المملكة المتحدة تدعو إلى وقف فوري للقتال في غزة لإدخال المساعدات
دعت المملكة المتحدة إلى وقف فوري للقتال من أجل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وقالت ممثلة المملكة المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد - في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن غزة، بحسب الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، "إن المدنيين الفلسطينيين يواجهون أزمة إنسانية مدمرة"، معربة عن "القلق بشكل خاص إزاء الوضع في رفح، حيث يمكن أن تؤدي عملية عسكرية إلى عواقب مروعة على المدنيين الذين يحتمون هناك وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه"، موضحة أن "المفاوضات الجارية حاسمة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة".
وأضافت ممثلة المملكة المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد: "سنواصل العمل لوقف القتال وإطلاق سراح جميع المحتجزين وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية وغزة مصحوبة بحزمة دعم دولية، ووجود أفق سياسي يوفر مسارا موثوقا ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين مما يضمن السلام والأمن والعدالة لكلا البلدين".
ثالث «فيتو» أمريكي.. رفض مشروع قرار الجزائر لوقف إطلاق النار في غزة
رفض مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، مشروع قرار الجزائر لوقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد فيتو جديد من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، هو الثالث لها منذ بداية الحرب.
وحصل مشروع القرار على تأييد 13 عضوا - من بين أعضاء المجلس الـ15- فيما عارضته الولايات المتحدة الأمريكية وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
وفي كلمتها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "نعمل على الإفراج عن الرهائن في غزة بالتعاون مع قطر ومصر".
وأضافت: "أي عمل يؤديه مجلس الأمن الآن ينبغي أن يساعد المفاوضات الحساسة الجارية بخصوص غزة".
وأشارت إلى أن "الوقت ليس مناسبا للتصويت على مشروع القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة".
وتابعت: "نرى رغبة من مجلس الأمن للتحرك بسرعة لكن ليس على حساب تحقيق السلام الدائم بالمنطقة".
الرفض لم يكن مفاجئا حيث حذّرت الولايات المتحدة، الاثنين، من أنّ النصّ الجزائري "غير مقبول".
وأكد نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، أن بلاده لا تعتبر أن هذا النصّ "سيحسن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنه لن يمر".
ويعتبر الأمريكيّون أن هذا النص من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت
وفي هذا السياق، وزّعوا مشروع قرار بديلا أطلعت عليه وكالة فرانس برس الاثنين يتحدّث عن "وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت" على أساس "صيغة" تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
ويعبر المشروع الأمريكي أيضًا عن القلق بشأن رفح، ويحذر من أن "هجومًا بريًا واسع النطاق يجب ألّا يشن في ظل الظروف الحاليّة".
وقال مسؤول أمريكي كبير، الاثنين، "لا نستعجل التصويت على مشروعنا"، مشيرا إلى عدم وجود "مهلة" لذلك.
من جهته، أضاف مصدر دبلوماسي "في الوضع الراهن، لا يمكن للمشروع أن يمر"، لافتا إلى "مشاكل" عدة تتصل خصوصا بالصيغة التي يتضمنها حول وقف إطلاق النار، إضافة إلى خطر الفيتو الروسي.
وفي كل الأحوال، فإن مشروع القرار الأمريكي "سيثير استياء إسرائيل، فالولايات المتحدة تستخدم مجلس الأمن منصة لإظهار حدود صبرها في مواجهة الحملة الإسرائيلية"، وفق ما قال ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس.
ويشهد مجلس الأمن منذ سنوات انقساما كبيرا بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتمكّن منذ 7 أكتوبر من تبني قرارين فقط حول هذه القضيّة، طابعهما إنساني أساسا.
المجموعة العربية في الأمم المتحدة
ورغم احتمال استخدام الولايات المتحدة الفيتو، أيدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة المشروع الذي تقدمت به الجزائر.
وقالت المجموعة العربية في بيان "لا يمكن لأي عذر أن يبرر عدم تحرك مجلس الأمن، ويجب أن تتقاطع كل الجهود لوقف المجزرة في غزة"، مؤكدة أن "الوقت حان" ليتحرك مجلس الأمن "قبل أن يفوت الأوان".
وأشار غوان، إلى المصادفة المؤسفة للتصويت على هذا المشروع مع الذكرى السنوية الثانية لحرب أوكرانيا.
وقال "أنا متأكد من أن روسيا ستستغل هذه الفرصة لاتهام الولايات المتحدة باستخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بمعاناة المدنيين في أوكرانيا والشرق الأوسط".
من جهته، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الاثنين "إنه أمر محزن".
وعلق نظيره الصيني جون تشانغ، أن للمجلس "التزاما أخلاقيا" للتحرك "من أجل وضع حد لهذا الوضع المأساوي"، ساخرا من موقف الولايات المتحدة التي "تدعو دائما إلى حماية حقوق الإنسان".