تاريخ حافل وأحداث ملحمية.. 103 أعوام على تأسيس الجيش العراقي
يتزامن تاريخ اليوم، السادس من يناير، مع حلول الذكرى 103 لتأسيس الجيش الوطني العراقي في 6 يناير 1921، ومن المعروف أن جيش العراق يُعد من أقدم وأعرق الجيوش حول الوطن العربي، في العصر الحديث.
تأسيس الجيش العراقي
وقد تأسس الجيش العراقي في 6 يناير (كانون الثاني) 1921، بعدما ترك الأتراك بغداد تحت ضربات الإنجليز وبلا جنود محليين.
آنذاك كان الجيش الإنجليزي القادم من الهند يتولى مع وزارة المستعمرات البريطانية الجانب العسكري وسط محيط معاد لهم، توج بثورة العشرين حين ثار عليهم رجال القبائل العراقيين بعدما شعروا بأن استعماراً عثمانياً قد أفل واستبدل بآخر بريطاني يسعى إلى السيطرة المباشرة، بدءاً من تعيين المستشار السياسي لوزارة المستعمرات برسي كوكس مندوباً سامياً يوشك أن يحكم البلاد بذريعة التحرير لا الاحتلال، كما أعلن الجنرال مود الذي رافق تلك الحملة العسكرية.
تأسس أول فوج بالجيش العراقي في السادس من يناير/كانون الثاني عام 1921، وحمل اسم "فوج موسى الكاظم"، وكان النواة الأولى في مسيرة الجيش الطويلة، وتبعته قوتان جوية وبحرية، ليزداد قوامه إلى أن أصبح 4 فرق، الأولى والثالثة في بغداد، والفرقة الثانية بكركوك والرابعة في الديوانية.
أحداث تاريخية مُتلاحقة
وقد حلت القوات العراقية أماكن الجيش البريطاني التي انسحب منها، وأصبح الجيش العراقي مسؤول عن أمن المصالح البريطانية، وأرادت الحكومة العراقية أن تزيد حجم الجيش إلى 6000 ألاف جندي ووافقت بريطانيا على ذلك، وكان السبب لتأمين قوة كافية لحماية شمال العراق.
بحلول عام 1925 بلغ تعداد الجيش العراقي، 8000 آلاف جندي، ولم تسهم القوات البريطانية إسهاماً فعالاً في تدريب الجيش واقتصرت الخطة على تشكيل وحدات نموذجية يشرف عليها ضباط بريطانيون، لكن لم تسد الحاجة إلا أن تم إنشاء ثلاث مراكز تدريب في العراق،
وعينت بريطانيا مفتش عام بريطاني للجيش العراقي ووضعت 25 ضابطاً بريطانياً في هيئات الركن والتدريب.
وأرادت بريطانيا أن تحقق الموازنة في الجيش العراقي بين بناءه وتأمين ولائه للنظام، وعدم تهديده مصالح بريطانيا في العراق، فوضعت مفتش عام بريطاني على الجيش العراقي و25 ضابطاً بريطانيا في هيئات الركن والتدريب وحامية بريطانية ومعاهدة تؤمن استمرار النفوذ البريطاني في العراق، واقتنعت الحكومة العراقية بأن بريطانيا لن تستمر في بناء الجيش.
وفي عام 1930 عقد العراق مع بريطانيا اتفاقية لتحل محل معاهدة 1922، وعندما دخل العراق عصبة الأمم كان الجيش يتكون من 459 ضابطاً، و9320 ضابط صف وجندي، و794 توابع، وأسلحته تتألف من 22 مدفعية، و9299 بندقية، و1553 سيفاً، و111 رشاش فيكرس، و137 رشاش لويس، و13 طيارة، 9 من طراز جيس موث، و4 بيس موث.
وفي عام 1927 بدأ تشكيل القوة الجوية العراقية ووافقت بريطانيا على قبول خمسة طلاب عراقيين في كلية كرانويل للتدرب على الطيران، وقُبل عشرون طالباً في مدرسة الصناعة ببغداد للتدريب الفني والميكانيكي.
