1.5 مليون ضحية عنف رقمي في المغرب.. جمعيات يشجعن الضحايا على التبليغ
كشف البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال في المغرب، الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط، أن ضحايا تجاوزن 1.5 مليون امرأة سنة 2019، وسط توجس من تحيين الرقم الذي يكشف المزيد من الضحايا.
وقالت رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، إن النساء والفتيات لا يستوعبن بعد أشكال ومخاطر العنف الرقمي، الشيء الذي تؤكده الأرقام الصادمة الصادرة سواء عن المندوبية السامية للتخطيط أو المديرية العامة للأمن الوطني أو رئاسة النيابة العامة في المغرب، وكذلك احصائيات جمعية التحدي للمساواة والمواطنة للعنف الرقمي /الإكتروني أو السيبراني الممارس بحق النساء والفتيات، باعتبارهن الفئة الأكثر هشاشة وعرضة للاستغلال.
حاجز الخوف
"على الرغم من التكتم بين صفوف النساء حول ما يتعرضن له من تعنيف رقمي، إلا أن جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، نجحت في العمل وفق إمكانياتها على تشجيع بعض الضحايا للخروج من دائرة الصمت، حيث تستقبل مراكز الاستماع التابعة للجمعية، ما يزيد عن 100 حالة سنويا مند بداية اشتغالها على الموضوع سنة 2016".
وأكدت رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، قبل أن تضيف بأن الجمعية تعمل على تقديم عدد من الخدمات للضحايا، بدءا من الاستماع والتوجيه والدعم النفسي وصولا الى التكفل القانوني والمشورة القانونية.
ونبهت رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، إلى أن الخوف من الفصل 490 من القانون الجنائي، يحول دون تجاوب أغلب الضحايا مع الحملات التوعوية الداعية إلى التبليغ، حيث يمتنعن عن وضع شكايات في هذا الشأن، رغم ما يتعرضن له من ابتزاز وتشهير في إطار علاقات خارج الزواج.
وتضيف رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، «وبالتالي الخوف من السجن أو المتابعة القضائية وارد جدا لديهن، إلى جانب الخوف من رد فعل الأسرة والمجتمع وأحكام القيمة التي ستكون لهن بالمرصاد».
الصمت.. خطر أكبر
وأكدت رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، ضرورة تشجيع الضحايا على البوح وكسر حاجز الصمت، باعتباره أهم لبنة في مسار مناهضة هذا الوجه الجديد والمخيف المتمثل في العنف الرقمي، مع تسليط الضوء على أهمية الشق المتعلق بالتوعية والتحسيس الذي تراهن عليه الجمعية من أجل تغييرالعقليات و الصور النمطية التي تحول دون المساواة الحقيقية بين الجنسين.
هذا ما تراهن عليه جمعية التحدي التي حملت على عاتقها مهمة التصدي للظاهرة عبر القيام بحملات التوعية والتحسيس، سواء افتراضيا عبر نشر ملصقات وكبسولات توعوية على صفحات الفيسبوك والانستجرام، أو داخل المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك (الابتدائي/الإعدادي الثانوي/الثانوي التأهيلي ومراكز التكوين المهني /الجامعات والمدارس العليا) تضيف حمين، وذلك في أطار دق ناقوس الخطر للتحذير من الظاهرة التي أضحت تخترق حميمية النساء والفتيات، وتضيق عليهن الخناق في العالم الافتراضي وتمنع عنهم الفرص الايجابية التي تتيحها وسائل التكنولوجيا والاتصال.
كما وأضافت رجاء حمين منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة في المغرب، أن الهدف من هذه الحملات، "رفع نسبة الوعي لديهن وغرس القيم الانسانية من أجل التشبع بها وممارستها في حياتهمن اليومية".
العنف الرقمي.. تداعيات نفسية
بعد معاناتهن الطويلة مع العنف الجسدي والعنف المعنوي في الشارع والبيت وفضاءات العمل، تحول العنف الرقمي إلى كابوس إضافي بتبعات أكثر خطورة على النساء بمختلف فئاتهن العمرية، ومستوياتهن الدارسية وانتمائهن الطبقي، بعد أن سهلت مواقع التواصل على المعتدي المفترض، سبل الوصول إلى ضحاياه.
وعلى الرغم من خطورة الوضع الذي ينتقل من العالم الافتراضي نحو الواقع، وما ينتج عنه من ابتزاز أو اعتداء أو أضرار مادية ومعنوية على الضحايا، إلا أن عددا كبيرا من النساء يشكل لقمة سائغة للمعتدين على مواقع التواصل، على الرغم من حملات التحسيس والتوعية، وتقاسم القصص المأساوية لضحايا هذا النوع من العنف.