مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ارتفاع في الأسعار وحروب.. من أبرز تحديات عام 2024

نشر
الأمصار

يقرر عام 2023 الرحيل، ليأتي عام 2024 حاملا على أكتافة حصاد عام من أقسى الأعوام.

وفي الحقيقة أن عام 2023 لم يقصر في ما كل أتى به من أحداث دموية ومأسوية وإنسانية سببت جروح لبلدان العالم من تضخم في الأسعار وزلازال مدمرة وانفجارات وحروب في عدة دول.

وقد فرض على العام الجديد أن يبدأ حافلا بالتحديات الصعبة، والمخاطر الحاملة لحروب مدمرة إن لم تنتصر لغة الحوار والمناقشة في حلها أو حتى تهدئتها بصورة دائمه.

أهم التحديات التي تواجهها 2024

التضخم في الأسعار

وقد استهل عام 2023 بارتفاع الأسعار الغير طبيعي والجنوني على أنحاء العالم، حيث ضرب التضخم كل البلاد .

وكانت بداية عام 2023 هي حصادا للعامين الذين سيبقاه ، وقد عانى العالم فيهم من جائحة فيروس كورونا، إذ استمرت الحكومات والبنوك المركزية في دعم الشركات التي أغلقت أبوابها والأسر بتريليونات الدولارات مما زاد من التضخم في البلاد.

وخلال العام الجاري، عانى الناس في شتى أنحاء العالم من التضخم بمستويات لم تُسجل منذ عقود مع ارتفاع أسعار سلع وخدمات ضرورية مثل الطعام والتدفئة والنقل والإقامة. 

وعلى الرغم من أن ذروة التضخم ربما تلوح في الأفق، فإن آثاره قد تزداد سوءا.

ثم بدأت روسيا حربها ضد أوكرانيا في فبراير 2022 وأدت العقوبات الغربية على أكبر مصدر للنفط والغاز إلى ارتفاع أسعار الوقود.

يُعرف التضخم بأنه "ضريبة على الفقراء" لأنه يؤثر على ذوي الدخل المنخفض، وقد أدى تضخم في خانة العشرات إلى زيادة التفاوت وعدم المساواة في أنحاء العالم. ففي حين يمكن للمستهلكين الأكثر ثراء الاعتماد على المدخرات التي تراكمت خلال عمليات الإغلاق إبان الجائحة، يجد آخرون صعوبة في تغطية نفقاتهم ويعتمد عدد متزايد على بنوك الطعام.

وتهيمن مخاوف تكاليف المعيشة على سياسات الدول الغنية، وفي بعض الحالات يُغض الطرف عن أولويات أخرى.

شرعت البنوك المركزية في أنحاء العالم في رفع أسعار الفائدة رفعا حادا لتهدئة الطلب وترويض التضخم. 

-التصعيد في غزة “عمليّة طُوفان الأقصى”

تسمى عمليّة طُوفان الأقصى، وفي إسرائيل عمليّة السُّيُوف الحديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة، أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ويشار إليها بشكل غير رسمي باسم معركة السابع من أكتوبر.

غزة

هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت ( 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 م)، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل».

بدأت عمليَّة طُوفَان الأقصى عبر هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من المُقاومين عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.

في 9 أكتوبر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادته السيطرة على جميع البلدات الّتي استولت عليها فصائل المُقاومة الفلسطينيَّة في غِلاف قطاع غزّة مع استمرار بعض المناوشات المُتفرقة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء ما أسمَاه حصاراً شاملاً على غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود.

