النزاع السوداني.. تخوف من تفاقم الأوضاع وتحرك لتحقيق لم الشمل السياسي
يومٌ تلو الآخر، تزداد حدة الأوضاع الإنسانية المتردية في السودان، سوءًا بالتزامن مع تواصل الاعتداءات الإرهابية التي ترتكبها قوات الدعم السريع، المناوئة للجيش الوطني السوداني، وبينما تتصاعد وتيرة العنف داخل القطر السوداني وسط حالة من التخوف الدولي من استمرار تلك الانتكاسة، إلا أن ثمة تحركات بدأت تطفو على السطح خلال الأيام الماضية، أملًا في تحقيق لم الشمل السياسي المفقود.
"الجنائية الدولية" تُحذر من ارتكاب جرائم حرب في السودان
حول ذلك الصدد، صرح كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قائلًا إن طرفي الصراع الدائر في السودان يرتكبان جرائم انتهاكًا للقانون الدولي في منطقة دارفور بغرب البلاد، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بتطبيق القانون والتخلي عن النهج القديم.
وأوضح خان في إحاطة قدمها لمجلس الأمن عبر تقنية الفيديو من العاصمة التشادية انجمينا؛ "استنتاجي وتقييمي الواضح هو أن هناك أسبابًا للاعتقاد بأن الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي تُرتكب حاليًا في دارفور من قبل كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والجماعات التابعة لها".
وحذر خان مجلس الأمن من أن السودان يتجه نحو "نقطة الانهيار"؛ في ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع للشهر العاشر على التوالي.
وتابع: "نقترب بسرعة من نقطة الانهيار التي تتطلب اهتمامكم في ظل الصراع في السودان الآن أكثر من أي وقت مضى"، مضيفا "لا يمكننا الاستمرار في تطبيق القانون بطريقة تدريجية؛ إن واجب دعم القانون يفرضه ميثاق الأمم المتحدة؛ ويتطلبه نظام روما الأساسي؛ وتتطلبه قراراتكم ... كل ذلك يجبرنا على اتباع نهج مختلف تجاه المشكلة القديمة في دارفور".
ومنذ السبت انخرط خان في اجتماعات مع اللاجئين السودانيين الفارين من دارفور لجمع المزيد من المعلومات حول الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال الحرب الحالية والحرب الأهلية التي اندلعت في الإقليم في 2003؛ وسط تساؤلات كبيرة عن مكان الرئيس السابق عمر البشير وعدد من أعوانه المطلوبين لدى المحكمة في جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية.
أعضاء النواب الأمريكي يطالبون بايدن بإيقاف الحرب في السودان
وفي السياق، طالبت قيادات جمهورية وديمقراطية في مجلس النواب الامريكي الادارة الامريكية باستخدام قوتها الدبلوماسية للضغط على طرفي الصراع في السودان لوقف الحرب وتسليم السلطة للشعب السوداني.
وقالوا في البيان إن الحرب الحالية في السودان خلقت واقعًا إنسانيا مريرا ودفعت اكثر من سبعة ملايين للنزوح بمن فيهم ثلاثة ملايين طفل. بجانب تقارير تتحدث عن انتشار الاغتصاب والعنف الجنسي اضافة لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والتطهير العرقي.
وشدد البيان على أن على العالم أن يعلم أن الكونغرس الاميركي متحد في الغضب والادانة لاعمال كل من القوات المسلحة والدعم السريع معا والذين يساندونهما .
رحمةً بالشعب السوداني.. حمدوك يدعو البرهان وحميدتي لعقد اجتمع مباشر
بدوره، دعا رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لعقد لقاء مباشر بأسرع ما يمكن للتشاور لإيقاف الحرب وإنقاذ البلاد ورحمة بالشعب السوداني وذلك تنفيذاً لوعدهما بمخرجات قمة كمبالا الأخيرة خلال أسبوعين من تاريخها.
البرهان يدعو السياسيين للبحث عن الحلول داخل الوطن وليس خارجه
حيا رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان الشعب السوداني الذي يقف ويساند القوات النظامية في معركة الكرامة.
وأشاد لدى مخاطبته ضباط وضباط صف وجنود الفرقة 11 مشاة بخشم القربة مواطني ولاية كسلا في كل محلياتها وقراها وذلك لوقفتهم الصلبة بجانب القوات المسلحة في حربها ضد مليشيا الدعم السريع.
وترحم سيادته على شهداء قوات الشعب المسلحة والأجهزة النظامية والمواطنين في كافة أرجاء البلاد مشيداً بشباب للسودان الذين استجابو لنداء الوطن وإنخرطوا في صفوف القوات المسلحة لمجابهة هذا التمرد .
كما حيا البرهان القائمين على الاستنفار الذي يعتبر صمام أمان الشعب السوداني لتحقيق الأمن والإستقرار مرحبا بكل مستنفر قادر على حمل السلاح في سبيل الدفاع عن الوطن.
وأشار القائد العام للقوات المسلحة إلى الإنتهاكات الجسيمة التي إرتكبها التمرد ضد المواطنين وإستهدافها للبنية التحتية .
وقال إن القوات المسلحة تتقدم بخطى ثابته لإنهاء هذا التمرد وطرده نهائياً من مكان تواجده وأضاف "سنتحرك من كل الجهات من دارفور ومن ولايات الشرق وولايات الوسط وولايات الشمال مستندين على إرادة وعزيمة الشعب السوداني الذي اصطف حول قواته المسلحة لمواجهة هؤلاء المتمردين مبينا أن القوات المسلحة لن تبدل مواقفها ولن تتراجع ولن تغفر لكل من إنتهك عرض الشعب السوداني وسرق ممتلكاته وروع أمن وإستقرار المواطنين .
وأوضح البرهان أن رأس الفتنة وزعيم هولاء المجرمين يكذب و يتحدث عن ان المواطنين يأتوا الى مواقعهم، وهذا حديث تضليلي وإجرامي لأنهم هم من يهاجمون المواطنين العزل والأبرياء وينتهكون حرماتهم .
وأضاف " سنلاحق قائد التمرد ونحاسبه ونحمله المسؤولية على كل ما قامت به مليشياته من سرقة ونهب وقتل وإغتصاب .