانية إلى تعزيز الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ في أعقاب هطول الأمطار الغزيرة.
جاء ذلك وفقًا للتحذير الأخير الصادر عن مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية التابع للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ومقره نيروبي (ICPAC).
وحذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) واللجنة الدولية لسياسات العمل السياسي (ICPAC) من توقع هطول أمطار غزيرة جدا في أجزاء من شمال كينيا وجنوب إثيوبيا وجنوب الصومال وأجزاء من بوروندي ورواندا وشمال تنزانيا.
وفقًا للتوقعات الإقليمية من المتوقع هطول أمطار غزيرة (أكثر من 200 ملم) في غرب ووسط وشمال كينيا وشمال بوروندي وجنوب غرب رواندا والمناطق المعزولة في جنوب الصومال الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم ظروف الفيضانات الحالية التي تحدث في جميع أنحاء المنطقة.
ويأتي ذلك فيما اتخذ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إجراءات سريعة لمساعدة المتضررين حيث أرسل بناء على طلب من حكومة الصومال قوارب إلى بلدة "لوق" في إقليم غدو بولاية جوبالاند لتسهيل إجلاء السكان الذين تقطعت بهم السبل.
وأثرت الأمطار المستمرة ووفق تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على 1.17 مليون شخص في جميع أنحاء الصومال كما تم الإبلاغ عن 28 حالة وفاة.
29 قتيلا و300 ألف مشرد بفيضانات مفاجئة في الصومال
وأدت فيضانات مفاجئة ضربت مناطق جنوب غرب الصومال إلى مصرع أكثر من عشرين شخصا وتشريد مئات الآلاف، وفق ما أفاد مسؤول، في الوقت الذي تجتاح فيه الأمطار الغزيرة الناتجة من ظاهرة النينو شرق أفريقيا.
ومنذ بداية الشهر، تسببت الأمطار الغزيرة في الصومال وكينيا وإثيوبيا المجاورتين بحدوث انزلاقات أرضية وغمر قرى ومزارع بالمياه.
وتأتي هذه الفيضانات في أعقاب أسوأ موجة جفاف تشهدها الصومال وأجزاء من إثيوبيا وكينيا منذ أربعة عقود.
وقال محمد معلم عبدالله، رئيس وكالة إدارة الكوارث الصومالية في وقت متأخر الثلاثاء: "لقد حذرنا في وقت سابق من هذه الأمطار وتوقعنا هذا الوضع".
وأضاف أن ما لا يقل عن 29 شخصا لقوا مصرعهم وتأثر نحو 850 ألفا آخرين، بينهم أكثر من 300 ألف اضطروا إلى ترك منازلهم.
وكانت المناطق الأكثر تضررا في جنوب غرب الدولة الواقعة في القرن الأفريقي والتي تعاني من الاضطرابات ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الأربعاء، إن جهود الإنقاذ تأخرت بسبب الطرق المقطوعة.
وأضاف على منصة "إكس" أن الطرق التي يتعذر الوصول إليها والمركبات العالقة ليست سوى بعض التحديات التي يواجهها عمال الإغاثة في الصومال.
وأشار إلى أن الجهود المشتركة التي تبذلها وكالات الإغاثة "تسابق الزمن" لإنقاذ 2400 شخص محاصرين بسبب مياه الفيضانات في بلدة لوق، على الطريق الذي يربط الحدود الصومالية الإثيوبية مع بيدوا.
وتعد الصومال من أكثر البلدان عرضة للتغير المناخي، ولكنها غير مجهزة للتعامل مع الكوارث.
وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إن ظاهرة النينو التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية من المتوقع أن تستمر حتى نيسان/أبريل 2024 على الأقل.
أما المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فقد شددت على أن هذه الظاهرة تحدث في سياق التغير المناخي السريع.
ولقي ما لا يقل عن 15 شخصا مصرعهم في كينيا بسبب الفيضانات المفاجئة، كما قُتل 20 شخصا وأُجبر 12 ألفا على النزوح في المنطقة الصومالية بإثيوبيا.
وفي الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 1997 ويناير/كانون الثاني 1998، أدت الفيضانات بسبب ظاهرة النينو إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص في خمسة بلدان في القرن الأفريقي.
ولقي ما لا يقل عن 1800 شخص مصرعهم في الصومال عندما فاض نهر جوبا.