مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أدهم إبراهيم يكتب: الجانب المظلم من تكنلوجيا المعلومات

نشر
أدهم إبراهيم
أدهم إبراهيم

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، لكن الجانب المظلم فيها يظهر عندما تستغل جهات معينة هذه المنصات لتصنيع الجهل ونشره.

وكما تتم معالجة النفايات عن طريق التدوير فهناك من يعمل على صناعة وتدوير الجهل ونشره في أجهزة ومؤسسات الإعلام المختلفة وفي وسائل التواصل الاجتماعي. 

ولذلك نرى كل هذا الكم من المعلومات المزيفة والفديوهات الكاذبة ، او التي يتم تدويرها واعادة اخراجها بطريقة توحي اليك بانها اخبار الساعة وان فيها مصداقية .

وهناك من يتعامل معها كمسلمات، ثم يقوم بتمريرها لعدد من الأصدقاء دون اعمال العقل فيها ومعرفة مدى صحتها ودقتها .

فى عام 2008 صدر كتاب  بعنوان
علم الجهل: الصنع والتفكيك
من تأليف روبرت بروكتور وليندا شيبنجر،  من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهو يتحدث عن الجهل وصناعته ، 
وكيف ان الجهل لم  يُنظر إليه على أنه غياب المعرفة، بل يتعدى ذلك الى المعرفة الخاطئة . 
فنشر المعلومات والأخبار المزيفة يساهم في تجهيل الناس والتباس الامور وزعزعة افكارهم وعقائدهم لاحلال افكار وعقائد مطلوبة بدلا عنها . 
والادهى من ذلك والامر ان بعض المثقفين او المتعلمين يقومون بنشرها لكونها تتناغم مع توجهاتهم رغم تعارضها مع الواقع والمنطق .  

      وهنالك آليات توظف لنشر المعلومات الخاطئة لتحدث آثارها المظللة على المجتمع . ومنها : 
التحيز لعقيدة او فئة :
من خلال استغلال وتضخيم البيانات والمعلومات الكاذبة ، مما يساهم في تصنيع الجهل .
حملات التضليل الإستراتيجية: 

تحليل كيفية تنسيق الجهود عن عمد ونشر روايات مضللة للتلاعب بالتصور العام. 
تأثير الروبوتات والأنظمة الآلية: الكشف عن دور الحسابات الآلية في تضخيم الروايات الكاذبة وخلق وهم الدعم واسع النطاق . 
التأثير النفسي على الأفراد: 
تساهم التحيزات المعرفية في قابلية الأفراد للتضليل، مما يؤثر على التفكير النقدي وصنع القرار. 

الاستقطاب والانقسام:
    تؤدي المعلومات الخاطئة لزيادة الاستقطاب والانقسام في  المجتمع .

ومن المؤسف أن هناك أطرافاً تعمل على نشر الجهل والتعصب في المنطقة العربية. وغالبًا ما تستخدم هذه الجهات الترويج للخوف والمعلومات المضللة لنشر رسالتها، التي تحدث تأثيراتها الضارة على الفرد والمجتمع .  

  ولمواجهة عمليات تصنيع وتدوير الجهل علينا تعزيز مهارات التفكير النقدي .  وهذا يعني تعليم الناس التشكيك في المعلومات والتشكيك في الادعاءات التي لا تدعمها الأدلة.
وكذلك نشر الثقافات المتعددة ووجهات النظر المختلفة، حتى يتمكنوا من فهم العالم من حولهم بشكل أكمل .

كما ان تعزيز روح التسامح والاحترام لجميع الناس يبعد التعصب ، ويحقق تبادل الافكار والمعرفة السليمة .  

وتلعب الادوات القانونية دورا مهما
لمواجهة المعلومات الخاطئة والبيانات المضللة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي .

اضافة الى مبادرات التثقيف الإعلامي ، ومحو الأمية الإعلامية لتمكين الأفراد من تمييز المعلومات الموثوقة عن الأكاذيب.

وهكذا يصبح فهم صناعة الجهل وتداوله في وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا ضروريًا.  ومن خلال رفع مستوى الوعي وتعزيز الثقافة الإعلامية واستكشاف الحلول المبتكرة، يمكننا العمل بشكل جماعي نحو مجتمع أكثر استنارة ومرونة.