مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجزائر.. حادثة تسلل مهاجر تفضح تورط أمنيين في ملف الهجرة غير الشرعية

نشر
الجزائر
الجزائر

أقالت حكومة الجزائر، مدير الأمن الوطني فريد زين الدين بن شيخ، وعينت خلفا له بعلي بداوي، على خلفية حادثة الشاب الذي تسلل إلى غرفة انطواء نظام العجلات لطائرة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار أحمد بن بلة بوهران في رحلتها المتوجهة إلى باريس، والذي لم يتم الانتباه له إلا في مطار أورلي، حيث وجد في حالة صحية معقدة، وفق ما نقله موقع العرب.

وأثارت حادثة التسلل جدلا كبيرا في الجزائر، وسلطت الضوء مجددا على قضية تورط أمنيين وضباط في الهجرة غير الشرعية.

وأمر رئيس الجزائر عبدالمجيد تبون، بفتح تحقيق معمق أسفر إلى حد الآن عن توقيف ضباط أمن ومسؤولين في المطار، ثم الرجل الأول في جهاز الأمن، مما فتح باب التأويلات أمام تجدد صراع الأجنحة داخل السلطة، خاصة وأن مجريات الحادثة تشبه حادثة شحنة الكوكايين التي شكلت العام 2018 منعطفا كبيرا داخل أجهزة عسكرية وأمنية ومدنية.

ويعد فريد زين الدين بن شيخ من الكوادر الأمنية في الجزائر التي تدرجت في مختلف الرتب والمسؤوليات، وتلقى تكوينا في فرنسا، قبل أن يعين مديرا للأمن الوطني في الجزائر في مارس الماضي، وكان خلف تفكيك العديد من القضايا والملفات، بما في ذلك التي يرجح وقوع وصايتها تحت جهاز الأمن الداخلي التابع للاستخبارات في الجزائر.

عمليات هجرة غير شرعية

وليست هذه المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن تواطؤ موظفين رسميين من أعوان وضباط أمن أو مسؤولين في النقاط الحدودية في الجزائر، في عمليات هجرة غير شرعية، حيث سبق الكشف عن حالة مماثلة انطلقت من مطار هواري بومدين الدولي في الجزائر، وتمت إحالة المتورطين فيها على القضاء، لكنها لم تمتد حينها إلى مسؤولين كبار سواء في جهاز الأمن أو المطار.

ويبدو أن قضية الشاب مهدي رحماني ستكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر جهاز أمني ظل مواليا لجناح الرئاسة، منذ تعيين بن شيخ في منصبه، غير أن دوائر نفوذ وأجنحة نافذة تريد استغلال القضية لتصفية حسابها مع الرجل أولا، ثم مع مؤسسة الرئاسة، وقياسا بحجم الرؤوس التي سقطت إلى حد الآن، باتت تشبه إلى حد بعيد، قضية شحنة الكوكايين التي ضبطت في شهر مايو 2018 بساحل مدينة وهران، لما استغلها آنذاك قائد الجيش الجنرال الراحل أحمد قايد صالح في قيادة حملة تطهير داخل المؤسسة العسكرية وامتدت تداعياتها إلى باقي المؤسسات المدنية في الجزائر، الأمر الذي أفضى حينها إلى رسم توازنات دقيقة مهدت لتغول جناحه في السلطة.

قضية الشاب مهدي رحماني ستكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر جهاز أمني ظل مواليا لجناح رئاسة الجمهورية وكان عمال وكوادر مطار أورلي بباريس، قد تفاجؤوا لوجود الشاب مهدي رحماني داخل غرفة انطواء عجلات طائرة نقل بضائع، وهو في حالة صحية معقدة استدعت نقله على جناح السرعة إلى أقرب مستشفى، واستغرب هؤلاء بقاءه على قيد الحياة، على اعتبار أن درجة الحرارة تنخفض عند الارتفاع إلى 50 درجة تحت الصفر والمسافة تقطع في ساعتين من الزمن.