مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أمير القصة القصيرة.. لمحات من حياة الراحل يوسف إدريس في الذكرى الثلاثين لرحيله

نشر
الأمصار

أديب مسرحي وقاص مصري، بدأ حياته كطبيب وأنهاها ككاتب، ناهض الاستعمار البريطاني لمصر وشارك الجزائريين معارك استقلالهم.

يوسف إدريس الأديب العظيم، الذي عمل صحفيًا ونشر العديد من المقالات في صحيفتي المصري وروز اليوسف، وحاز على عدة جوائز خلال مسيرته المهنية كأديب، وكانت له مواقف سياسية صريحة تنتقد الوضع السياسي بشكلٍ كبير.

وُلد يوسف إدريس في قرية البيروم- محافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية في 19 مايو 1927.

كان والده كثير التنقل في ربوع مصر، إذ كان يعمل في استصلاح الأراضي، وفي صغره كان يوسف إدريس مغرمًا بعلوم الكيمياء ويحلم بأن يصبح طبيبًا، وقد دفعه ذلك للتفوق والالتحاق بكلية الطب.

اشترك يوسف إدريس خلال سنوات دراسته في المظاهرات المعادية للاحتلال البريطاني، وللملك فاروق.

اختير سكرتيرًا تنفيذيًا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة عندما بدأ بإصدار المجلات الطلابية الثورية.

وكتب أولى قصصه القصيرة التي لاقت إعجاب زملائه الطلاب، وعمل بعد تخرجه طبيبًا بالقصر العيني بين عامي 1951-1960، ثم طبيبًا نفسيًا، ثم عمل صحفيًا محررًا في جريدة الجمهورية.

كان غزير الثقافة واسع الاطلاع حتى أنه من الصعب الحكم عليه أنه تأثر بأحد مصادر ثقافته أكثر من الآخر، فقد اطلع على الأدب العالمي بشكلٍ واسع وخاصةً الروسي، قرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كانت له قراءاته في الأدب الآسيوي، حيث قرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين.

مما أخذه النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرًا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعضٍ منه، هذا من ناحيةٍ أدبية وفنية وثقافية عامة ساهمت في تشكيل وعيه العقلي والأدبي.

ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه هذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته لأجواء هذه المهنة الإنسانية، كان له الأثر البالغ في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعل منه إنسانًا شديد الحساسية وشديد القرب من الناس وذو قدرة على التعبير عنهم، حد أنه بالإمكان القول إنه يكتب من داخلهم وليس من داخل نفسه.

عام 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال، وحارب في معارك استقلالهم ستة أشهر.

وبعد أن أصيب بجروح أهداه الجزائريون وسامًا إعرابًا منهم عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم ثم عاد إلى مصر.

حصل على وسام الجمهورية عام 1963، واعتُرف به ككاتب من أهم كتّاب عصره، إلاّ أنّ النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلّصه من انشغاله بالقضايا السياسية، فظل مثابرًا على التعبير عن أرائه المعارضة للنظام، وظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر في القاهرة و بيروت.

عام 1972، اختفى من الساحة العامة على إثر بعض التعليقات العلنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات، ولم يعد للظهور إلا بعد حرب
أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.

سافر عدة مرات إلى معظم العالم العربي وزار بين 1953 و1980 كلاً من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلاند وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا. هو عضوٌ كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي.

من التكريمات التي حاز عليها وسام الجزائر ووسام الجمهورية وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

من أعماله الأدبية: أليس كذلك، أرخص ليالي، قاع المدينة، البطل. ومن مسرحياته: اللحظة الحرجة، الفرافير، المهزلة الأرضية.

دعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، لكنه عبر عن خيبة أمله فيه.