أكثر من 76 ألف نازح في لبنان جراء التصعيد على الحدود
نزح أكثر من 76 ألف شخص في لبنان جراء التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية بجنوب البلاد، وفق أرقام أفادت بها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأوردت المنظمة الدولية للهجرة، في تقرير جديد، أن التصعيد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أدى إلى نزوح 76018 شخصا ضمن الجنوب حيث المنطقة الحدودية، والعاصمة بيروت ومنطقة بعبدا القريبة منها، مشيرة الى أن ما يقرب من 81% يقيمون حاليا مع أقاربهم.
وذكرت أن اثنين في المئة فقط من النازحين يقيمون في 14 مركز إيواء جماعي موزعة في جنوب البلاد، ولا سيما في مدينة صور الساحلية (جنوب) وحاصبيا (جنوب شرق). أما البقية فقد استأجروا شققا، أو انتقلوا للعيش في منازل أخرى يملكونها في مناطق أبعد من المناطق الحدودية المتوترة.
وأسفر تبادل القصف على الحدود عن مقتل 175 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 129 عنصرا من الحزب. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصا بينهم تسعة عسكريين.
ويعلن الحزب أنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافا عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعا ذلك في إطار دعم قطاع غزة و"إسنادا لمقاومته".
في المقابل، تقوم إسرائيل بشن غارات جوية وتقصف بالمدفعية مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة استهداف "بنى تحتية" للحزب.
واتهمت السلطات اللبنانية والحزب وحماس الثلاثاء إسرائيل باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وستة من رفاقه في قصف استهدف مكتبا للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وحذر الحزب من أن الجريمة لن "تبقى دون رد أو عقاب".
لبنان يسجل رقمًا قياسيًا في حالات الانتحار بين مواطنيه في عام 2023
وفي سياق اخر، طوى لبنان عام 2023 مسجلاً رقماً قياسياً في حالات الانتحار بين مواطنيه، الذين فقد البعض منهم، القدرة على تحمل الوضع المعيشي والاقتصادي المتأزم منذ أكتوبر 2019.
وبحسب بيانات أرقام "الدولية للمعلومات" وهى شركة دراسات وأبحاث وإحصاءات علمية لبنانية، فإن عدد حالات الانتحار في لبنان، حقق زيادة ملحوظة في العام 2023 عن العام 2022 بلغت نسبتها 16 بالمئة، بحسب سكاى نيوز.
ويكشف الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عدد حالات الانتحار في لبنان قفز بنسبة 16 بالمئة في العام 2023، إلى 170 حالة مقارنة بـ138 حالة في 2022، و145 حالة في 2021، و150 حالة في 2020، عازيًا السبب إلى الأوضاع التي يشهدها لبنان من ضغوطات اقتصادية واجتماعية ومؤخراً أمنية.
ولفت شمس الدين، إلى أن الناس تستغرب وتتساءل عن سبب ازدياد حالات الانتحار في لبنان خلال 2023، مقارنة بتراجعها عندما كانت الأزمة الاقتصادية في أوجها بين العامين 2020 و 2022، معبرًا عن اعتقاده أن قدرة التحمل لدى اللبنانيين، كانت أقوى في بداية الأزمة، فهم كانوا لا يزالون يستعينون بمدخراتهم، أو يبيعون بعض أملاكهم ليعتاشوا، بينما اليوم وبعد مرور 4 سنوات على اندلاعها، باتت الأزمة أكبر وأخطر مع استمرارها، وبالتالي أصبح المواطن معرضًا لليأس أكثر وأكثر، بفعل إدراكه أن الأفاق مغلقة أمامه على الصعد الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، كما اصبحت أبواب الهجرة صعبة، فيبقى الانتحار الوسيلة للهروب من الواقع الحالي.
من جهتها، تقول المحللة النفسية والأستاذة الجامعية رندة شليطا، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عدة أسباب تقف خلف زيادة حالات الانتحار في لبنان، أولها أنه مرت 4 سنوات على الأزمة ولم يحدث أي تقدم أو معالجات، ولم تتم إعادة هيكلة لأي قطاع خصوصًا القطاع المصرفي الذي حجزت فيه أموال ومدخرات الناس، وبالتالي فإن عتبة القدرة على الانتظار استنفذت، ليأتي الانتحار ويكسرها في ظل تأثر لبنان بكافة الأحداث المحيطة في المنطقة.