مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا.. باتيلي يستعرض محاور مُبادرته بشأن الانتخابات

نشر
الأمصار

أكد الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "عبدالله باتيلي"، سعيه لدفع العملية السياسية في هذه المرحلة عبر انخراط الأطراف الخمسة الرئيسية في الحوار، وهم رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، وقائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، ورئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي، لتمثيل المناطق الثلاث الرئيسية في ليبيا، لكنه نبه إلى أن مساعيه تواجه بـ«الكثير من المقاومة»، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد.

وفي آخر مبادراته الرامية لحل الأزمة سياسي، كشف باتيلي في مقابلة مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية، السبت، إعلانه في 23 نوفمبر عن صياغة اقتراح جديد بعد مناقشات متعمقة مع جميع الأطراف المعنية.

باتيلي يستعرض محاور مبادرته بشأن الانتخابات

وقدم باتيلي محاور مبادرته، حيث طلب من جميع المسؤولين تعيين ممثلين سيكونون مسؤولين عن المشاركة نيابة عنهم في الاجتماع التحضيري الذي يهدف لمراجعة جميع النقاط العالقة التي لا تزال تمنع تنظيم الانتخابات من أجل الإعداد لمؤتمر يشارك فيه القادة أنفسهم. ويعتقد المبعوث الأممي أن هذا يعد تقدمًا لأنها المرة الأولى منذ فشل انتخابات ديسمبر 2021 التي يجرى فيها وضع إطار دستوري وقانوني لتنظيم الانتخابات.

ولضمان أن تظل هذه العملية شاملة قدر الإمكان، أكد باتيلي إجراءه في الوقت نفسه مقابلات مع أعضاء مؤثرين آخرين في المجتمع الليبي لضمان أخذ مقترحاتهم في الاعتبار، ويشمل ذلك ممثلي الأحزاب السياسية والجهات العسكرية والأمنية والأعيان وزعماء القبائل والأكاديميين وأيضًا ممثلين عن المجتمع المدني وخاصة النساء والشباب.

وعاد المبعوث الأممي إلى القوانين الأخيرة التي أصدرتها لجنة «6+6» وأصدرها مجلس النواب، وقال إن من بين ما نصت عليه تشكيل حكومة موحدة قبل تنظيم الانتخابات. غير انه استدرك بالقول: «لا يوجد اتفاق بين مختلف الجهات على ذلك، لذا يعتزم مجلس النواب تعيين هذه الحكومة». وفي رأيه فإن «المشكلة أن مجلس النواب فعل ذلك بالفعل من خلال إنشاء حكومة فتحي باشاغا، ولم تنجح على الإطلاق».

باتيلي: المشكلة في ليبيا تتمثل في غياب جيش وطني يمكنه السيطرة على كل المناطق

وفي الملف الأمني، أفاد المبعوث بأن المشكلة في ليبيا تتمثل في «عدم وجود جيش وطني موحد يمكنه السيطرة على كل المناطق»، وقال: «تلعب الميليشيات دورًا مهيمنًا، خاصة في الغرب الليبي، وفي الشرق، يتواجد جيش خليفة حفتر، ولكن هناك أيضًا توترات. وفي الجنوب، تجوب مجموعات من المرتزقة غالبًا ما يعززها رجال من الدول الثلاث المجاورة النيجر وتشاد والسودان.. ولم يعد السكان يريدون كل هذا»، وفق قوله.

وكشف عن الشروع في حصر المجموعات المسلحة وتقييم عددها ونوعية أسلحتها والمناطق التي تعمل فيها بهدف تنظيم انسحابها وتأمين جنوب البلاد من توغلاتها، منبهًا إلى «الحصول على نتائج مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالحفاظ على وقف إطلاق النار».

باتيلي ينتقد ما يجري في ملف إعادة الإعمار

وتطرق باتيلي إلى الفيضانات العارمة التي شهدتها درنة والتي تسببت في مقتل الآلاف متأسفًا لكون كارثة هذه المدينة من أعراض الوضع القائم في البلاد، وتابع: «عندما ضربت العاصفة المدينة هرع العالم كله للمساعدة وأظهر سكان المناطق الليبية الأخرى تضامنهم، لكن الطبقة السياسية كانت غير قادرة على الاتحاد والتنسيق».

وانتقد المبعوث الأممي ما يجري في ملف إعادة الإعمار، فعلى الرغم من امتلاك ليبيا الوسائل والإمكانات المادية، غير أنه «مرة أخرى، كل شخص يتصرف في زاويته الخاصة. تعلن كل سلطة ميزانية مخصصة للعملية وتطالب البنك المركزي بنصيبها منها الأمر الذي يدل على عدم الشعور بالمسؤولية لدى الطبقة السياسية».

باتيلي يُقر بصعوبة مُهمته في ليبيا

وبعد مضي أكثر من عام على توليه قيادة البعثة أقر باتيلي بصعوبة المهمة، معلقًا «لقد فعل أسلافي ما في وسعهم وأنا بنفسي سأبذل قصارى جهدي»، وأكد أنه «سيحاول تنظيم انتخابات لكن الأمم المتحدة لا تريد أن تؤدي هذه العملية إلى مزيد من عدم الاستقرار أو إلى إراقة مزيد الدماء»، وفق تعبيره.

وشدد على ضرورة أن «يقرر الليبيين لوحدهم، ولكن لكي يحدث هذا، يجب على قادة هذا البلد أن يقرروا تحمل مسؤولياتهم. هذا هو المطلوب وليس كما يرددون مرارًا وتكرارًا بأن التدخلات الخارجية تمنع ليبيا من الخروج من الأزمة التي تعاني منها منذ 12 عامًا».