مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إصابات بالعمى وقتلى بالمئات.. خسائر إسرائيل في حرب غزة

نشر
الأمصار

دخلت الحرب القائمة الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثالث، وسط تصاعد المخاوف على مصير آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث نزح 85% من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وشبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في القطاع بأنه "جحيم على الأرض".

إصابة جنود الاحتلال بالعمى
 

كشفت وسائل إعلام عبرية، أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرضوا لإصابات بالغة في العين، وصل بعضها إلى حد العمى الكلي أو الجزئي نتيجة للانفجارات في قطاع غزة خلال المعارك الدائرة هناك، حيث فقد بعضهم البصر تمامًا.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن أكثر من 100 جندي إسرائيلي أصيبوا بالعمى الجزئي أو التام بسبب انفجارات في شمال قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية في القطاع، مؤكدة أن الجنود أصيبوا في أعينهم إصابات بالبغة، وصل بعضها إلى الإصابة بالعمى الجزئي أو الكلي، وسط حالة من الذعر بين الجنود.

وحسب تقرير هيئة البث الإسرائيلية، فإن الانفجارات العنيفة التي وقعت شمال قطاع غزة على مدار الشهرين الماضيين، أدت إلى حدوثت حالات من العمى بين جنود الجيش الإسرائيلي، خلال المعارك العنيفة التي شهدها القطاع.

وقالت مسؤول صحي بوزارة الصحة الإسرائيلية، إن إصابات الجنود بالعمى، نتيجة تلقي الشظايا والأعيرة النارية أو الجروج الناجمة عن طلقات النار، مشيرة إلى أن من بين 10 إلى 15% أصيب بالعمى في إحدى العينين أو العينين.

هذا خلافًا لعمليات القنص المتقنة التي ينفذها عناصر المقاومة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي حتى وهم متحصنيين داخل دباباتهم ومدرعاتهم يتعرضون لعمليات قنص دقيقة، وهو ما تسبب بوقوع إصابات في صفوفهم، كان منها ضربات قاتلة في العين مباشرة أسفرت عن مقتل من تعرضوا لها.

إصابة جنود الاحتلال بالأمراض النفسية
 

وألقت حرب غزة بظلالها على جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تأثر قطاع كبير من جنود الاحتلال بعوامل نفسية واضطربات كبيرة نتيجة للحرب في غزة والاشتباك مع عناصر المقاومة الفلسطينية، وحسب ما جاء في الإعلام العبري، فقد صُنّف نحو 2000 فرد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم مصابون ومتضررون جراء المعارك العنيفة التي تدور في قطاع غزة منذ بداية عملية طوفان الأقصى.

وتقول هيئة البث الإسرائيلية، إن المتضررين جراء هذه المعارك في قطاع غزة، مروا بحوادث كبيرة مثل حالات إطلاق النار، أو خوض معارك مع الفصائل الفلسطينية، أو إصابتهم في هذه المعارك، أو مشاهدة زملائهم الذي تعرضوا لضربات عنيفة، مما أسفر عن تراجع مستواهم وأثر على مستوى الخدمة العسكرية لهؤولاء الجنود، وظهرت عليهم أعراض مثل: الخوف والصمت والانزواء والضغط النفسي أو شعور عام صعب يرافقهم.

وجاء في التفاصيل، أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، وأمراض عقلية ونفسية وحالة من الرعب والانهيار واضطرابات في النوم والانزواء واضطراب في الأكل والسلوكيات العامة للجنود، نتيجة لما تعرضوا له في قطاع غزة، خاصة بعد بدء الاقتحام البري للقطاع.  

وافتتح جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر الماضي مركزين علاجيين للصحة النفسية، ومركز توجيهات ورعاية صحية عبر الهاتف؛ من أجل تجنيد أخصائيين وأطباء نفسيين من قوات الاحتياط لمواجهة هذه الأزمة التي ضربت الجيش وتقديم العلاج للمصابين للحد من مخاطر الأزمة، وفقًا لما جاء في تقارير رسمية إسرائيلية. 

الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى جراء الحرب
 

والخسائر الاقتصادية ليست حجر على غزة والدول المجاورة فقط بل بدأت تطيح بالاقتصادي الإسرائيلي نفسه، إذ قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OCED"، إن حرب غزة لها تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الاقتصاد كان يبلي بلاء حسنا قبل الحرب، وأن التقديرات تشير إلى أن تأثير الصراع سيتركز على نحو كبير في الربع الأخير من 2023 مما سيؤدي إلى تباطؤ مؤقت لكنه واضح للنشاط الاقتصادي في إسرائيل.

وذكرت المنظمة أن الأثر الاقتصادي للصراع الآخذ في التطور يتسم بعدم اليقين بشكل كبير ويتوقف على مدة الصراع ونطاقه وشدته، مشيرة إلى أن الاضطرابات على جانب العرض بسبب الوضع الأمني والتراجع الواضح في القوى العاملة المدنية إلى جانب ضعف الثقة في الاقتصاد سيؤديان بشكل رئيسي إلى التأثير على الاستهلاك الخاص والاستثمار.

وتوقعت المنظمة تباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي، الذي بلغ 6.4% العام الماضي، إلى 2.3% في 2023، و1.5% في 2024 قبل أن يتعافى إلى 4.5% في 2025. فضلا عن ذلك تقول المنظمة إن ثقة المستهلكين والشركات في الاقتصاد الإسرائيلي تهاوت في أكتوبر.

وأضافت أن البلاد تعاني نقصا شديدا في العمالة وذلك بسبب استدعاء جنود الاحتياط للخدمة وإجلاء السكان القريبين من الحدود مع قطاع غزة ولبنان وغياب الوالدين عن العمل بسبب توقف العملية التعليمية ونقص العمالة الفلسطينية ورحيل العديد من العاملين الأجانب عن البلاد، علاوة على ذلك ارتفع بشكل ملحوظ عدد العاملين الذين منحوا إجازات إلزامية من العمل، بسبب إغلاق مؤقت للأنشطة على سبيل المثال، وانخفضت فرص العمل المتاحة بشكل حاد في أكتوبر.

وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي عن بنك "جيه بي مورغان تشيس"، قال فيه إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، مع تصاعد الحرب على قطاع غزة، وكانت آخر مرة سجلت فيها إسرائيل هذا الانكماش خلال عام 2020، مع إغلاق الاقتصاد بسبب تفشي جائحة كورونا.