حي الشجاعية بمدينة غزة.. لماذا يطالب الاحتلال بإخلاؤه
ظهر اسم حي الشجاعية بمدينة غزة من جديد ضمن أبرز الأحياء التي طالبت إسرائيل اليوم بإخلائها، وهو من أكبر أحياء مدينة غزة، ويقع إلى الشرق مباشرة من مدينة غزة وينقسم إلى قسمين الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (اجديدة).
بُنى حي الشجاعية بمدينة غزة خلال عهد الأيوبيين، وينسب في تسميته إلى «شجاع الدين عثمان الكردي» الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين سنة 637 هجري/1239 ميلادي وانتصر المسلمون في هذه المعركة وكان بعد معركة حطين يسكنه حوالي 100،000 نسمة.
ويحتوي حي الشجاعية بمدينة غزة على العديد من الهياكل القديمة والمساجد والمقابر، وتبعد مقبرة الحرب العالمية الأولى 2 كيلومتر (1.2 ميل) إلى الشمال من المركز التجاري في الحي.
تلة المنطار
تعتبر أبرز معالم حي الشجاعية بمدينة غزة تلة المنطار والتي تقع إلى الشرق من مدينة غـزة، وترتفع بنحو (85) مترًا فوق مستوى سطح البحر، من هنا جاءت أهميتها كموقع استراتيجي عسكري، وكمفتاح لمدينة غـزة عسكرت عليه جنود نابليون بونابرت حيث قتل فيها آلاف من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أمام تصدي القوات الثمانية، دفنوا جميعًا في "مقبرة الحرب العالمية الأولى" في غـزة.
وأصبح «تل المنطار» علمًا تلتف حوله جميع القبائل العربية، التي عززها القائد صلاح الدين بجنده من قبائل التركمان والأكراد والخوارزميين، وأقطعها الأراضي الواقعة إلى الشرق من غزة، وبخاصة تلك الواقعة بينها وبين «تل المنطار» لتصبح النواة لتأسيس «حي الشجاعية» بقسيمه «التركمان».
السكان والتاريخ
يعود تاريخ حي الشجاعية إلى الفترة الأيوبية في غزة، وتم تسميته نسبة إلى شجاع الدين عثمان الكردي، وهو القائد الأيوبي في غزة الذي استشهد في القتال ضد الصليبيينن وخلال القرون الوسطى، كانت المنازل في الحي بناؤها سيء جدا، وكانت طرقها ضيقة وغير معبدة. ومع ذلك فأن في الحي العديد من المساجد التي تم بناؤها بشكل رائع، مثل مسجد عثمان بن عفان الذي بني في القرن 14.
كانت القوات الإسرائيلية قد أجّلت معركتها في حي الشجاعية بمدينة غزة وجباليا إلى مرحلة متأخرة؛ وبدأتها بشكل تدريجي خلال الأيام الماضية.
المعركة المؤجلة
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الترسانة الأقوى لحركة حماس، والعدد الأكبر من عناصرها، في منطقة الشجاعية وجباليا، والتي تُوصف بأنها معاقل الحركة. ومن ثم، فإن إسرائيل ترى أن المعركة لن تكون سهلة، وستمر بالكثير من التعقيدات.
وبينما أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل ضابطين وثلاثة جنود خلال اشتباكات دارت مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، أبلغ شهود عيان وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن القوات الإسرائيلية تستهدف مربعات سكنية بأكملها في المنطقتين وتسوّيها بالأرض لفتح الطريق أمام آلياتها.
ثأر قديم
أهالي الشجاعية، العارفون بما دونته كتب التاريخ عن حيّهم، يصفونه بأنه حارس بوابة قطاع غزة، وفي شمال الحي، هناك مقبرة الحرب العالمية الأولى، التي دفن فيها آلاف الجنود.
يذكّر القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل أهالي قطاع غزة بتلك المقبرة؛ فهم يخشون تحول الحي بأكمله إلى مقبرة لأهله ممن فضلوا البقاء في منازلهم على النزوح.
ويعتقد أهالي الشجاعية أن مسألة تدمير حيّهم هي مسألة ثأر قديم، بعد أن نجحت الفصائل الفلسطينية عام 2014 في أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في الحي.