مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تزايد الصراع ومخاوف من حرب إقليمية.. أخر تطورات الأوضاع بالسودان

نشر
أحداث السودان
أحداث السودان

تتزايد المخاوف بين السودانيين في الفترة الحالية، من أن الحرب المستمرة في بلادهم منذ منتصف إبريل/نيسان من العام الماضي، لن تتوقف قريبا، وقد تتحول إلى "صراع إقليمي"، وذلك في ظل التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية.

وقد أدت المعارك في السودان حتى الآن، إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، كما أجبرت أكثر من عشرة ملايين شخص على ترك مناطقهم سواء للإقامة في مناطق سودانية أخرى، أو للجوء إلى دول الجوار، وألحق القتال دمارا كبيرا بالبنية التحتية، من جسور ومرافق كهرباء ومياه ومستشفيات.

وليست الاتهامات الموجهة لإيران بالتدخل في الحرب السودانية، الأولى من نوعها لدولة أخرى بمحاولة دعم أحد أطراف هذه الأزمة، فقد اتهمت الحكومة السودانية رسميا دولة الامارات العربية المتحدة، بتزويد قوات الدعم السريع بالعتاد العسكري والأموال.

وخلال هذا الأسبوع، قال مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس، في أثناء جلسة خُصِصَت لمناقشة الأوضاع في بلاده، إن الامارات استخدمت مطار أم جرس التشادي، لإدخال السلاح والعتاد العسكري، إلى داخل الأراضي السودانية.

هجمات مكثفة على مواقع عسكرية 

وفي منتصف يناير/كانون الثاني، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، هجمات مكثفة على مواقع عسكرية تابعة لحركة أنصار الله الحوثية داخل اليمن، وذلك "لتهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر"، كما أفاد بيان صادر من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وجاءت هذه الهجمات، بعد شن الحركة الحوثية، المدعومة من إيران، هجمات عدة على سفن كانت تمر في البحر الأحمر، بدعوى أنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك في سياق ما يعتبره الحوثيون دعما للفلسطينيين، على وقع الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.

وجعلت هذه التطورات البحر الأحمر مسرحا لسلسلة من أهم التجاذبات العالمية، ما قد يلقي بظلاله على السودان، الذي يطل على هذا الممر الملاحي المهم، بساحل يفوق طوله 1370 ميلا بحريا، مما يجعله أحد أطول السواحل البحرية في العالم.

ويوجد عدد معتبر من الموانئ السودانية المهمة التي تطل على البحر الأحمر، من بينها بورتسودان، الميناء الرئيسي في السودان، بجانب سواكن وبشائر.

إسقاط طائرة مسيرة إيرانية

في أواخر الأسبوع الماضي، احتفل جنود من قوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، التي تشهد معارك ضارية مع قوات الجيش، بإسقاط ما قالوا إنها طائرة مُسيّرة إيرانية الصنع من طراز "مهاجر"، ونقلوا بعد ذلك حطام الطائرة، على متن إحدى السيارات إلى مكان آخر.

وقبيل هذه الواقعة، نشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية للأنباء، تقريرا يقول - نقلا عمن وصفتهم الوكالة بمسؤولين غربيين - إن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات من دون طيار من طراز "مهاجر". 

وقال هؤلاء المسؤولون، إن أقمارا اصطناعية، التقطت صورا لهذه الطائرات، في قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية، التي يسيطر عليها الجيش في أم درمان.

وتتسم الطائرات من هذا الطراز، بأنها ذات محرك واحد، وقادرة على إصابة أهدافها بدقة. وسبق للولايات المتحدة، أن اتهمت إيران بتزويد روسيا بطائرات من الطراز نفسه، خلال حربها مع أوكرانيا، وهي الاتهامات التي نفتها طهران.

لقاء البرهان وإبراهيم رئيسي

قبل ذلك بأشهر وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لقاءً مفاجئا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش القمة العربية الإسلامية، التي استضافتها السعودية آنذاك، وذلك بعد قطيعة استمرت عدة سنوات بين الخرطوم وطهران.

وكان الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 2017، على خلفية أزمة بين الرياض وطهران، إثر اقتحام مقار دبلوماسية سعودية في الأراضي الإيرانية. 

وجاء هذا القرار كبادرة تضامن مع السعودية، رغم أن إيران كانت في تلك الفترة حليفا استراتيجيا للسودان، خاصة في المجال العسكري.