فرنسا بمجلس الأمن: حل الدولتين الضامن الوحيد لحق فلسطين وإسرائيل
شددت فرنسا، الثلاثاء، على ضرورة التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة. مؤكدة أن حل الدولتين هو «الضامن الرئيسي الوحيد» لحق فلسطين وإسرائيل.
وفي وقت سابق اليوم، أسقط "فيتو" أمريكي بمجلس الأمن الدولي نصا أعدّته الجزائر قبل أسابيع يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة.
وطالب مشروع القرار ابـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار على جميع الأطراف احترامه"، كما رفض "التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين".
في حين تحدثت إسرائيل عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل هجوم برّي محتمل في رفح حيث يتكدّس 1,4 مليون شخص في جنوب قطاع غزة، ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير نيكولا دي ريفيرا: "نأسف لرفض مشروع القرار الجزائري بشأن غزة".
ولفت مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير نيكولا دي ريفيرا، إلى "وجود حاجة طارئة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة»، مشددا على أن "حل الدولتين وحده هو الذي يضمن حق إسرائيل وفلسطين".
من جانبه، أعرب مندوب الصين بالأمم المتحدة، تشانج جيون، عن "إحباط بكين العميق إزاء رفض مشروع القرار الجزائري بشأن غزة".
وقال جيون في كلمته بالجلسة نفسها، إن "منع وقف إطلاق النار في غزة يعطي إشارة خضراء لاستمرار المجازر هناك"، داعيا مجلس الأمن إلى "التحرك لوقف إطلاق النار في غزة، فهذا واجب أخلاقي".
كما حث مجلس الأمن على "الاضطلاع بمسؤولياته في غزة بالرغم من الفيتو الأمريكي".
بدوره، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن "الفيتو الأمريكي بحق مشروع القرار الجزائري مخز".
ثالث فيتو
وهذا ثالث فيتو أمريكي بمجلس الأمن منذ بداية حرب غزة قبل نحو 5 أشهر.
وكما هى حال مشاريع القرارات السابقة التي انتقدتها إسرائيل والولايات المتحدة، لا يدين هذا النص الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردا على ذلك، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما خلف أكثر من 29 ألف قتيل في غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.
ويعتبر الأمريكيّون أنّ النصّ الجزائري من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسية الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وفي هذا السياق، وزّعوا مشروع قرار بديلا اطّلعت عليه وكالة فرانس برس الإثنين يتحدّث عن "وقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت" على أساس "صيغة" تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
ماكرون يكشف موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويحذر إسرائيل من هجوم رفح
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا".
جاء ذلك في أول تصريحات علنية لماكرون حول هذه المسألة منذ بداية الصراع في غزة، كما ذكرت الجارديان.
خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس إلى جانب الملك الأردني الملك عبدالله الثاني، أكد ماكرون انفتاح فرنسا على فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة حظيت بالاهتمام وسط الجهود المستمرة للتوسط في السلام في المنطقة.
وتأتي تصريحات ماكرون في أعقاب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحا دوليا للاعتراف بدولة فلسطينية، في أعقاب تقارير عن مثل هذه المبادرة في صحيفة واشنطن بوست. ويحدد الاقتراح، الذي يقال إنه تناقشه إدارة بايدن ودول عربية مختارة، خطة شاملة تهدف إلى تحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك جدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية.
تحذيرات
وأصدر ماكرون تحذيرًا شديد اللهجة من أي عمل عسكري إسرائيلي محتمل يستهدف مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر.
حذر ماكرون من أن "الهجوم الإسرائيلي على رفح لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وسيشكل نقطة تحول مهمة في هذا الصراع".
وأعرب ماكرون عن تضامنه مع الأردن ومصر، وأعرب عن مخاوفه بشأن احتمال التهجير القسري الجماعي للسكان في رفح، مشددًا على أن مثل هذه الإجراءات ستشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وتشكل خطرًا كبيرًا لتصعيد التوترات في المنطقة.
وفي وقت سابق من الأسبوع، نقل ماكرون لنتنياهو إدانة فرنسا الشديدة لعدد القتلى الذي لا يطاق في غزة وأكد مجددا ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة على الفور، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
وشدد ماكرون على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون مزيد من التأخير، وشدد على الحاجة إلى مثل هذا الاتفاق لضمان حماية جميع المدنيين وتسهيل التدفق السريع للمساعدات الطارئة. وأكد مجددا إيمانه بأن السلام الدائم في المنطقة يتوقف على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.