أسرار 5 مشاهد مستفزة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة
دارت على هامش معارك جيش الاحتلال الإسرائيلي والقتال الدائر على الأرض في شمال وجنوب غزة، حرب من نوع آخر على مواقع التواصل.
فقد فجرت مشاهد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يفتشون منازل السكان في غزة، وأخرى يدمرون فيها دمى بلاستيكية بمتجر للألعاب، أو يحاولون حرق إمدادات الطعام والمياه في شاحنة مهجورة، فيما تحلق آخرون للرقص مرددين شعارات عنصرية، صداعاً في رأس القيادات في إسرائيل.
غيض من فيض
إذ شكلت هذه الفيديوهات غيضا من فيض المقاطع التي انتشرت خلال الأيام الماضية لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يتصرفون بصورة مهينة ومستفزة في غزة، ما سبب حرجاً للقيادات الأمنية التي تواجه أصلا انتقادات دولية بسبب تكتيكاتها العنيفة وارتفاع عدد القتلى المدنيين في الحرب على غزة، وفق ما أفادت وكالة أسوشييتد برس.
فيما تعهد الجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات تأديبية تجاه ما قال إنها مجموعة من الحالات الفردية.
مزاج عام
لكن المنتقدين اعتبروا أن هذه المقاطع الجديدة، التي تم تجاهلها إلى حد كبير في إسرائيل، تعكس مزاجا وطنيا داعما إلى حد كبير للحرب في غزة، وسط تعاطف محدود مع محنة المدنيين في غزة.
وفي هذا السياق، قالت درور سادوت، المتحدثة باسم منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، التي توثق منذ فترة طويلة الانتهاكات من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين "التجرد من الإنسانية في رأس السلطة يمتد ليصل إلى الجنود".
من جهته، قال غسان الخطيب، الوزير الفلسطيني السابق ومفاوض السلام، الذي يدرس العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، "”في السابق، كان هناك أشخاص مهتمون برؤية وجهتي النظر، أما الآن فكل جانب منغلق على نفسه ولا يرى سوى روايته الخاصة، ومعلوماته الخاصة، وقواعده الخاصة، ومنظوره الخاص "
"لا مشكلة أخلاقية"
بدوره رأى عيران هالبرين، الأستاذ في قسم علم النفس بالجامعة العبرية، أنه "خلال الحروب السابقة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، كان هناك المزيد من الإدانة لهذا النوع من الصور والمقاطع المصورة داخل المجتمع الإسرائيلي".
لكنه أضاف أن هجوم السابع من أكتوبرالذي كشف عن نقاط ضعف وإخفاقات كبيرة داخل الجيش، تسبب في صدمة للإسرائيليين بطريقة لم تحدث من قبل". وتابع قائلا "عندما يشعر الناس بأنهم تعرضوا للإهانة، فإن إيذاء مصدر هذا الإذلال لا يمثل مشكلة أخلاقية بالنسبة لهم. وعندما يشعر الناس أن وجودهم مهدد، فإنهم لا يملكون القدرة الذهنية على التعاطف أو تطبيق الأحكام الأخلاقية عند التفكير في العدو"، وفق قوله
إحراق مساعدات
يشار إلى أن تلك المقاطع المسجلة التي انتشرت مؤخراً كان التقطها الجنود أنفسهم أثناء وجودهم في غزة.
وفي أحد تلك الفيديوهات بدا بعض الجنود يركبون دراجات هوائية وسط الأنقاض.
وفي مقاطع أخرى، صور أحد الجنود خزانة للملابس الداخلية عثر عليها في منزل بغزة.
كذلك، بينت مشاهد ثالثة جنديا يحاول إشعال النار في مساعدات الغذاء وإمدادات المياه النادرة في غزة.
كما أظهرت فيديوهات جنود ينهبون متجرا لألعاب الأطفال في مخيم جباليا شمالي غزة، حيث حطم جندي بعض الألعاب، وقطع رأس تمثال بلاستيكي.
"دعونا نمحو غزة"
وفي صورة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل، وقف جندي بجوار كلمات مكتوبة باللون الأحمر على مبنى تقول "بدلا من محو الكتابة على الجدران، دعونا نمحو غزة".
كما أظهر مقطع مسجل مصور نشره الإعلامي الإسرائيلي المحافظ ينون ماغال على موقع إكس، تويتر سابقا، عشرات الجنود يرقصون في دائرة، على ما يبدو في غزة، ويغنون أغنية تتضمن عبارة: ”غزة جئنا لننتصر. نحن نعرف شعارنا.. كلهم مذنبون".
فيما لقي التسجيل، الذي حصل عليه ماغال من فيسبوك، ما يقرب من 200 ألف مشاهدة على حسابه كما تمت مشاركته على نطاق واسع على حسابات أخرى.
نشيد ناد لكرة القدم
والأغنية عبارة عن نشيد نادي "بيتار القدس" لكرة القدم، والذي يمتلك مشجعوه المتشددون تاريخا من المشاكسات والهتافات العنصرية ضد العرب".
يشار إلى أن تلك المقاطع ظهرت بعد أيام قليلة من تسريب صور وفيديوهات لفلسطينيين احتجزوا في غزة، بعد أن جردوا من ملابسهم، وعصبت أعينهم وقيدت أيديهم، ما لفت انتباه المجتمع الدولي برمته!