مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

كواليس قضية جرائم الإبادة الجماعية لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

نشر
الأمصار

كانت أهم القضايا التي تم تفجيرها هي قضية اتهام إسرائيل بجرائم الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، والتي تعد مرحلة متطورة عن مسائلتها على جرائمها منذ إنشاء دولتها المزعومة عام 1948.

وكشفت صحيفة “ألبوبليكو” الإسبانية، أن المحامون في بريتوريا أمام محكمة العدل الدولية أكدوا: "إن الانتقام من حماس لا يمكن أن يبرر الإبادة الجماعية". وسوف تدافع إسرائيل عن نفسها ضد اتهام غير مسبوق خلال جلسة الجمعة.

وأضاف أن “الانتقام من حماس لا يمكن أن يبرر الإبادة الجماعية”، وبهذه الحجة القوية، قدمت جنوب أفريقيا شكواها ضد إسرائيل بسبب أفعالها في غزة في اليوم الأول من جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية في لاهاي ـ التابعة للأمم المتحدة ـ لهذه القضية. 

وضع محامون من بريتوريا - العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا - على الطاولة مجموعة من الأدلة والبيانات والأرقام ومقاطع الفيديو لإثبات "أعمال الإبادة الجماعية المتعمدة" التي تقوم بها الدولة الإسرائيلية في القطاع أمام  محكمة العدل الدولية وستقدم تل أبيب دفاعها في اليوم الثاني الجمعة.

بالنسبة لجنوب أفريقيا ليس هناك أي غموض: لقد فرضت إسرائيل نظام حرب في غزة لا يترك أي مجال للشك. "الأمر يتعلق بالموت ببطء من الجوع أو بسرعة من القنابل. لكن الموت"، لخص أحد الممثلين الأفارقة في كلمته أمام المحكمة في لاهاي. 

وقالت عادلة هاشم، الممثلة القانونية لجنوب أفريقيا: "تؤكد جنوب أفريقيا أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من الاتفاقية بارتكاب أفعال تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية. وتظهر هذه الأفعال أنماطًا منهجية من السلوك يمكن استنتاج الإبادة الجماعية منها".


وقد بنى هاشم اتهامه على أربعة أركان أساسية أمام  محكمة العدل الدولية،  الأول: التهجير القسري. منذ 7 أكتوبر، غادر 85% من الفلسطينيين منازلهم. وقد أكدت الأمم المتحدة في مناسبات عديدة أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع. 

بالنسبة لبريتوريا، فإن الأمر الإسرائيلي بإجلاء مليون شخص من شمال غزة خلال 24 ساعة فقط، دون أي حماية وإلى أي مكان آمن، كان في حد ذاته "عمل إبادة جماعية". وقال هاشم: "بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، سيظل هذا النزوح إلى الأبد. وهي قصة شهدناها بالفعل في الماضي".

ثانيا، فرض الجفاف والمجاعة. وتقدر المنظمات الإنسانية أن عدد الفلسطينيين الذين يمكن أن يموتوا بسبب الجوع والمرض أكبر من عدد الذين يموتون بسبب الهجمات العسكرية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض المعدية بنسبة 2000% خلال هذه الأشهر الثلاثة. واختتم هاشم حديثه بأن "سوء التغذية يشكل دائرة مميتة"، وهو يروي الرعب الذي تعيشه المستشفيات التي تعاني من الاختناق أو الشلل بسبب انعدام الضوء والدواء والوقود.

ثالثا، الاعتداء على البنية التحتية الطبية. ولا يمكن علاج الجرحى في المستشفيات التي تعمل بنصف طاقتها منذ سنوات بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 16 عاماً برا وبحراً وجواً. ورابعاً، الاعتداءات على الصحة الإنجابية. وتذكر جنوب أفريقيا أن 15% من 180 امرأة يلدن كل يوم بين المضخات يتعرضن لخطر الإصابة بمضاعفات بسبب نقص الوسائل. ويتذكر هاشم أن "إسرائيل أجبرت حتى على تهجير الأطفال في الحاضنات".

وخلال هذه الأشهر الثلاثة من الهجمات الإسرائيلية، قُتل أكثر من 23 ألف شخص، 70% منهم من النساء والأطفال. وهناك أكثر من 7000 شخص في عداد المفقودين، ويعتقد أن العديد منهم قد سحقتهم الأنقاض.