-الحرب على أوكرانيا

في 24 فبراير 2022، بدأت روسيا غزوا عسكريا واسعا لأوكرانيا، وشنت هجمات تسببت في مقتل وإصابة مدنيين، وألحقت أضرارا بالمباني المدنية، بما فيها المستشفيات، والمدارس، والمنازل. وقعت هجمات عشوائية تنتهك قوانين الحرب وقد ترقى إلى جرائم الحرب. بحلول نهاية الأسبوع الأول من الأعمال العدائية، كان قد فر أكثر من مليون شخص في أوكرانيا من منازلهم، ولجأ الكثير منهم إلى خارج أوكرانيا. في روسيا، وصلت الرقابة إلى مستويات جديدة، حيث منعت السلطات الوصول إلى العديد من المواقع الإعلامية المستقلة على أساس منشوراتها حول الحرب، وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة الرئيسية. اعتُقل تعسفا آلاف المتظاهرين المناهضين للحرب في جميع أنحاء روسيا خلال الأسبوع الأول من الحرب. على الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بذل كل ما في وسعهم لضمان المرور الآمن والمعاملة العادلة لجميع المدنيين الفارين من أوكرانيا.

ولعل ما يحدث على جبهة غزة يجري ولو بشكل مختلف في الحرب الروسية - الأوكرانية في ظل انتظار حلف الناتو موافقة تركيا على ضم السويد بعد فنلندا إلى عضويته، وهو ما سيعزل روسيا من جهة بحر البلطيق، فيما تسعى موسكو إلى عزل كييف عن البحر الأسود.

-حرب السودان

اشتباكات السودان 2023 أو نزاع السودان 2023 هو نزاعٌ مسلَّحٌ بدأ في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحتَ قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). تركّزت الاشتباكات في يومها الأول في العاصمة الخرطوم (ولاية الخرطوم) وخصوصًا في محيطِ القصر الرئاسي وفي مطار الخرطوم الدولي لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن وبلدات أخرى تقعُ في ولايات ثانية وتحديدًا الولاية الشمالية و‌ولايات دارفور (الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب). 

السودان

تسبَّبت هذه الاشتباكات في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها حتى الـ 22 من نيسان/أبريل مقتل حوالي 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكادُ تصل الضعف بحيثُ شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرَفين المتحاربين مع توقّعات بأنّ الأرقام أكبر بكثير في ظلّ استمرار المعارك وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة من على الأرض.

بدأَ هذا النزاع بهجماتٍ خاطفة شنتها قوات الدعم السريع على مواقع حكومية رئيسية في العاصمة وذلك بعد أيامٍ من الاستعداد وحشدِ القوات، فيما ردَّت القوات المسلحة السودانية عبر جيشها على الأرض واستعملت سويعات من بداية الاشتباكات الطيران الحربي فضلًا عن قوات المدفعيّة لصدّ هجمات الدعم السريع وشنّ هجمات مماثلة وأخرى هجوميّة في مناطق مختلفة من ولاية الخرطوم ومن ولايات أخرى. 

تميّزت هذه الاشتباكات في أسبوعها الأول بتبادل الاتهامات بين الطرفين المتناحرين وبتضارب الأنباء حيثُ أعلن الطرفين سيطرتهما على العديد من المواقع الحكومية الرئيسية بما في ذلك القصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي وتلفزيون السودان ومواقع أخرى، لكنّ الوضع على الأرض ظلَّ متأرجحًا  وفي شدّ وجرٍ بين الطرفين دون تغيير حقيقي أو مؤثر في أماكن السيطرة.

تبادلَ الطرفين كذلك الاتهامات بخصوص تلقّي دعمٍ خارجي، حيث ذكرت قوات الدعم السريع في بيانٍ لها يوم الـ 16 من أبريل أن قواتها تعرّضت لقصفٍ من طائرة أجنبيّة في بورتسودان، فيما ذكر الجيش السوداني في الـ 18 من أبريل رصده لدعم محليّ وإقليمي حصلت عليه قوات الدعم السريع. مع استمرار المعارك ودخولها اليوم العاشر، قامت عشرات الدول العربيّة والأوروبيّة والولايات المتحدة ودول أخرى بعمليّات إجلاء وإخلاء لبعثاتها الدبلوماسيّة ولمواطنيها من العاصمة الخرطوم ومن مدن أخرى في السودان.

كل ما سبق يجعل عام 2024 عاما حافلا بالتحديات الصعبة، والمخاطر الحاملة لحروب مدمرة إن لم تنتصر لغة الحوار والعقل على النزعات الصدامية والأيديولوجيات الراديكالية التي تحولت على أرض الواقع إلى أيديولوجيات قاتلة.