سفير فرنسي يدعو بلاده إلى توضيح موقفها من قضية الصحراء المغربية
أكد سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتييه، بالدار البيضاء، أنه سيكون من “الوهم وعدم الاحترام” الاعتقاد بإمكانية بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء المغربية.
وأضاف لوكورتييه، في معرض رده على سؤال حول موقف فرنسا من قضية الصحراء، أنه “سيكون من الوهم تماما وعدم الاحترام، الاعتقاد بأننا سنبني ما آمل أن نكون قادرين على بنائه، لبنة تلو الأخرى، من أجل طمأنينة بلدينا وبعض الجيران الآخرين، دون توضيح هذا الموضوع، من العلم أن الجميع في باريس يعرف ويدرك الطابع الأساسي للمملكة، أمس واليوم وغدا”.
وقال السفير ضمن إجابته أيضا: “كيف يمكننا أن ندعي أن لدينا هذه الطموحات دون الأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الرئيسية للمملكة بشأن هذه القضية”.
وتابع أن فرنسا واعية بأهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب، كما تدرك التطور الذي يشهده العالم، مضيفا أنه في الحوار الذي نجريه مع المغرب، سيتم إثارة هذه القضية، كما هو الحال منذ سنة 2007، وذلك ضمن منطق الاستمرار في الشراكة القائمة منذ سنين وخلال العقود القادمة”.
يشار إلى أن السفير الفرنسي نشط لقاء/مناقشة حول العلاقات الفرنسية المغربية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق بالدار البيضاء.
ونظمت هذا اللقاء مؤسسة (لينكس/ Links) التي يرأسها الوزير الأسبق وسفير المغرب الأسبق بفرنسا محمد برادة.
وكانت شهدت جلسة مجلس الأمن رفيعة المستوى مع الجامعة العربية لبحث التعاون بين الطرفين، “تحولا مثيرا” في الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية.
وفي كلمته، تأسف فاسيلي نيبينزيا، ممثل روسيا الدائم بمجلس الأمن، لاستمرار ما وصفه بـ”الأوضاع المقلقة، وغير المستقرة” في منطقة الصحراء المغربية، ومناطق أخرى بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويتزامن تصريح نيبينزيا مع وصول عبد المجيد تبون إلى موسكو في زيارة لتعزيز الشراكة التي تجمع البلدين، والبحث عن موافقة نهائية للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.
ومع “إصرار” قصر المرادية على وضع قضية الصحراء المغربية ضمن أولويات سياسته الخارجية، فمن المتوقع أن “تتطرق موسكو والجزائر للملف خلال زيارة تبون”، وسط “شكوك” حول بقاء الموقف الروسي في خانة الحياد الإيجابي من القضية، التي “ازدادت” حدتها مع تصريحات نيبينزيا الأخيرة.
محمد ظريف، محلل سياسي، يرى أن “الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية كان دائما يتسم بالازدواجية وغياب الوضوح، وما قاله ممثل موسكو بالأمم المتحدة ليس بالأمر الجديد”.
وأضاف ظريف، في تصريح لهسبريس، أن “وصف نيبينزيا الأوضاع في منطقة الصحراء المغربية بكونها غير مستقرة، أمر مردود عليه، لأن المنتظم الدولي شاهد على الاستقرار الذي تعرفه أقاليمنا الجنوبية”.
واعتبر المحلل السياسي عينه أن “زيارة تبون لا يمكن ربطها بتصريحات ممثل موسكو في الأمم المتحدة، أو بتأويلات حول وجود ضغط جزائري على روسيا من أجل تغيير موقفها من قضية الصحراء”، لأن ذلك “يعارض الأهداف الجزائرية من خلال الزيارة، وهي التعبير عن دعم موسكو في حربها في أوكرانيا”.
“روسيا طيلة عقود تلعب على وتر قضية الصحراء من خلال مواقف متناقضة ومتباينة”، يخلص ظريف، مبينا أن “هاته المواقف يأتي وراءها موقف واضح لروسيا، هو الحياد الإيجابي وإبقاء العلاقات مع المغرب والجزائر في منحى جيد”.
من جانبه، أشار خالد الشيات، أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، إلى أن “روسيا ليست في وضع أخلاقي لتعبر عن قلقها من الأوضاع في بلدان أخرى”، مفسرا أن “حربها على أوكرانيا يجب أن تبقيها في حالة صمت لعقود طويلة”.
وأورد الشيات، في تصريح لهسبريس، أن “حديث الممثل الروسي عن عدم استقرار في الأقاليم الجنوبية أمر غير دقيق، وينم عن غموض كبير حول دوافع إطلاق مثل هاته التعابير”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المملكة المغربية تضبط إيقاعا مستقرا في أقاليمها الوطنية، عبر تحقيق الأمن العام، وضمان حقوق وواجبات مواطنيها، وهو أمر لا تحتاج الرباط إلى الإدلال به لأي طرف دولي”.