المغرب يستعد لتفعيل تأشيرة العبور للحد من الهجرة
تكثف السلطات المغربية استعداداتها لتفعيل تأشيرة العبور على معظم القادمين من جنوب الصحراء، وعلى المسافرين الراغبين في العبور عبر المغرب للوصول إلى دول لا تفرض تأشيرات.
ويأتي هذا التحرك بناءً على طلب من إسبانيا، التي تسعى للسيطرة على محاولات الهجرة عبر الطيران، حيث يستغل العديد من المهاجرين الرحلات غير المباشرة للتوجه إلى إسبانيا ومن ثم للمطالبة باللجوء.
وتسعى السلطات المغربية من خلال تفعيل تأشيرة العبور إلى الحد من هذه الظاهرة، وضبط مسار الهجرة عبر المغرب.
وتشمل تأشيرة العبور الأشخاص الذين يرغبون في المرور عبر المغرب لمدة لا تتجاوز 90 يومًا، ويجب عليهم تقديم جواز سفر ساري المفعول، وتذكرة سفر ذهاباً وإياباً، وتأمين صحي، وشهادة حجز فندقي.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود المشتركة بين المغرب وإسبانيا للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وكانت أكدت وزارة الداخلية المغربية، الثلاثاء، أن المملكة منعت 75184 شخصاً من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا في 2023، بزيادة ستة في المئة عن العام السابق له.
وقالت الوزارة رداً على أسئلة أرسلتها «رويترز» عبر البريد الإلكتروني: إن هذه الأرقام تعكس صلابة أجهزة مراقبة الحدود والسواحل.
والمغرب منذ فترة طويلة نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الأفارقة الذين يريدون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، أو المحيط الأطلسي، أو عن طريق القفز على السياج المحيط بالجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية.
وفي وقت سابق، في بيان أعلنه مصدر عسكري في المغرب أن وحدات للبحرية الملكية المغربية المكلفة بمراقبة الساحل اعترضت، اليوم الثلاثاء، في المياه الإقليمية جنوبي المغرب ما بين مدينتي طانطان والداخلة، قوارب كانت تقل ما مجموعه 190 شخصا أثناء محاولتهم للهجرة بطريقة غير مشروعة، من بينهم 11 امرأة، ينحدرون جميعهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وأضاف المصدر أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم، تلقوا الإسعافات الضرورية، وتم نقلهم سالمين إلى الموانئ المغربية القريبة قبل تسليمهم للسلطات المختصة للقيام بالإجراءات الإدارية الجاري بها العمل.
وفي سياق آخر كشفت تقارير دولية خلال الساعات الاخيرة، عن احتمالية نقص المياه في عدد من دول العالم ومن بينهم المغرب، حيث إن المغرب تعاني من شح في المياه ولذلك اتجهت لعدد من الموارد المائية الأخرى من بينها تحلية المياه.
شح المياه في المغرب
وكشف تقرير صادر عن المعهد العالمي للموارد، عن خطر محتمل من الممكن أن تتعرض له عدد من دول العالم ومهم المغرب، ودق هذا التقرير ناقوس الخطر بشأن وضعية الماء بـ25 بلدا من بينها المغرب، محذرا من مخاطر الإجهاد المائي المرتفع الذي تواجهه هذه البلدان كل عام، وتأثيرها مستقبلا على الغذاء والأمن الطاقي وحياة الأشخاص ووظائفهم.
يُعتبر المغرب بؤرةً مناخية ساخنة، وأحد أكثر بلدان العالم معاناةً من شح المياه، إذ يقترب بسرعة من الحد المطلق لندرة المياه البالغ 500 متر مكعب من المياه للشخص الواحد سنوياً، وفقاً لمعطيات البنك الدولي. وواجهت المملكة هذا العام موسم جفاف هو الأقوى منذ أربعة عقود، ما أثر في النمو الاقتصادي الذي لن يتجاوز مع نهاية العام 0.8% وفقاً لتقديرات بنك المغرب
ويذكر أنه وفي عام 2022، رفع المغرب الاعتمادات المالية المخصصة للبرنامج الوطني لتوفير مياه الشرب والري، على مدى 5 سنوات، إلى 150 مليار درهم (حوالي 14 مليار دولار)، من 115 مليار درهم كما كان مقرراً سابقاً.