وفي 22 أبريل، 1932 وصل أول رف عراقي، وبعد ذلك توافد البعثات المرسلة مع طياراتها فتشكل السرب الأول للمواصلات في 22 أبريل، 1932 ثم شُكل سرب تعاون الجيش وأنشت مدرسة الطيران سنة 1933.
وفي عام 1937 تأسست نواة أسطول نهري في العراق، تكون من باخرة نهرية، وستة زوارق نهرية صغيرة مسلحة، وزورقان بخاريان مدرعان ومسلحان، وأقترحت وزارة الدفاع على أن تلحق هذه القوة النهرية بوزارة الدفاع.
وفي أبريل 1937 وافق مجلس الوزراء على شراء باخرة سانت بور مقدارها 55 ألف دينار، ولم يكن للقوة النهرية دور سياسي واضح منذ تأسيسها حتى سنة 1941.
بعد ثورة 14 تموز عام 1958 في العراق أهتمت الحكومة بتسليح الجيش العراقي، وعقدت الاتفاقيات العسكرية مع الدول الاشتراكية لاستيراد الأسلحة وجلب الخبراء لتدريب أفراد القوات المسلحة، وقد حصل العراق على دبابات وصواريخ، وعلى أسراب من طائرات الميج السوفيتية.
وعلى الناحية الإدارية، استحدث مقر قيادة القوات المسلحة الذي كان بقيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم قاسم، وتأسست دائرة الحاكم العسكري العام، وقد غيرت الحكومة من مصادر تسليحها من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي الاشتراكي، واستحدثت العديد من الفرق ووحدات والصنوف وصدرت مجموعة من القوانين العسكرية كان من أهمها قانون خدمة الضباط في الجيش رقم 89 لسنة 1958.
في عام 1964 تسلم العراق طائرات وسكس السمتية البريطانية وأعيد تسليح السرب الرابع بها، في عام 1966 تشكل السرب السابع عشر وسلح بطائرات الميج 21، في عام 1967 وصلت للعراق طائرات السوخوي 7 وتمت إعادة تسليح السرب الأول بها.
وقد تطورت القوة البحرية العراقية بعد ثورة 14 تموز، حيث حصلت على العديد من الزوارق والطوربيدات والسفن، وبدأت البحرية العراقية بالتوسع، وأصبحت في ميناء أم قصر.
حروب بارزة في سجلات الجيش العراقي
وقد مر الجيش العراقي بسلسلة من الأحداث المفصلية عبر تاريخه، خاض فيها 16 حربًا، حقّق فيها علامات مضيئة، لا سيما في الحروب العربية ضد إسرائيل.
وقد شارك الجيش العراقي عام 1936 في أول انقلاب عسكري برئاسة قائد الفرقة الثانية الفريق بكر صدقي، تم على أثره تشكيل حكومة جديدة برئاسة حكمت سليمان.
وفي العام 1958 شارك الجيش مرة أخرى بانقلاب عسكري بقيادة عبد الكريم قاسم للإطاحة بالنظام الملكي، وعادت وحدات من الجيش للإطاحة بقاسم عام 1963، وتنصيب الضابط عبد السلام عارف بدلا عنه، ثم شقيقه الضابط عبد الرحمن عام 1966، بعد وفاة عبد السلام، ثم نصب الضابط أحمد حسن البكر على سدة الرئاسة عام 1968، وبعده تولى صدام حسين السلطة من 1979 إلى 2003.
ولا يُمحي من الذاكرة، المشاركة الفاعلة للجيش العراقي مع الجيوش العربية الأخرى في حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 ضد إسرائيل.
كما تُعتبر حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران (1980-1988) الأكثر استنزافا لقدراته وإمكانياته، والتي تعرضت لضربة قاصمة بعد اجتياحه الكويت عام 1990 والهجمات الواسعة النطاق التي استهدفته في حرب الخليج عام 1991 التي قادتها الولايات المتحدة وبمشاركة 33 دولة لإخراجه من الكويت.