توترات البحر الأحمر تضرب سلاسل التوريد.. الاقتصاد العالمي في خطر
يشهد البحر الأحمر حالة من الاضطرابات التي تسببت في التأثير السلبي على مسارات سلاسل الإمداد العالمية.
فقد قالت مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه سي.جي.إم) اليوم السبت إنها أوقفت عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على سفن تجارية في المنطقة.
وقالت المجموعة ومقرها مرسيليا في بيان: "الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد".
وأضافت: "لذلك قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (سي.إم.إيه سي.جي.إم) في المنطقة التي من المقرر أن تمر من البحر الأحمر بالوصول إلى مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها في مياه آمنة فوراً حتى إشعار آخر".
وأمس الجمعة، قال متحدث باسم شركة "إيه.بي مولر ميرسك"، إن الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأضافت الشركة في بيان: "في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته سفينة ميرسك جبل طارق الخميس الماضي، والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر".
وكانت الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في البحر الأحمر ساخنة، مع تصاعد هجمات ميليشات الحوثيين التي تستهدف السفن التجارية التي تمر من هذا الممر المائي الاستراتيجي في العالم.
وازدادت المخاوف من تأثير هذه الاضطرابات على مسارات سلاسل الإمداد العالمية.
وفي سياق متصل، أعلنت إحدى شركات الشحن الألمانية، ظهر الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول عن أنها تدرس إيقاف الإبحار بصورة مؤقتة في البحر الأحمر، على خلفية التوترات التي تشهدها المنطقة، قبل أن تعلن بعدها بساعات عن إيقاف رحلاتها حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول. وقال متحدث باسم شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd -التي تسيطر على حوالي 7% من أسطول سفن الحاويات العالمي- إن الشركة تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن. ثم أعلن بعد ذلك عن قرار الشركة الذي تم اتخاذه عقب تعرض أحد سفنها لهجوم بالقرب من اليمن، والمرتبط بالتوقف عن الرحلات هناك حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
ويُعد مضيق باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن 12 بالمئة من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023 وكذلك ثمانية بالمئة من تجارة الغاز الطبيعي المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.
سلسلة هجمات
وكانت مليشيات الحوثي في اليمن أعلنت في وقت سابق، السبت، تنفيذ عملية عسكرية واسعة "على أهداف حساسة في منطقة إيلات جنوب إسرائيل بدفعة كبيرة من الطائرات المسيرة".
وأكدت مليشيات الحوثي في اليمن، استمرار عملياتها العسكرية ضد إسرائيل "حتى يتوقف عدوانه على قطاع غزة".
وهذا أحدث هجوم لمليشيات الحوثي في اليمن، في البحر الأحمر ونحو إسرائيل ضمن سلسلة من الهجمات الحوثية الذي استهدفت سفن الشحن في البحر الأحمر واسرائيل بدعوة نصرة غزة.
في 15 ديسمبر/كانون الأول تبنت مليشيات الحوثي في اليمن قصف سفينتي حاويات(MSC Alanya إم إس سي ألانيا "و"MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) "بصاروخين بحريين".
في 14 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت مليشيات الحوثي في اليمن، استهداف سفينة الحاويات "ميرسيك، جبل طارق" بطائرة مسيرة، مؤكدة ان الإصابة كانت مباشرة.
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول، تبنت مليشيات الحوثي في اليمن، عملية استهداف ناقلة نفط نرويجية تدعى "ستريندا" بصاروخٍ "بحريٍّ"، فيما أسقطت فرقاطة فرنسية (فريم لانجدوك) طائرة مسيرة كانت تهدد ناقلة النفط النرويجية (ستريندا) ضمن هجوم جوي معقد للحوثيين.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول، أسقطت البحرية الأمريكية طائرة مسيرة قادمة من منطقة مليشيات الحوثي.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول، نفذت مليشيات الحوثي في اليمن 4 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد 3 سفن في البحر الأحمر وهى "نمبر 9"، "أم في سوفي"، "يونيتي إكسبلور"، وهذه الأخيرة مملوكة لبريطانيا بالتزامن مع إسقاط مدمرة أمريكية طائرات مسيرة تابعة للحوثيين كانت متجهة في اتجاهها.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أسقطت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية أسقطت طائرة دون طيار - من طراز KAS-04 إيرانية الصنع بالقرب من مضيق باب المندب.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت مليشيات الحوثي في اليمن اختطاف سفينة الشحن غلاكسي ليدر واقتيادُها إلى قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر في عملية قرصنة أثارت تنديد أممي وأمريكي باعتبارها "تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ".