مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مسار الفائدة في 2024.. العالم يترقب أخطر 8 اجتماعات لـ«الفيدرالي الأمريكي»

نشر
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تسلح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي"، في معركة التضخم بسياسة نقدية تشددية لبلوغ مستهدف الـ2%، وكانت الفائدة المرتفعة هى الخيار المفضل في غالبية اجتماعات صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2023، والتي تباطأ معها معدل التضخم إلى أدنى مستوياته في نوفمبر الماضي منذ أبريل 2021؛ حيث سجل 3.1%.

لكن يبقى التساؤل الملح، هل يعكس "الفيدرالي" مسار دورة التشديد النقدي إلى التيسير في 2024 والبدء في خفض أسعار الفائدة؟ هذا ما ستكشفه اجتماعات صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الأمريكي، والتي على أساسها تتضح معالم السياسة النقدية لكثير من دول العالم.

تراجع الضغوط التضخمية

وقد أقر مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال ديسمبر 2023، بأن الضغوط التضخمية تتراجع وأن سوق العمل في مرحلة تباطؤ، واستجابة لذلك اختار المسؤولون إبقاء سعر الفائدة الأساسي عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50%، دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي، وأشاروا إلى توقعهم خفض المعدلات ثلاث مرات في عام 2024.

وفي توقعاتهم الخاصة لسعر الفائدة، أشار المسؤولون إلى أنه ستكون هناك حاجة لخفض السعر المرجعي بحلول نهاية عام 2024، نظراً إلى «التقدم الواضح» نحو ترويض التضخم، لكنهم شددوا على أهمية البقاء يقظين وإبقاء معدلات الفائدة مرتفعة حتى يتراجع التضخم بوضوح وبشكل مستدام نحو هدفهم البالغ 2%.

وكان "الفيدرالي" قد بدأ رفع أسعار الفائدة في مارس 2022، لمكافحة عودة غير متوقعة لأسعار المستهلكين التي بدأت قبل عام تقريباً. وقام "الفيدرالي" منذ ذلك الحين برفع سعر الفائدة الأساسي 11 مرة بواقع 525 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى له في 22 عاماً عند نحو 5.4%.

وحققت حملة مكافحة التضخم تقدمًا مطردًا، مما سمح للفيدرالي بإبقاء سعر الفائدة الأساسي دون تغيير منذ يوليو، وارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 3.1% في نوفمبر من العام السابق، انخفاضًا من أعلى مستوى في أربعة عقود بلغ 9.1% في يونيو 2022.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تؤدي المعدلات المرتفعة إلى ركود في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، لكن الاقتصاد وسوق العمل أظهرا مرونة غير متوقعة، ونما الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، إجمالي ناتج الاقتصاد من السلع والخدمات، بمعدل سنوي قوي بلغ 4.9% من يوليو إلى سبتمبر بفضل الإنفاق القوي للمستهلكين واستثمارات الشركات، وفي اجتماعهم الشهر الماضي أشار بعض مسؤولي الفيدرالي إلى أنه بحلول نهاية عام 2023 يبدو أن الاقتصاد تباطأ.

وأضاف أصحاب العمل الأمريكيون 232 ألف وظيفة شهريًا حتى نوفمبر من العام الماضي، ومن المتوقع أن يعلن مكتب العمل الأمريكي الجمعة 5 يناير 2024، أن الاقتصاد أضاف 155 ألف وظيفة الشهر الماضي، وأن معدل البطالة ارتفع قليلاً إلى 3.8%، وستكون هذه هى المرة الـ23 على التوالي التي تقل عن 4%، وهى أطول سلسلة مماثلة منذ الستينيات.

وذكرت وزارة العمل أن فرص العمل انخفضت في نوفمبر إلى أدنى مستوى منذ مارس 2021، ويرى الاحتياطي الفيدرالي، أن انخفاض فرص العمل هو وسيلة غير مؤلمة -مقارنة بتسريح العمال- لتقليل الضغط على الشركات لرفع الأجور لجذب العمال والاحتفاظ بهم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وكان الجمع بين تباطؤ التضخم والاقتصاد القوي سببًا لرفع الآمال في قدرة الاحتياطي الفيدرالي على هندسة ما يسمى «الهبوط الناعم»، أي إبطاء النشاط الاقتصادي بما يكفي لترويض التضخم دون التسبب بركود.

8 اجتماعات لـ"الفيدرالي" حاسمة في 2024

وأظهر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي عقد يومي 12 و13 ديسمبر 2023، أن صناع السياسات توقعوا خفض أسعار الفائدة بمتوسط يبلغ 75 نقطة أساس في 2024، مع تقدير ثمانية منهم الحاجة لتخفيضات أقل، بينما يرى خمسة تخفيضات أعمق.

وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والصادر 3 يناير 2024، أن التوقعات الفردية لصناع السياسة ترجح بلوغ متوسط النطاق المستهدف لأسعار الفائدة نهاية العام الجاري عند 4.6% (من 5.1% في سبتمبر).

وتوقع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من عام 2024 بنسبة 1.4% على أساس سنوي (مقارنة بـ1.5% في سبتمبر)، مع مراجعة هبوطية لتوقعات التضخم، حيث يتباطأ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.4% نهاية العام (من 2.5% سابقًا).

 وجاء في المحضر: "عند مناقشة توقعات السياسة، رأى المشاركون أن سعر الفائدة من المحتمل أن يكون عند أو بالقرب من ذروته لدورة التشديد الحالية، على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن مسار السياسة الفعلي سيعتمد على كيفية تطور الاقتصاد".

وأكد صناع السياسات السعي إلى تحقيق أقصى قدر من التوظيف، عند معدل تضخم يبلغ 2% على المدى الطويل، ولذلك ستواصل اللجنة تقييم البيانات الواردة والتوقعات الاقتصادية وآثارها على السياسة النقدية، مع الأخذ في الاعتبار الأثر التراكمي للتشديد السابق على النشاط الاقتصادي.

وسيشهد الفيدرالي الأمريكي 8 اجتماعات خاصة بالسياسة النقدية خلال 2024، سيستهلها يومي 30-31 يناير، ثم 19-20 مارس، و30 أبريل و1 مايو، و11-12 يونيو، و30-31 يوليو، و17-18 سبتمبر، و6-7 نوفمبر، و17-18 ديسمبر 2024.

من جانبهما، أبقى جولدمان ساكس ومورغان ستانلي توقعاتهما بشأن التخفيض الأول لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي دون تغيير.

ويتوقع بنك غولدمان ساكس، أن ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي أول خفض لأسعار الفائدة في مارس 2024، ويتوقع إجمالي 5 تخفيضات في العام، بينما يتوقع مورغان ستانلي تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس تبدأ في يونيو تليها تخفيضات في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر 2024.