ما لا تعرفة عن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية
تحتفي دول العالم، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام.
ويعد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية هو اليوم الذي وقع فيه فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في مصر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وثيقة الأخوة الإنسانية، برعاية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
من أين جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية؟
كتبت وثيقة الأخوة الإنسانية، تحت قباب الأزهر الشريف، وبين جنبات حاضرة الفاتيكان؛ إيماناً من الجميع بضرورة التفاهم بين المؤمنين بالأديان، بل وغير المؤمنين بها؛ من أجل التخلص من الأحكام الخاطئة، والصراعات التي تفضي إلى إراقة الدماء، وإشعال الحروب بين الناس، حتى بين أبناء الدين الواحد، والمؤمنين بعقيدة واحدة، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة ولدت من رحم أزمات بالغة الصعوبة، وكان خروجها للعالم يشبه حلما بعيد المنال؛ بسبب التحديات التي واكبت مشروع هذه الوثيقة، وراهنت على نجاحها وتحقيق أهدافها، وتحويلها إلى واقع في حياة الناس، وذلك بفضل الله، ثم ببركة النوايا الصادقة والجهود المخلصة، والإيمان العميق بأن «العباد كلهم إخوة»، وفقا لتصريحات الإمام الأكبر.
توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية
ووقع الأزهر الشريف والفاتيكان في فبراير من العام 2019 وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية، تأكيدًا على أهمية التسامح والتعددية والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والمعتقدات بما يحقق السلام والاستقرار الاجتماعي والتفاهم المتبادل على كافة الأصعدة، من أجل إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات العنصرية والتعصب الأعمى والكراهية التي باتت عنوانًا لكثير من الخطابات والرسائل بالعديد من دول العالم، ليصاحبها ظواهر تبين حجم المأساة الناجمة عن هذا التوجه البغيض مثل "الإسلاموفوبيا" والاعتداءات اللفظية والجسدية المصاحبة لها.
اعتماد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من ديسمبر 2022 بالإجماع، قرار اعتماد يوم 4 فبراير ذكرى توقيع الوثيقة يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية، يحتفل به في هذا اليوم من كل عام، بتنظيم العديد من الفعاليات والندوات التي تعزز من قيم التعايش الإنساني.
وبهذه المناسبة يدعو مجلس حكماء المسلمين جميعَ شعوب العالم للاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية من خلال التطبيق العملي للقيم الإنسانية السامية التي نصَّت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، ومن أبرزها قيم الخير والعدل والمحبة والسلام والتعايش المشترك.
حديقة الأخوة الإنسانية
كما تم تدشين حديقة تحمل شعار الأخوة الإنسانية، التي أطلقتها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بحضور عدد من أصحاب الهمم من جميع الجنسيات، بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، تعبيرًا عن التضامن والتعاضد بين شعوب العالم على أرض دولة الإمارات.
ماذا أنتجت وثيقة الأخوة الإنسانية ؟
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أنَّ وثيقةُ «الأخوة الإنسانيَّة»، أحْدَثَتْ حِراكًا مَلْمُوسًا -في الشَّرقِ والغرب- وقدَّمَتْ أنمُوذجًا مُتمَيِّــزًا لما ينبغي أن يكون عليه حوار الأديان والحضارات من احترامٍ مُتبادَلٍ وتأثيرٍ فعليٍّ في علاقاتِ الشُّعُوبِ المبنية على التعارُفِ والتعاون والأُخوَّة والسَّلام، وسلَّطتْ الضوء على أهمية العلاقة بين الشَّرق والغرب، وكيف أنَّ لكلٍّ منهما أن يستفيدَ من الآخَر.
وأعرب فضيلته خلال كلمته بالجلسة الختامية في ملتقى البحرين للحوار، نوفبر الماضي، بالقصر الملكي بحضور جلالة ملك البحرين وبابا الفاتيكان، عن ثقته -بإذنِ الله- من أنَّ مسيرةَ الأُخوَّة الإنسانيَّة والتي يُعَدُّ ملتقى البحرين التاريخي الذي نجتمع فيه اليوم على أرضِ البحرين الطيِّبة أحدَ أهمِّ روافدها وأركانها الدَّاعمة سوف تُسهمُ في تعزيزِ هذا التَّقارُب والتَّعارُف بين الشَّرقِ والغرب.. وكيف لا! وقد مثَّل إعلانَ مملكة البحرين للتَّعايُش السلمي خطوة مهمة لتعزيزِ المواطَنة وإعلاء قِيَم التَّسامُح والتَّفاهُم بين النَّاس.
ما هي وثيقة الأخوة الإنسانية؟
تضمنت وثيقة الأخوة الإنسانية، إعلان كل من الأزهر الشريف- ومن حوله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها- والكنيسة الكاثوليكية- ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب- تبني ثقافة الحوار ، والتعاون المشترك، والتعارف المتبادل.
وطالبت وثيقة الأخوة الإنسانية، قادة العالم، وصانعي السياسات الدولية والاقتصاد العالمي، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.
ودعت الوثيقة المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.
وأكدت الوثيقة أن الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، مشيرة على أن هذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة.
إعلان جائزة زايد للأخوة الإنسانية
كما يتم في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، من كل عام، تكريم الفائزين بجائزة زايد العالمية للأخوة الإنسانية، التي تعد إحدى ثمار «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وتحتفي بالأشخاص والمؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك، وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني، وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة لتعزيز الأخوة والتعايش الإنساني.