أبرز إنجازات المغرب طوال تاريخه بأمم إفريقيا.. هل ينجح في فك لعنته؟
من العاصمة الرباط إلى أرض الفيلة كوت ديفوار، تنطلق أحلام منتخب المغرب نحو المجد الغائب عن الخزائن منذ 5 عقود من الزمن.
يخوض منتخب المغرب تحديا جديدا على المستوى القاري، إذ يدخل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 مرشحا فوق العادة لحصد اللقب، وتوشيح قميص المغرب بنجمة ثانية.
هو رابع العالم، هكذا ينظر إليه بعد ملحمته التاريخية في كأس العالم قطر 2022، عندما أناخ أبناء وليد الركراكي كبار العالم تباع، لكن هل يختلف الوضع في أدغال القارة السمراء؟ وهل حان موعد طرد نحس أعرق بطولات إفريقيا؟
سنتعرف في هذا التقرير، على أبرز ما قدمه المغرب طوال تاريخه في كأس أمم إفريقيا، وحظوظ الجيل الحالي المدجج بالنجوم في كسر لعنة المسابقة والعودة إلى المغرب محملين بالذهب.
أبرز إنجازات منتخب المغرب في كأس أمم إفريقيا
لا ينسى التاريخ أن المغرب تمكن في ثاني مشاركة قارية في مشواره، من إحراز اللقب، وذلك في نهائيات “إثيوبيا 1976” بعد أن تصدر المجموعة النهائية آنذاك برصيد 7 نقاط متقدما على وصيفه منتخب غينيا (5 نقاط).
كأس واحدة للأمم الإفريقية عام 1976 في إثيوبيا، وميدالية فضية عام 2004 في تونس وميدالية نحاسية عام 1980 في نيجيريا تلك هي أفضل إنجازات المنتخب المغربي منذ دورة 1972 بالكاميرون.
واحتل أسود الأطلس المركز الرابع مرتين في دورتي مصر 1986 بعد انهزامهم في مباراة الترتيب أمام منتخب كوت ديفوار 3 -2 والمغرب 1988 أمام منتخب الجزائر بالضربات الترجيحية 4 -3 (1 -1 ).
تألق عالمي وبوصلة مفقودة في أمم إفريقيا
زئير الأسود في الملاعب العالمية عادة مسديمة، تألق لافت للمحترفين المغاربة رفقة أنديتهم غالبا ما يبعث بشارة الأمل عندما يجتمعون تحت لواء واحد لتمثيل المنتخب.
لكن غالبا ما تبخرت تلك الأحلام وسارت سرابا، فمنذ جيل بادو الزاكي الذهبي الذي بلغ على الأقل المشهد الختامي بقيادة حسين خرجة جواد الزايري والبقية، لم يحصد المغرب إلا الخيبات.
منتخب المغرب تأهل إلى كأس إفريقيا 18 ويستعد لخوض الـ19، لكنه خرج في غالبية مشاركته من الدور الأول، وتأهل إلى ثمن النهائي في 2019 وربع النهائي في 2021، ونصف النهائي في 3 مناسبات، فيما تأهل مرة واحدة إلى النهائي في كأس أفريقيا 2004.
ما هي أسباب فشل المغرب في التتويج بـ كأس أمم إفريقيا؟
الدولي المغربي السابق نبيل درار، أشار إلى نقطة مهمة تستوجب التوقف عندها نظرا لما تحمله من شفرات قد تكون سببا في فشل المشروع على المدى القريب والمتوسط.
درار بعد خيبة أمم إفريقيا 2021 أمام المنتخب المصري في الدور ربع النهائي، أشار إلى وجود حالة من “التشعب” إلى أحزاب دون أي محاولة للم الشمل والتواصل خارج الملعب بين اللاعبين، وهو ماينعكس داخله.
وشار نبيل أن كل لاعب أو بضع لاعبين يحملون لغة وثقافة مختلفة، وقد لا يتحدث لاعبان اللغة نفسها، وهذا الأمر وإن كان صعبا خارج الملعب، فهو أصعب بكثير داخله، إذ يحس كل لاعب أنه خارج السرب الذي يحلق فيه زملائه بالمنتخب.
بالإضافة لمشكل اللغات والتواصل، طالما كانت القرارات الفنية للمدربين سببا في الفشل الذريع، قد لا ينسى الجمهور المغربي استبعاد خاليلوزيتش لحكيم زياش و نصير مزراوي من قائمة المغرب لأسباب وصفت بـ “التافهة”.
علاوة على الظغط المتواصل بدخول المغرب مرشحا للتتويج، قد لا يملك كل اللاعبين مناعة قوية لمقاومة مثل هكذا ظغوطات، ما ينعكس بشكل سلبي على مردود اللاعبين، في ظل غياب ما يعرف في عالم كرة القدم بـ “شخصية البطل”.
يبدوا أن رأس “الأفوكادو” كما يحب أن ينادى، قد تمكن من الوصول إلى الحلول المناسبة لأبرز العقد التي تحدثنا عنها سلفا، وآن آوان الجد في معركة لن يرضى فيها الجمهور المغربي بأقل من الذهب.
وليد الذي يتقن أكثر من أربع لغات، راكمها من خلال تجاربه الكبيرة في ملاعب القارة العجوز، بإمكانه التواصل بسهولة مع كل لاعبيه، وكان هذا سببا من أسباب نجاج تجربة مونديال الدوحة.
صديق ورفيق درب قبل أن يكون مدربا وقائدا، لجأ الركراكي لكسر القيود داخل منظومته، فاستطاع بأسلوب كبار المدربين أن ينجح بخطابه في تحفيز لاعبيه وتحويلهم إلى محاربين داخل الملعب.
إنجاز المغرب بكأس العالم ..نعمة أم نقمة في أمم إفريقيا
أن تواجه منتخب المغرب، سيما بعد إنجازه التاريخي في كأس العالم 2022، هو في حد ذاته حافز قوي، فمن الطبيعي أن يحاول أي منتخب يواجهه الفوز عليه وهو الذي ستتجه نحوه أنظار العالم برمته.
سيكون على “أسود الأطلس” مجاراة الظغط العالي الذي سيرافقه خلال أطوار البطولة لكونه التحدي الأبرز، وخوض غمار كوت ديفوار بنسق وتدبير مختلف تماما عن تجربة الدوحة، نظرا لاختلاف معايير ومقتضيات كل بطولة عن الأخرى.
في الشق الإيجابي، سيكون تواجد المغرب في المسابقة الإفريقية بكوكبة بارزة من نجوم المونديال حافزا مهما لمواصلة كتابة التاريخ وهو أمر لن يكون هينا لكنه ليس بالمستحيل.
حكيم زياش، أشرف حكيمي، ياسين بونو والبقية، أسماء رنانة وعبر استخلصت من أخطاء المشاركات السابقة، فهل ينجح المغرب في فك لعنة أمم إفريـقيا؟